التنمية المحلية: تريليون جنيه تكلفة تطوير الريف لتحسين حياة 60 مليون مواطن
شارك اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، في جلسة حول المبادرة الرئاسية |"حياة كريمة" لتطوير الريف المصري وذلك على هامش مشاركته في فعاليات الدورة التاسعة لقمة المدن الأفريقية (Africites 2022) والتي تعقد حاليًا في مدينة "كيسومو" الكينية، شارك في الجلسة كل من اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية والدكتورة منال عوض محافظ دمياط، وحضرها عدد المسئولين والمحافظين الأفريقية المشاركين في القمة من مختلف دول القارة واستمرت لأكثر من 3 ساعات وقدمها السفير محمد حجازى مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي.
وأكد وزير التنمية المحلية، أن المرحلة الشاملة للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بدأ تنفيذها منذ يوليو 2021 بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومن المستهدف إنجازها خلال السنوات القليلة القادمة بتكلفة ستبلغ قرابة تريليون جنيه خاصة بعد تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية،لافتًا إلى أن المبادرة الرئاسية تستهدف حوالى 4584 قرية في 172 مركز إداري فى 22 محافظة لتحسين جودة حياة حوالى 60 مليون مواطن ما يمثل 55 % من سكان مصر.
وأضاف اللواء محمود شعراوى، أن الدولة المصرية تبنت منذ عام 2014 وحتى2021 العديد من البرامج القومية التي تستهدف تعزيز كرامة المواطنين وتوفير حياة كريمة لهم وإحداث نقلة نوعية مستدامة فى مستوى جودة حياتهم.
وقال "شعراوي"، إن المبادرة الرئاسية تتسق مع أهداف التنمية المستدامة الـ17 من خلال استدامة مالية واستدامة مؤسسية واستدامة بيئية واستدامة اقتصادية، ومحل اهتمام المؤسسات الدولية فى العالم بعد إدراج " حياة كريمة" ضمن أفضل الممارسات على منصة الأمم المتحدة.
واستعرض وزير التنمية المحلية السياق الزمني للمبادرة الرئاسية ودور الوزارة فى التنفيذ، حيث أشار الوزير إلى أن المرحلة التمهيدية للمبادرة تضمنت عدة مراحل منها برنامج تطوير القرى لنحو 208 قرية بعدد 8 قرى فى كل محافظة، بالإضافة إلى برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر في محافظتي قنا وسوهاج وتطوير القرى الأكثر فقرًا بنحو 143 قرية وصولًا إلى 375 قرية فى عام 2019 والتي استفاد منها 4.5 مليون مواطن بقرى الريف، وتم توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل مؤقتة ودائمة وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروعات المنفذة حوالى 6.5 مليار جنيه.
وأوضح وزير التنمية المحلية، أن برنامج تطوير الريف المصري يتضمن عددًا من المحاور على رأسها تحسين مستوى التغطية بخدمات البينة الأساسية والعمرانية وتقديم الخدمات المحلية سواء صرف صحي ومياه الشرب والطرق والاتصالات والبريد والكهرباء والإنارة وتأهيل المصارف وتبطين الترع ومجمعات زراعية وغيرها.
ولفت إلى أن محاور المبادرة تتضمن أيضًا بناء الإنسان المصري بقرى الريف فى مجالات التعليم والصحة والشباب والرياضة والثقافة، كما تتضمن أيضًا محور الاستدامة البيئة عبر سكن كريم ومحور الأمية وحملات توعية ومشروعات اجتماعية، وكذا استدامة اقتصادية تتضمن إنشاء مجمعات صناعية وتوفير مشروعات ذات عائد اقتصادي لتحسين دخل الأسر وتشغيل المواطنين بالقرى.
وأضاف اللواء محمود شعراوي، أنه تم الاعتماد عند تنفيذ المبادرة على 9 معايير أساسية لطريقة استهداف المراكز التى سيتم تنفيذ "حياة كريمة" بها ومن بينها القرى الأكثر احتياجًا والمناطق المحرومة من الخدمات الأساسية للمواطنين ليعيشوا حياة كريمة وعلى رأسها الصرف الصحي ومياه الشرب.
