مصطفى عمار يكتب: من يشبه “إيلين”؟
أعلنت المذيعة «إيلين ديجينيريس» فى مقابلة صحفية لها، قرارها بإنهاء برنامجها التليفزيونى الشهير، بسبب تراجع عدد مشاهديه وسط جدل كبير يطول البرنامج الآن، وأوضحت ديجينيريس ٦٣ عامًا التى تقدم حاليا الموسم التاسع عشر من برنامجها «ذى إيلين ديجينيريس شو»، أن «هذا البرنامج لم يعد يشكل تحديا رغم كونه قويا ومسليا». وتؤكد المقدمة أن قرارها إنهاء برنامجها غير مرتبط بالجدل الدائر منذ العام الماضى بشأن العمل التليفزيونى المعروض منذ سنة ٢٠٠٣. ففى يوليو الماضى، أشار أعضاء سابقون فى طاقم البرنامج فى مقالة على موقع «بازفيد» إلى مضايقات وسوء معاملة سائدة فى أجواء البرنامج وبعد أيام، دخل الممثل براد غاريت الذى استضافته إيلين فى برنامجها ست مرات، على خط الجدل، مغردا عبر تويتر «أعرف كثيرين عاملتهم (دى جينيريس) بطريقة مريعة. هذا ليس خفيا على أحد». وقد أعادت الممثلة ليا تومسون نشر المعلومة عينها.
وقد كان لهذا الجدل أثر مدمر على البرنامج الذى يرتكز بصورة أساسية على قيم الإنسانية والطيبة، لدرجة أنه اعتمد شعار «بى كايند» (كونوا لطفاء).
وبعد أسابيع من الصمت، وشائعات عن الإلغاء، تقدمت إيلين دى جينيريس باعتذار عن سلوك بعض معاونيها، لكنها نفت أى ارتكابات صدرت منها شخصية فى القضية.
وتمّت إقالة ثلاثة منتجين ذٌكرت أسماؤهم فى تقرير «بازفيد» فى أغسطس الماضى.
وأعربت المقدمة فى المقابلة عن حزنها الشديد للاتهامات الموجهة لها فى إطار التسريبات بشأن المضايقات ضمن فريق عمل برنامجها، قائلة «لقد كان ذلك جارحا جدا لى»، لكن «لو اضطررت لترك البرنامج لهذا السبب، ما كنت لأطل مجددا فى موسم جديد هذا العام». وأكدت أن «هذا ليس سبب التوقف».
إلى هنا انتهت قصة توقف برنامج إيلين كما نشرها العديد من المواقع الصحفية العربية والغربية.. ولكننى توقفت أمام هذا الخبر لأضبط عقلى يطرح سؤالًا فى غاية الأهمية بالنسبة لى.. من هى المذيعة المصرية التى من الممكن أن نقارن نجاحها وتاريخها بما حققته «إيلين» فى برنامجها؟!
النموذج الأقرب لها كان الراحل سمير صبرى الذى ظل سنوات طويلة يقدم برنامجه «النادى الدولى» «وبعده هذا المساء» ولكنه لم يستطع أن يصمد ضد تطور الزمن وخروج الفضائيات الجديدة وقرر أن يكمل رحلته الإعلامية بالحديث عن الذكريات وحياة النجوم سواء فى برامج تليفزونية أو فى برنامجه الإذاعى الشهير.. ومن بعده تأتى الإعلامية هالة سرحان صاحبة أو برنامج يرتبط باسم المذيعة «هلا شو» سواء أثناء تقديمه على قناة إيه آر تى المشفرة أو قناة دريم أو بعد انتقالها لقناة روتانا وخلال أخر ظهور لها بقناة المحور قبل سبعة أعوام.. رحلة هالة توقفت ولكن الجمهور مازال يتذكرها ورغم محاولات إعادة تجربتها إلا أنه حتى الآن يصعب أن تجد بديلًا لهالة أو حتى الراحل سمير صبرى.. من الممكن أيضًا أن تكون الإعلامية نجوى إبراهيم كانت من القليلات اللاتى يمكن أن يمتد أحد برامجها لنفس عدد مواسم «إيلين» ولكنها توقفت دون تدخل منها وربما لو أن الإعلامية إسعاد يونس كانت قد بدأت برنامجها صاحبة السعادة قبل سنوات كان من الممكن أن يستمر البرنامج لأكثر من ١٩ عامًا مثل «إيلين «وهناك بالطبع منى الشاذلى التى انتقلت ببراعة وذكاء شديد من منطقة البرامج السياسية إلى منطقة البرامج الفنية والاجتماعية ولا تزال قادرة على الاستمرار لأكثر من موسم قادم.. فهل تستطيع «منى» أن تحافظ على برنامجها «معكم» لتصل عدد سنوات عرضه إلى ١٩ عامًا؟ أنا هنا لا أتحدث عن فكرة استمرار المذيعة بالعمل وتقديم البرامج ولكن عن فكرة تقديم برنامج واحد لأكثر من ٢٠ عامًا دون توقف.. ربما يكون أقرب نموج لإيلين فى مصر والوطن العربى هو الإعلامى عمرو أديب.. من جلوسه على كرسى برنامجه القاهرة اليوم.. ربما تنقل عمرو بعدها بين قنوات أون وصولًا إلى قناة إم بى سى مصر ولكن يبقى ما يقدمه من موضوع واحد حتى مع اختلاف أسماء برامجه.. ويبقى عمرو تجربة مختلفة فى الإعلام المصرى والعربى.. ولكن هل تعتقدوا أن هناك آخرين من الممكن أن يحققوا ما حققته «إيلين» فى برنامجها بتقديم ١٩ موسمًا متواصلًا من برنامج واحد وبنفس النجاح وبنسب مشاهدة لم يحققها أحد غيرها.