رغم تحذيرات الصندوق السيادي.. "قطاع الأعمال" تغامر بطرح "غزل المحلة" فى البورصة
على الرغم من تأكيد أيمن سليمان رئيس الصندوق السيادي المصري، بأن التوقيت الحالي غير مناسب لطرح الشركات بالبورصة نتيجة توجه البنوك المركزية نحو تشديد السياسة النقدية إلا أن وزارة قطاع الأعمال أعلنت اعتزامها طرح نادي غزل المحلة للبورصة؛ ليكون أول نادي رياضي يتم قيده بعد التحول إلى شركة مساهمة.
وأعلنت وزارة قطاع الأعمال العام اليوم أنها قررت فتح باب الاكتتاب العام لشراء أسهم شركة نادي غزل المحلة لكرة القدم بسعر 1.02 جنيه للسهم؛ وذلك اعتبار من يوم 12 يونيو وحتي 1 يوليو، من خلال زيادة رأسمال الشركة بقيمة 98 مليون جنيه؛ ليصل إلى 200 مليون جنيه.
وكان هشام توفيق وزير قطاع الأعمال قرر فصل نادي غزل المحلة عن شركة غزل المحلة للغزل والنسيج في عملية تطوير شاملة لأصول قطاع الأعمال، على أن يتم تأسيس شركة مساهمة غزل المحلة لكرة القدم؛ لتتولى إدارة النادي تعمل على إضافة 10 الالاف عضو جديد، ويكون لها حق انتفاع لاستغلال الاسم التجاري والاستاد وملعب التدريب لمدة 15 عام يتم تجديدهم.
وجاء الإعلان عن طرح نادي غزل المحلة في توقيت يعاني فيه سوق المال من تراجعات حادة وانخفاض قيم التداولات، وتدني المستويات السعرية للأسهم عن القيم العادلة وتسييل محافظ الأجانب استثماراتهم من البورصة متأثرة باضطراب الأوضاع في بورصات الأسواق الناشئة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ورفع الفيدرالي اسعار الفائدة.
وحذر ايمن سليمان رئيس صندوق مصر السيادي الذي يتولى إدارة وتجهيز الشركات الحكومية بالبورصة في حوار مع بلومبرج، من الإقدام على طرح الشركات في التوقيت الحالي بسوق المال مؤكدا ان الوقت غير ملائم بسبب الظروف الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات التضخم وتشديد البنوك المركزي لسياسية النقدية الذي يؤثر سلبا على أسواق المال.
وقال "سليمان"، إن الحكومة الآن تفضل عرض الشركات للبيع على مستثمرون استراتيجيون وليس الطرح بالبورصة، لان البورصات العالمية جميعها من المتوقع أن تستغرق وقتا طويلا للتعافي من جديد في ظل ما تتخذه البنوك المركزية من سياسة رفع الفائدة لمواجهة التضخم والذي يؤثر سلبا عليها، ويضعف من السيولة بها.
ومنذ طرح شركة إي فاينانس بالبورصة الذي جاء ضمن برنامج الحكومة لطرح حصة من الشركات بالبورصة في 24 أكتوبر الماضي، لم تقدم أي شركات حكومية على طرح أسهمها لها بسوق المال نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت المستثمرين عالميا لسحب استثماراتها من السوق المال والاستثمار في الملاذات الامنه، واقتصرت الطروحات على شركات من القطاع الخاص مثل ماكرو جروب للخدمات الطبية ونهر الخير للتنمية والتى حققت أداء باهتا للمتعاملين.
وقال إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم لتداول الاوراق المالية، إن شركة غزل المحلة من غير المفضل أن يتم طرحها في السوق خلال التوقيت الحالي، في الشركة لا يوجد اهتمام جماهيري بها، كما أن السوق يعاني من الهشاشة وهو من المتوقع ان يؤثر سلبا على الطرح.
ولم تذكر وزارة قطاع الأعمال في بيانها الصحفي أرباح الشركة أو ايراداتها المالية، ولكنها كشفت أن خطة العمل تظهر "تدفق نقدي صحي للشركة ومتوسط عائد متوقع يصل إلى 21.5%".
