شركات سياحة سلفية تبيع تأشيرة الحج بفائدة ٣٠٪ وتتخذ المساجد ستارًا لبيعها
رغم فتاوى «برهامى» بتحريم فائدة التقسيط
فى الوقت الذى يتبنى فيه التيار السلفى فتاوى تحرم ما يصفونه بـ «فوائد البنوك الربوية» والتى تطرقت للكثير من الخدمات التى تقدمها البنوك، بالإضافة إلى إصدار القيادى السلفى ياسر برهامى فتاوى تحرم شراء السلع والأجهزة بالتقسيط عن طريق فيزا المشتريات، كان لقطاع كبير من شركات السياحة المملوكة للسلفيين رأى آخر، حيث خصصت حصة من تأشيرات الحج بنظام التقسيط بفائدة ٣٠ ٪، كما سمحت بمنح التأشيرات عبر فيزا «مشتريات» متخذين من أماكن العبادة وسيلة لترويج وبيع التأشيرات.
جمعية أنصار أهل السنة التابعة لشيوخ السلفية بمنطقتى كرداسة والمعتمدية بالجيزة قررت بيع تأشيرات الحج هذا العام بنظام التقسيط بفائدة ٢٨ ٪، واتبع نفس المبدأ شيوخ مسجد الوفاء وأبوبسيسة بمنطقة العامرية بالإسكندرية ولكن بفائدة وصلت إلى ٣٠٪، على أن يبلغ سعر تأشيرة الزيارة ٢٢ ألف جنيه، وهى التى تسمح بدخول الشخص للأراضى السعودية ومنها يمكنه التسلل لأداء مناسك الحج لذا تقع ضمن التأشيرات المحرمة المعُلن عنها من قبل وزارة الحج والعمرة السعودية.
صاحب شركة سياحة بالإسكندرية كشف لـ «الفجر» عن جريمة استغلال المساجد تحت هيمنة التيار السلفى من قبل صاحب شركة سياحة يدعى « محمد.ب» أحد القيادات السلفية بالإسكندرية والذى مازال يمارس نشاط الشركة رغم فرض عقوبة عليه وتجميد نشاطه لمدة عام نتيجة بيع تأشيرات بالسوق السوداء بمبالغ هائلة بلغت ٥٠٠٠ دولار.
بينما كشف «محمد. س» صاحب شركة سياحة بطنطا، عن بيع تأشيرة الزيارة لأداء مناسك الحج داخل مسجد قباء بقيمة ٢٦ ألف جنيه لصالح صاحب شركة «أوديسى» للسياحة والمعروفة للجميع أن مالكها عضوًا بحزب النور، معتمدًا على بيع التأشيرات بالتقسيط بمقابل فائدة كبير من تجار السلفيين نظير استثمار أموالهم بشركة السياحة.
تعددت ضحايا تلك الشركات الوهمية التى اتخذت من الدين ستارًا لتحقيق أموال طائلة من بينهم الحاج «سعيد» والذى حصل على تأشيرة حج من شركة سياحة يمتلكها شخص يدعى « محمد. ش» عضو حزب النور بطنطا، من خلال التقسيط بفائدة ٤٠ ٪ على مدار ٥ سنوات، مشيرًا إلى أنه لجاء لذلك بعد رفع قيمة الحج هذا العام والتى من المتوقع أن تزيد بعد إجراء قرعة شركات السياحة، مضيفًا أنه حصل على تأشيرة من الشركة مقابل ١٢٠ ألف جنيه، موضحًا أن الشركة تسير بنظام التقسيط بالفائدة منذ عام ٢٠١٣ بعد تزايد قيمة تأشيرات الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن الشركة تحظى بشهرة واسعة بين أهالى محافظة طنطا، واعتاد صاحبها على مقابلة شيوخ السلفية ومن أبرز الشيخ حسين يعقوب.
بينما أكدت صفاء محمود مديرة شركة سياحة، سيطرة التيار السلفى على السياحة الدينية فى محافظات الصعيد سواء من خلال شركات أو مندبين تابعين لهم، لبيع تأشيرة الحج أو العمرة بنظام التقسيط بفائدة، ليس لقلة عدد التأشيرات بسبب انتشار فيروس كورونا، وإنما هو أمر متعارف عليه ومنتشر منذ زمن بمساعدة وكلاء لهم من السلفيين بالخارج يوفرون لهم التأشيرات، موضحة أن حصة مصر تبلغ ٣٦ ألف تأشيرة حج موزعة على وزارات الداخلية ٥٠٠٠ تأشيرة و٤٠٠٠ للتضامن و٩٠٠٠ للسياحة و١٨ ألف تأشيرة طرحت بالسوق السوداء بمبالغ هائلة لا تقل عن ٢٠٠ ألف جنيه.