"بعد نجاح مشروع خفض المنسوب".. تعرف على منطقة آثار أبو مينا ببرج العرب
تتمتع منطقة أبو مينا الأثرية بمكانة تاريخية وأثرية كبيرة حيث يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، واكتسبت شهرتها من وجود قبر القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر.
وتتكون المنطقة الأثرية من بقايا الأسوار الخارجية التي كانت تحيط بالموقع كله، والبوابتين الشمالية والغربية وبعض الشوارع المحاطة بصفوف من الأعمدة، بالإضافة إلى منازل وحمامات واستراحات خاصة بالحجاج القادمين إلى المنطقة، وفناء محاط بصفوف من الأعمدة الرخامية يقع خلفها محلات عديدة لبيع الهدايا التذكارية للحجاج، كما يقع جنوب هذا الفناء مجموعة من الكنائس ومكان للاستشفاء وأيضًا خزانات للمياه ووحدات سكنية.
وكانت منطقة أبو مينا في الماضي قرية صغيرة وقد أظهرت الحفائر حتى الآن ١٠ مباني يتكون منها المجمع المعماري الضخم لأبي مينا وهي: البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، الحمام الشمالي، البازيليكا الشمالية، الكنيسة الشرقية، الكنيسة الغربية.
يذكر أن وزارةالسياحة والآثار قد أعلنت اليوم عن نجاح مشروع خفش المنسوب في موقع آثار أبو مينا بالإسكندرية، وهو بدأ منذ عام ٢٠١٩، بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار بتكلفة بلغت نحو ٥٠ مليون جنيه مصري، وتم الإنتهاء من جميع عناصر المشروع وبدء التشغيل التجريبي له في منتصف شهر نوفمبر ٢٠٢١.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار في الموقع، رافقه خلالها أحمد عبيد مساعد الوزير لشئون قطاع مكتب الوزير والعميد مهندس هشام سمير مساعد الوزير لمشروعات الآثار والمتاحف، والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والوزير مفوض داليا عبد الفتاح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والإتفاقيات وإيمان زيدان المشرف العام على إدارة تطوير المواقع الأثرية والمتاحف ومحمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية، والراهب القمص تداوس افامينا مسئول الآثار بالدير وعدد من قيادات من الوزارة، والرهبان بالدير.
وتم التأكد خلال تلك الفترة من 2019 إلى 2021، من نجاح منظومة العمل حيث أن منسوب المياه بمنطقة قبر أبو مينا تم خفضها بشكل ملحوظ، وتضمن المشروع تنفيذ 12 بئر حول منطقة القبر بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 متر، وتنفيذ 57 بئر حول الموقع الأثري ككل، ومد خطوط طرد المياه للمنطقة بطول نحو ٦١٥٠متر طولي، وربط شبكة الآبار المستحدثة وكافة الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياه الجوفية بالآبار.
وتمت جميع الدراسات الاستشارية لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية، ومتابعة تنفيذ الأعمال الحقلية بالمشروع، تمت بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري ممثلة في معهد بحوث المياه الجوفية ومعهد بحوث مياة الصرف، حيث قامت بالمساهمة في أعمال تطهير المصارف الموجودة داخل المنطقة الأثرية والمصارف العمومية حول المنطقة، أما وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فقد ساهمت في أعمال تحويل نظام الري للأراضي الزراعية حول المنطقة الأثرية ليصبح بنظام الري بالتنقيط بدلا من نظام الري بالغمر، الأمر الذي سيكون له دور فعال في تقليل حجم مياه الصرف الزراعي وتقليل مشاكل المياه الجوفية بالمنطقة.