قيادي بالانتقالي لـ "الفجر": المجلس الرئاسي جاء حصيلة لمشاورات الرياض.. وميليشيا الحوثي تستغل الهدنة لتعزيز موقفها العسكري (حوار)
◄مليشيا الحوثي تستغل الهدنة لتعزيز موقفها العسكري ووضعها العملياتي
◄جماعة الحوثي تنظيم مليشاوي لا يقبل فكرة التعايش ولا يمكنه العيش في ظل السلام
◄الجهود الدولية مستمرة لتجنب كارثة بيئية وإنسانية قد تؤثر على الملاحة البحرية
◄ميليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة وجهان لعملة واحدة وينفذان نفس الأجندة
◄ المليشيات الحوثية هي من تعرقل الوصول إلى تسوية
◄المجلس الرئاسي جاء حصيلة لمشاورات الرياض ومهمته استكمال وإدارة الفترة الانتقالية
قال عبدالله ناصر المركدة مدير الإدارة السياسية بالقيادة المحلية للمجلس الإنتقالي الجنوبي محافظة شبوة “ جنوب اليمن"، إن جماعة الحوثي تنظيم مليشاوي عنيف أساسا، وهذا النوع من التنظيمات لا يقبل فكرة التعايش ولا يمكنه العيش في ظل السلام.
وأضاف المركدة في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن مليشيا الحوثي تستغل الهدنة لتعزيز موقفها العسكري ووضعها العملياتي بمواصلتها للحشد والتعبئة بجهد ونشاط مكثف على كل الجبهات والعمل على تعزيز مركزها التفاوضي بتثبيت مواقعها على الأرض.
وإليكم نص الحوار:-
◄الأمم المتحدة تجمع 38 مليون دولار لحل "قنبلة صافر" باليمن.. فما أسباب احتجاز الحوثي للناقلة وكيف استغلتها سياسيًا؟
الجهود الدولية مستمرة لتجنب كارثة بيئية وإنسانية قد تؤثر على الملاحة البحرية وتصل امتداداتها إلى دول مجاورة، إذا تستغل وتستثمر الجماعة الحوثية وبما هي عليه من وعي مليشاوي متجرد من كل مسؤولية هذه المسألة وتحرص على توظيفها كورقة للإبتزاز وفرض الشروط على خصومها دونما أكتراث لحجم وخطورة الكارثة البيئية إذا ماتسربت كميات النفط من الناقلة التي لم يتم صيانتها منذ انطلاق الحرب.
◄ ما أوجه التعاون بين الحوثي والتنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش؟
الشواهد على الواقع تؤكد وجود تقاطع مصالح وتخادم أو تحالف ضمني بين الطرفين، مهما حرصا على نفي ذلك وتغطيته عبر خطابات دعائية متضادة ومتصادمة غير أن الحوادث والوقائع تشير إلى أن كل من ميليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة وجهان لعملة واحدة وينفذان نفس الأجندة، ولننظر على سبيل المثال إلى إنعدام مستوى النشاط للجماعات المتطرفة في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي ومدى تناغم وانسجام حركة كل منهما في الجنوب.
◄لماذا يتكالب الحوثي والارهاب في المحافظات المحررة خاصة بالجنوب؟
لعدة أسباب أهمها أنهما ينطلقان من صنعاء ومشاريعها تجاه الجنوب حيث إنه في أجندات كلا من الطرفين يندرج هدف ضرب وتقويض المشروع الجنوبي وخلخلة الأمن القومي للجوار الخليجي وتهديد الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر.
◄آلاف الانتهاكات اليومية من قبل الحوثيين.. ما هي أسباب عدم التزام الحوثيين بأي هدنة؟
جماعة الحوثي تنظيم مليشاوي عنيف أساسا، وهذا النوع من التنظيمات لا يقبل فكرة التعايش ولا يمكنه العيش في ظل السلام حيث تجد إن الحرب هي الغاية لكل شيء والطريقة الوحيدة التي تمكنها من التجدد ومن تحقيق مآربها وتساعدها في البقاء على قيد الحياة، ولا غرابة أن يخشى الحوثي من السلام وينفر ويستنكف من فكرة وقف الحرب، لأنه حينها سيفقد مبرر وجوده وستسقط من يده أهم ورقة تبقيه على قيد الحياة.
◄في ظل استمرار الخروقات العسكرية لمليشيا الحوثي… كيف استغل الحوثي للهدنة؟
مليشيا الحوثي تستغل الهدنة لتعزيز موقفها العسكري ووضعها العملياتي بمواصلتها للحشد والتعبئة بجهد ونشاط مكثف على كل الجبهات والعمل على تعزيز مركزها التفاوضي بتثبيت مواقعها على الأرض وامتلاكها مسوغات دبلوماسية مع دول توفر لها غطاء من هذا النوع.