كما استعرض وزير التنمية المحلية أيضًا خلال الجلسة دور وزارة التنمية المحلية فى تنفيذ ومتابعة المبادرة سواء فيما يخص عملية التخطيط والتنفيذ والمتابعة والدعم وبناء القدرات لمتابعة تنفيذ المشروعات على المستوى المحلى للحفاظ على الاستثمارات الكبيرة التى ستضخها الدولة فى تلك المبادرة المهمة والصيانة بصورة دورية.
وعرض اللواء محمود شعراوي موقف تدخلات ومشروعات مبادرة "حياة كريمة" وعلى رأسها قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، حيث سيتم إنشاء حوالى 130 محطة معالجة للصرف الصحي وشبكات للصرف لخدمة القرى المحرومة ورفع نسبة التغطية من 18 % إلى 100 % في 1143 قرية وتنفيذ مشروعات مد وتدعيم فى 217 قرية وكذا شبكات غير تقليدية فى 10 آلاف تابع للقرى، كما سيتم إنشاء 51 محطة تنقية مياه الشرب لخدمة المناطق المحرومة والقضاء على الانقطاعات ونظام المناوبات وذلك في 1051 قرية و421 مشروع رفع كفاءة محطات صغيرة.
وتابع وزير التنمية المحلية: كما تتضمن تدخلات المبادرة أيضًا قطاع الغاز الطبيعي حيث مستهدف توصيله لنحو 4 ملايين وحدة سكنية فى 1337 قرية بما يساهم في رفع العبء عن المواطنين وتسهيل فرص الاستثمار والتوسع فى إنشاء محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى والتوسع فى الطاقة النظيفة، لافتًا إلى أنه في قطاع الاتصالات سيتم إدراج القرى المستهدفة بالمبادرة ضمن شبكة الألياف الضوئية لإتاحة خدمات الاتصالات الأرضية للمنازل والمنشآت العامة والخاصة فى حوالى 1413 لخدمة رقمنة الخدمات والتعليم عن بعد ومنظومة التأمين الصحي الشامل وتعجيل خطة تطوير مكاتب البريد لتسهيل الخدمات للمواطنين.
وأضاف وزير التنمية المحلية، أنه سيتم تنفيذ تدخلات فى قطاع الكهرباء والإنارة العامة التى ستشمل تغيير شامل لكافة عناصر المنظمة سواء محولات وموزعات وكابلات الربط وأدوات التحكم، مضيفًا: أن قطاع الرى يتضمن تأهيل وتبطين الترع بقرى المرحلة الأولى بإجمالي 2.5 ألف كم، وكذا إنشاء 33 مجمع زراعي لتقديم الخدمات الزراعية كاملة بشكل لائق إلى المزارعين والتوسع فى منظومة مراكز تجميع الألبان وكذا إنشاء 333 مجمع خدمات حكومية فى الوحدات القروية الرئيسية لتقديم خدمات الشهر العقاري والسجل المدني ومكتب التموين والوحدة المحلية والتضامن الاجتماعى ومركز تكنولوجي لخدمة المواطنين.
وأشار اللواء محمود شعراوى، إلى أنه فيما يخص قطاعي التعليم والصحة والشباب فسيتم إنشاء أكثر من 14 فصل لإتاحة التعليم الأساسي وحل مشكلة الكثافات والفترات بالإضافة إلى صيانة ورفع كفاءة 25 % من المدارس القائمة، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية بكافة القرى عبر وحدات صحية ومستشفيات ونقاط إسعاف وقوافل علاجية وطبية، وكذا إنشاء وتطوير ما يقرب من 1000 مركز شباب لرعاية النشء بالريف المصري.
وخلال الجلسة عرض أيضًا اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية الموقف التنفيذي للمرحلة الاولي من المبادرة الرئاسية على أرض المحافظة والتغير الذى شهدته بعض القرى المصرية بالقليوبية بعد التنفيذ فيما يخص الخدمات الأساسية للمواطنين، لافتًا إلى أن المبادرة حملت أسلوب جديد للتعاون بين الوزارات المركزية والمحافظات مما عزز مفهوم الترابط والاستماع إلى رأى المواطنين في اختيار وتنفيذ المشروعات.
وأضاف الهجان أن مبادرة "حياة كريمة" جاءت لتعكس اهتمام القيادة السياسية بالمواطن المصري وإيمانها بدوره الكبير فى استكمال مسيرة البناء والتنمية.