خبير إسرائيلى :أشرف مروان عميل مصرى من صناعة السادات

العدو الصهيوني

خبير إسرائيلى :أشرف
خبير إسرائيلى :أشرف مروان عميل مصرى من صناعة السادات

على الرغم من أن بداية تعارف الدكتور أشرف مروان بالموساد الإسرائيلى تعود إلى إلى عام 1969 فى عهد الرئيس عبد الناصر عندما ذهب بنفسه إلى سفارة إسرائيل بلندن وعرض تقديم خدماته على جهاز الإستخبارات الإسرائيلية الأقوى فى العالم فى ذلك التوقيت ,إلا أن دراسة إسرائيلية أعدها المقدم إحتياط والخبير الإستراتيجى شمعون مندس عن طبيعة تعاون أشرف مروان مع الموساد الإسرائيلى ,قد فندت فكرة أن يكون عبد الناصر هو من أرسله وقام بالتخطيط للعملية ,حيث قال الخبير الإسرائيلى ,أن عبد الناصر فى هذا التوقيت كان منهكاً ومريضاً بعد أن قضى عليه تقريباً مرض السكر وكان يتعرض لازمات ونوبات شديدة من الالم هذا بالإضافة إلى إنشغاله بحرب الإستزاف التى أراد من خلالها إثبات قوته أمام العالم من خلال عملية عسكرية تعيد هيبته التى فقدها خلال حرب 1967 .

كل هذة الظروف لا يمكنها خلق عميل بقدرة وذكاء أشرف مروان فصناعة العميل تحتاج إلى صبر وتفكير عميق وخبرة مفكر حقيقى ,وشخصية إحتكت بأعمال جاسوسية من قبل تجعله لديه القدرة على البقاء فى أحلك الظروف ,هذة الشخصية توافرت فى السادات الذى كان يقف وراء هذة الخطة المحكمة من البداية وحتى نهايتها حتى فى عهد عبد الناصر . .

لقد قرأ السادات الكثير من الكتب والإستراتيجيات العسكرية وأعتاد على مشاهدة الأفلام البوليسية ومن ضمن الأفلام التى أثرت عليه فيلم THE ENEMY BELOW“ الذى إنتج عام 1957 الذى شهد تبادل الخدع والمكائد بين بين قائد مدمرة أمريكية وبين قائد غواصة ألمانية ,وفى النهاية إنتصر القائد الامريكى لكنه إحترم خصمه وادى له التحية العسكرية ,كما تأثر بشخصية القائد البريطانى تشرشل ,هذا بالإضافة إلى تعاونه مع المخابرات الألمانية ضد الإحتلال الإنجليزى لمصر .

, وتابع شمعون مندس قائلاً لم يكن مروان هو ول من طرق باب السفارة الإسرائيلية فى لندن طالباً عرض خدماته مقابل الحصول على المال فهناك الكثيرين ممن فعلوا ذلك وقوبل طلبهم بالرفض ,ولكن فى حالة أشرف مروان كان لا يمكن رفض الفريسة هذة المرة .

وتابع مندس قائلاً أن الوثائق التى حملها معه أشرف مروان وأطلع عليها قيادات الموساد وقتها ,جعلتهم يعتقدون وكأنهم قد فتحوا عقل السادات وقرءوا ما فيه ,وهو شعور لطيف ومغر ,لكنه كاذب ,كما أدى معرفة أجهزة المخابرات لما يدور فى عقل السادات ,إلى توقفهم عن التفكير تقريباً وأخمد لديهم روح التحدى .

كان السادات حريصاً على تأمين مروان بشتى الطرق فقد كان معروفاً أن هناك قيادات من داخل هيئة الأركان المصرية ذاتها من عملوا لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلى قبل حرب 1967 ,وهناك قصة ساخرة تداولها أحد الديبلوماسيين السوفييت الذى كان فى القاهرة ,تقول لماذا لم يقصف الطيران الإسرائيلى مبنى هيئة الاركان المصرية وقتها ,وكانت الاجابة لأن القصف كان سيقضى على نصف عملائهم داخل مصر .

وتابع مندس قائلا لم يكن أشرف مروان يعمل من تلقاء ذاته ,بل كان ينسق عمله مع جهاز ضخم ,وهذا الجهاز أيضاً لم يكن يعرف دور مروان الحقيقى داخل اللعبة الكبرى .

خلال عمله مع الموساد ,قدم مروان معلومات عسكرية غاية فى الاهمية عن الجيش المصرى ,فقد كان السادات يعلم أن هذة المعلومات ستكون تذكرة دخوله إلى قلب أعضاء الموساد ,وفى المقابل أدرك السادات بذكاؤه أن تلك المعلومات العسكرية الخاصة بالحصول على الاسلحة ,ستعرفها إسرائيل حتماً من خلال عملائها المنتشرين داخل مصر ,كما أدت هذة المعلومات إلى الإنشغال بشكل أقل بشخصية السادات وتوجهاته ,وكان هذا هو فخ العسل الفكرى الذى سقط فيه الإسرائيليون

الذين عشقوا لعبة التجسس مع المصريين .

وقال مندس أن ما يثبت صحة نظريته أن أشرف مروان على سبيل المثال قد حضر اللقاء الذى جمع بين أنور السادات ووزير البترول السعودى والذى تم خلاله الإتفاق على إستخدام سلاح البترول فى الحرب ,وأضاف أن هذة المعلومة على سبيل المثال لم يبلغ بها مروان قيادات الموساد كما لم يبلغ عن صفقة طائرات الميراج القادمة من ليبيا وعن وعد الإتحاد السوفيتى بالتدخل فى حالة الحرب ,لكنه فى المقابل نقل للموساد معلومة نية السادات للحرب فى إبريل 1973 ,وهذا التوقيت تحديداً لم يكن السادات مستعداً لخوض الحرب ضد إسرائيل لأسباب معروفة فالجيش المصرى كان يستعد بعيداً عن القناة ,كما كان أى تحريك للقوات المصرية سيوقظ إسرائيل حتماً.

وأضاف مندس كان أشرف مروان يغدق على إسرائيل بمعلومات غاية فى الخطورة,ثبتت مصداقيتها من جانب عملاء إسرائيل فى مصر ,وكان ذلك يتم بالتنسيق مع السادات ,ووسط هذة المعلومات بعض المعلومات الخاطئة التى تتعلق بإشاعة إستعداد مصر لشن الحرب على إسرائيل ,فعل مروان ذلك ثلاث مرات الاولى فى شهر أبريل والثانية فى شهر أغسطس والثالثة فى أكتوبر ,وعندما ثبت خطأ توقعاته فى أول مرتين ,وتكبدت إسرائيل ملايين الدولارات مقابل رفع درجة الإستعدادات ,تم التعامل مع التحذير الثالث بنوع من الإستخفاف النسبى على الرغم من قيام رئيس الموساد بمنح أشرف مروان 100 ألف دولار نظير هذة المعلومة وهنا كان الهدف من وراء هذه الرحلة ,توفير معلومات غاية فى الخطورة لأربعة أعوام ,وفى وقت الحقيقة يتم إرسال معلومة خاطئة ,وهو الفخ الذى سقطت فيه إسرائيل بسهولة .