◄ كيف تتحكم إيران في قرارات الحوثيين؟
لا أحد يجهل اليوم ما يمثله مشروع إيران للجماعة الحوثية من مرجعية روحية وعقائدية يرتقي بها إلى تجسيد نموذج ثوري ملهم ينهلون من خبرته وتجربته السياسية ويمارس عليهم أستاذيته المتباهية دونما يجد من غضاضة، فإيران هي حليفهم الرئيسي والأساسي بصيغة أقل حدة إذا لم نقل أنهم صنيعة إيرانية بامتياز فهي من تقدم لهم الدعم وتمدهم بالأسلحة والخبراء وبالتالي كان من الطبيعي إن تصبح هي الموجه لسياساتهم والمتحكم بمختلف قراراتهم.
◄بعد كل هذه السنوات من الحرب.. كيف أفشلت المليشيات مهمة الأمم المتحدة باليمن؟
من الواضح لدى المتابع لمسار الحرب منذ نشوبها إن المليشيات الحوثية هي من تعرقل الوصول إلى تسوية وذلك من خلال التعنت في المواقف والرفض لجميع المبادرات المطروحة في ذلك بالإضافة إلى وضع العراقيل وإعاقة عمل الأمم المتحدة ومساعيها للتوصل إلى السلام، فهناك داخل المليشيات نفسها دوائر أكثر فهما وإدراكا لطبيعة البناء الإيدلوجي للجماعة وشروط ومتطلبات بقائها فاعلة ومؤثرة على الواقع بالإضافة إلى حرصها على إن تصون وتحافظ عليه من منافع ومصالح فئوية ولدت وترعرعت في هذا المناخ الحربي والعسكري وأرتبطت به مصيريا ووجوديا.
◄ بعد تشكيل المجلس الرئاسي اليمني.. برأيك ما هي أولويات المجلس وأهميته؟
المجلس الرئاسي جاء حصيلة لمشاورات الرياض ومهمته استكمال وإدارة الفترة الانتقالية وتوحيد جهود القوى المناهضة للمشروع الإيراني وحشدها واستيعابها في إطار جبهوي واحد للعمل من أجل الضغط نحو السلام والحل السلمي وفي اعتقادي أن من أهم أولوياته في الظرف الراهن؛ هي إيجاد الحلول ووضع المعالجات الجدية للأزمة الاقتصادية الطاحنة وهيكلة وإعادة ترتيب المؤسسات الحكومية وخلق بيئة إستثمارية مستقرة ومتعافية، والعمل على إصلاح الخلل المزمن في الجانب الأمني.
◄ ماذا عن عودة الاغتيالات بعدن والانفجارات المستمرة واستهداف القيادات العسكرية الجنوبية؟
لا شك من أن العمليات الإرهابية التي تستهدف الجنوب وتعمل على تصفية رموزه وكوادره وضرب مقوماته الحيوية هي سياسة قديمة متجددة ما دام رعتها شخصيات وجهات وأجندات يمنية كانت إلى وقت قريب جدا تندغم في جسم الدولة وتتموضع في مفاصل السلطة وتستحوذ على منظومة القرار، من الواضح أنها بعد أن اصبحت اليوم تشعر بتراجع مواقعها وكبير خسارتها جراء ما أفضت عنه مشاورات الرياض من تحولات وتغييرات بنيوية لا بد أن تعمد إلى اللعب بورقتها الأثيرة وتوظيفها في تعطيل وإرباك ترتيبات المشهد جنوبا وخلط وبعثرة آليات المعادلة السياسية.
◄ بعد تشكيل المجلس الرئاسي اليمني ووجود أسماء جنوبية.. هل تشهد القضية الجنوبية حل قريبًا؟
من المتوافق عليه أن تنفرد قضية شعب الجنوب بوضع وإطار خاص في المفاوضات النهائية يتناسب مع جوهريتها وأساسيتها ولذا فان أية محاولة للقفز عليها أو الغض من حجمها وأهميتها ومكانتها المحورية، لا شك من أنه يبدد من فرص هذه المرحلة الانتقالية نحو إحلال السلام الشامل ويهددها بالفشل ويجعلها محرومة من كل عمق أو أرضية صلبة كما يفقرها كذلك إلى اهم الروافع والضمانات العملية التي يمكن إلإفادة منها والبناء عليها.
◄ بعد سنوات الحرب باليمن حتي الآن.. أيهما الاقرب لحل الأزمة اليمنية الحل السياسي أم العسكري؟
هذا يعتمد على إرادة الأطراف الرئيسية ومدى تجاوبها مع دعوات السلام لكن التعنت الحوثي يعطي إنطباع أن الحرب ربما تطول أكثر ولانهاية لها على المدى القريب إلا بالحسم العسكري.