شيرين أبوعاقلة ليست الأولى.. قصص استشهاد ٤٤ صحفيًا فى فلسطين
لم تكن الصحفية شيرين أبوعاقلة هى الضحية الأولى التى استهدفها رصاص الاحتلال الإسرائيلى منذ عدوانهم الغاشم المغتصب على الأراضى الفلسطينية، فبعد استشهادها برصاص الغدر على يد جنود الاحتلال أعدنا فتح صفحات تاريخ النضال الصحفى داخل الأراضى الفلسطينية لنذكر أنفسنا والعالم معنا بشهداء الكلمة والكاميرا من الصحفيين الفلسطينين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا من أجل رصد الاعتداءات والمذابح المنظمة من جانب جيش الاحتلال.
٤٤ صحفيا فلسطينيا كُتبت أسماءهم بحروف من ذهب فى دفتر تاريخ النضال والمقاومة ضد الاحتلال، ٤٤ صحفيا سالت دماءهم على الأرض ومثل جنود الاحتلال بجثمانهم خوفًا من أقلامهم وصوتهم الذى يطالب بالحرية والرحيل عن وطنهم، حيث ضمت قائمة شهداء الصحافة الفلسطينية الصحفى الشاب على أبوعفش الذى استشهد عام ٢٠١٤ أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بدأت قصة استشهاد «أبو عفش» عندما كان يعد تقريرًا عن الصواريخ التى أطلقتها طائرات الاحتلال وعند تصويره لهذه الطائرات والصواريخ انفجر فيه صاروخًا وأدى إلى استشهاده على الفور، ووصف الزملاء الصحفيين بمصر وفلسطين خبر استشهاد «أبوعفش» بالفاجعة والتى أودت بحياة هذا الشاب الخلوق المهنى الذى كان يقاتل من أجل فضح مخططات جيش الاحتلال وانتهاكاته المعهودة داخل الأراضى الفلسطينية فى قطاع غزة. وفى نفس العام استشهد الصحفى شادى حمدى عياد إثر إصابته فى قصف مدفعى من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى لمنزله بحى الزيتون، حيث قصف قوات الاحتلال الحى فى مدينة غزة وقُتل معه والده الذى كان برفقته، وبعد ساعات قليلة استقبلت الصحافة الفلسطينية خبر استشهاد المصور الصحفى للشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام محمد نور الدين الديرى، متأثرًا بجروحه بعد أن اخترق رصاص الاحتلال رأسه وهو يغطى أحداث سوق الشجاعية فى مدينة غزة، وكان يليه حامد عبدالله شهاب الذى استشهد بعد إصابته فى قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلى لسيارة المؤسسة التى كان واضحًا عليها إشارة الصحافة فى شارع الرمال منتصف غزة. وفقًا للإحصائيات الرسمية الفلسطينية بنقابة الصحفيين فقد شهد عام ٢٠١٤ أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة أعلى حصيلة من شهداء الصحافة حيث وصل عددهم إلى ١٧ صحفيا استشهد أغلبهم بقصف صاروخى على منازلهم وعلى مواقع تغطيتهم الصحفية فضلًا عن استشهاد صحفيين أثناء تواجدهم فى سيارة يظهر عليها بادجات وعلامات الصحافة.
وفى عام ٢٠١٨ سقط مستشهدًا الصحفى الشاب ياسر مرتجى الذى أطلق عليه جنود جيش الاحتلال الرصاص على حدود قطاع غزة، فبعد فترة قصيرة من بدء عمله فى تغطية الأحداث ناحية السياج الأمنى الحدودى فى خان يونس، أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحى عليه فى منطقة البطن، مما أدى إلى استشهاده بعد ساعات قليلة، الزملاء الصحفيون الفلسطينون الذين رافقوا ياسر أثناء تغطيته للأحداث أكدوا أنه كان هناك تعمد واضح من جانب الجنود الإسرائيلين لتصفيته وذلك لأنه كشف جرائمهم تجاه الاعتداء على المدنيين.
غسان كنفانى واحدًا من أشهر الكتاب الفلسطينيين، الذى سخر قلمه وكتبه فى الهجوم على انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلى فكان للكاتب الراحل تأثيرً كبيرً على الاحتلال الإسرائيلى وعدوانه الغاشم على الأراضى الفلسطينية، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية عام ١٩٧٢ لاغتياله فى بيروت عن عمر ناهز ٣٦ عامًا، حيث انفجرت عبوات ناسفة وضعها عملاء إسرائيليون بسيارته لتودى بحياته.
غسان كنفانى كانت تدور أغلب الروايات وقصصه حول القضية الفلسطينية وشعبها وسبق له أن كان عضوًا بالمكتب السياسى والناطق الرسمى باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهنا قررت جولدا مائير رئيسة وزراء الحكومة الإسرائيلية آنذاك تصفية غسان لأنه كان واحدًا من الكتاب الذين وثق فيهم الشعب العربى والفلسطينى وتأثر بكتاباته وتشبيهاته تصديه الدائم لإسرائيل فى كل مكان بالكلمة والمقال والرواية.
إبراهيم مصطفى ناصر مصور فلسطينى استشهد أثناء توثيقه للحرب الإسرائيلية واجتياحها لجنوب لبنان، فتعمد الجنود الإسرائيلين رصده وأطلقت قذيفة فى منطقة صف الهوى الذى كان يتمركز فيها وهو يصور ويوثق الأحداث لحظة بلحظة وبعد سقوطها ترجل جنود الاحتلال وأطلقوا الرصاص عليه مباشرة ليرتقى شهيدًا من شهداء العزة والفخر.
حنا عيد مقبل رئيس تحرير جريدة فلسطين، استشهد عام ١٩٨٤ على يد الموساد الإسرائيلى بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت وذلك بسبب نشاطه فى نشر مبادئ الوحدة الوطنية والمقاومة وتوحيد الخطاب الإعلامى الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى فكان يرغب فى إنشاء صحيفة قومية عربية هدفها التوحيد فى نشر ورصد الجرائم والاجتياحات التى كانت تنظمها إسرائيل فى هذا الوقت إلا أن حلمه لم يدم وقرر الموساد تصفيته لأنه كان بمثابة خطر حقيقى على الأهداف والمطامع الإسرائيلية. خليل محمد خليل الزبن مدير المكتب الصحفى للرئيس الشهيد ياسر عرفات بتونس ورئيس تحرير مجلة النشرة بعد اغتيال ميشيل النمرى تمت عملية اغتياله بـ١٢ رصاصة فى ٢٠٠٤ من أسلحة كاتمة للصوت عندما غادر مكتبه فى حى الصبرة، كانت أسباب اغتيال الزبن نتيجة كتاباته حول الدفاع عن المعتقلين الفلسطينين فضلًا عن متابعته المستمرة فى نشر رسائلهم وإيجاد طرق مباشرة وغير مباشرة فى الإفراج عنهم.