وتابع "النمر"، السوق متعطش لطروحات الشركات الحكومية بالبورصة، ولكن شركة غزل المحلة ليست هي محط الجذب للمستثمرين العالميين، سوف يقتصر الاهتمام بالطرح من قبل مشجعي النادي فقط.
وتوقع " النمر" أن ينجح اكتتاب أسهم غزل المحلة لضعف قيمته والتى لم تتجاوز 100 مليون جنيه، بينما سيكون امام السهم تحدي بعد القيد بالبورصة لإثبات قوته في سوق المال.
وقالت وزارة قطاع الأعمال إن العامل الرئيسي الذي يؤثر على سعر السهم هو الأداء المالي الناجح المتوقع لشركة غزل المحلة لكرة القدم، وفي ظل عراقة اسم غزل المحلة كنادٍ، ذو قاعدة جماهيرية عريضة، ويعد واحدًا من عمالقة الكرة المصرية الستة الذين حصلوا على بطولة الدوري العام؛ مما يعطي ثقة في نجاح خطة العمل المستقبلية للشركة.
وقال ريمون نبيل خبير اسواق المال، إنه لا يتوقع ان يتأثر سلبا طرح غزل المحل بالظروف المحيطة حاليا بالسوق، مؤكدا ان الاكتتاب سوف يتم تغطيه لصغر حجم الطرح، و لأنها استثمار جديد على البورصة حيث لم يسبق طرح اي الاندية الرياضية بالسوق.
واضاف" نبيل"، أن على الرغم من انتظار السوق لطرح شركات جديدة إلا انها لن تكون محفزة لانتعاشة في الوقت الحالي، وعلى الحكومة ان تتخذ مزيد من الاجراءات التحفيزية قبل قيد الشركات من ضمنها تأجيل ضريبة الارباح الرأسمالية 3 سنوات على الاقل، مشيرا إلى أن قيد شركات جديدة في ظل الظروف الحالية مهما كانت قوتها المالية سوف تتراجع اسهمها لضعف قيم واحجام التداول، وعزوف المستثمرين عن المخاطرة وتفضيل استثمار اموالهم في شهادات البنكية مرتفعة العائد.
ولم يفز نادي غزل المحلة والذي يلقب بزعيم الفلاحين منذ تأسيسه 1963 سوي مرة واحدة ببطولة الدوري العام المصري، 1972-1973، وتعرض تراجع مستوي الفني ليهبط عدة مرات إلى دوري المظاليم.
ويحتل نادي غزل المحلة المركز 11 في الدوري المصري حاليا بفارق نقطة واحدة عن نادي ايسترن كومباني متذيل الترتيب، وتعرض لتغيير مدير الفني عدة مرات.
بينما يقول فاروق عصام وهو محلل رياضي، " إن غزل المحلة ما زال يمتلك شعبية كبيرة، ومن المتوقع بعد تحوله إلى شركة مساهمة وقيده في البورصة أن يحقق طفرة في ادائه وإرادته المالية، تجذب المستثمرين لشراء السهم.
وتابع،" فرص نجاح الاستثمار الرياضي في مصر كبيرة جدا بسبب الشعبية التي تتمتع بها كرة القدم محليا، وهو ما يعزز من نجاح السهم لكونه اول شركة رياضية يتم قيدها بالبورصة، مشيرا إلى أن تحسن إيرادات الأندية الرياضية يعتمد على صفقات بيع اللاعبين، وحقوق الرعاية، إيرادات البث التلفزيوني، وبيع منتجات النادي للجمهور والتذاكر.
ويأمل هشام توفيق وزير قطاع الأعمال بعد قيد غزل المحلة، في تطوير النادي ورفع قيمة علامته التجارية، والارتقاء بمنظومة الناشئين لتحقيق ربحية للنادي من بيع اللاعبين حيث وقع مع أكاديمية "هوتنيك" البولندية.