وزير السياحة والآثار: السياحة المستدامة والبيئة هي أحد الأعمدة الرئيسية للتنمية
قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة، إن الوزارة السياحة والآثار حرصت اليوم على المشاركة في الفعالية التي تنظمتها وزارة البيئة احتفالا بيوم البيئة العالمي، متمنيا يوما بيئيا مميزا، و ان الوزارة تولي اهتماما خاصاً للسياحة البيئة لافتاً إلى زيارته صباح اليوم إلى وادي النطرون، والتي تعد نموذجا لسياحة بيئية روحانية متميزة حيث تضم مجموعة من الأديرة التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي والتي شهدت مرور العائلة المقدسة، إلى جانب وجودها وسط حقول خضراء.
جاء ذلك خلال احتفالية اطلاق مشروع " نحو التنمية الخضراء فى قطاع السياحة " بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السيد أليساندرو فراكاسيتي الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى مصر و عدد من ممثلى السفراء وأصحاب المصلحة في صناعة السياحة ووسائل الإعلام الدولية.
وأشار الدكتور خالد العناني إلى تضافر الجهود مع جميع الجهات المعنية وماتوليه الدولة من إهتمام خاص لتقديم سياحه بيئية وسياحة خضراء، والعمل من أجل إبراز ما تتمتع به مصر من طبيعة خضراء وخلابة ومقومات طبيعية وكيفية الحفاظ عليها من خلال تخفيف ضغوط الأنشطة البشرية، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، وذلك تماشياً مع أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة للوزارة، ورؤية مصر 2030.
كما أشاد الوزير إلى التعاون الدائم مع وزارة البيئة حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الهامة خلال السنوات الماضية، وهي، مبادرة Greens fins في قطاع الغوص والأنشطة البحرية في مايو 2020، والتي حصل عليها 9 مراكز الغوص بمحافظة جنوب سيناء، وهناك 19 مركزا آخر تقدم للحصول عليها، ومبادرة EcoEgypt والخاصة بالمحميات الطبيعية، وذلك عام 2020، ومبادرة حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر عام 2021.
وأضاف أن السياحة المستدامة والسياحة البيئة أصبحت هي أحد الأعمدة الرئيسية في استراتيجية الوزارة 2030، كما نشهد اليوم معاً إطلاق مبادرة "نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة" بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، والتي تتضمن عددا من المخرجات الرئيسية والتي تضم الدليل الإرشادي لأفضل ممارسات الاستدامة بالمنشآت الفندقية و السياحية والمنصة الإلكترونية الخاصة بها، و الدليل الإرشادي لمعايير التشغيل للفنادق البيئية، و حملة Green List.
وأشار الوزير إلى دور الوزارة الإشرافي والرقابي من خلال إلزام كافة المنشآت الفندقية والسياحية كمرحلة أولى في مدينة شرم الشيخ بالحصول على شهادة من إحدى الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة، تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة وفقاً لمفهوم السياحة المستدامة، حيث جاء هذا القرار في إطار الاستعدادات السياحية لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر القادم. وبما يساهم في آليات تحويل المدينة إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة تحافظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية من خلال حصول المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص الموجودة بها على هذه الشهادت، لاًفتا الى استجابة القطاع السياحي والإقبال على التحول الأخضر، بالرغم ما واجهه من أزمات متكرر على مدار الفترات الماضية، موجها الشكر البنك للمركزي المصري لما قدمه من دعم و موافقته على إدراج التحول الأخضر ضمن المبادرات المقدمة منه و الداعمة للقطاع السياحي.
واستطرد الدكتور خالد العناني حديثه مؤكدا على ان السياحة الخضراء هي أحد أهم أولويات الوزارة في الفترة الحالية، وذلك تماشياً مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، فلدينا هدف واضح وهو "تحسين تجربة المسافر" والاستراتيجية الرئيسية للقيام بذلك تتضمن تعزيز وضمان الإدارة السليمة للجوانب البيئية للسياحة، والتواصل الفعال مع المسافرين لضمان استدامة المنتجات والوجهات السياحية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية لصون الطبيعة وحماية مواردها والتنوع البيولوجى مع تحقيق أفضل استخدام للموارد الطبيعية ، واستدامة النشاط السياحي.
وأكد على أنه من أجل تحقيق الاستدامة وممارسات السياحة الخضراء، فالوزارة تتعاون باستمرار مع وزارة البيئة، لتفعيل مشروع دمج إجراءات صون التنوع البيولوجي بقطاع السياحة في مصر، والذى يتم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمي، ويهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في تنمية وإدارة قطاع السياحة، وخفض التأثيرات السلبية للبنية التحتية لهذا القطاع، ودعم وتطوير السياحة بوضع تصنيف للسياحة المسئولة، ودعم مصر كواجهة عالمية للسياحة البيئية، وذلك بهدف تحسين أداء واستدامة القطاع السياحي.
واوضح المهندس محمد عليوة مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي فى السياحة أن المشروع يهدف إلى دمج مفهوم الحفاظ على البيئة الموارد الطبيعية والموارد الثقافية فى السياحة حيث تم العمل من خلال عدة محاور وهو العمل على دمج هذا المفهوم على مستوى التخطيط والتنمية السياحية والسياسات الداعمة، وعلى مستوى الأنشطة السياحية سواء فنادق أو غوص أو شركات ورحلات سياحية إضافة إلى دعم السياحة البيئية.
وأضاف عليوة أنه لتحقيق تلك الأهداف تم العمل على دمج مفهوم التنوع البيولوجى فى السياحة فى الأطر القانونية والخطط والاستراتيجيات ودعم الاطر المؤسسية لخدمة الخطط والاستراتيجيات الجديدة والتدريب للقطاع الحكومى والخاص فى هذا الصدد مشيراً إلى أن المشروع قائم على السياحة المستدامة وجانب آخر وهو دعم السياحة البيئية داخل المحميات الطبيعية، حيث تم استعراض عدد من المنتجات التى تم الخروج بها ويمكن بها وضع مصر على طريق السياحة الخضراء وهو جزء من أكثر من ٢٥ نشاط يتم العمل عليه منذ فترة كبيرة.
كما اوضح السيد اليساندرو فراكاسيتى الممثل الاقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الانمائى بمصر مصر تحتل المركز 51 عالميًا في مؤشر الحماس للسفر لعام 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مما يجعل مصر واحدة من الدول القليلة جدًا في العالم التي شهدت تحسنًا ملحوظًا فيها خاصة الظروف العالمية الراهنه والتى عكست آثارها من انخفاض السياحة في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة انتشار فيروس كورونا مما يؤكد اهميةتطوير القطاع السياحى لتحقيق الاستدامة وهو ما يحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية بطريقة متكاملة وشاملة فالسياحة الخضراء تحقق السلامة البيئية والتنمية الاجتماعية والثقافية والتنمية الشاملة والاقتصادية ، معرباً عن أمله أن تؤدي هذه الإرشادات إلى تأثيرات إيجابية دائمة لضمان الحفاظ على التراث الثقافى والبيئة المصرية مشدداً على الالتزام بدعم مبادرة السياحة المستدامة في جميع أنحاء مصر في المستقبل.