ما مصير الملء الثالث لسد النهضة؟
تحدث عدد من الخبراء عن الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، في ظل تعثر المفاوضات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم بسبب عناد دولة المنبع مع دول المصب على بعض النقاط.
يذكر أن المفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل الماضي، بعد فشل مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد، وفي الفترة الأخيرة بدأت أديس أبابا تشغيلًا محدودًا لتوربين بالسد، كمرحلة أولى لإنتاج الكهرباء، وهو ما اعتبرته مصر والسودان خرقا للاتفاقيات الدولية واستمرارًا لسياسة أديس أبابا في العمل بشكل أحادي.
التعلية من أجل التخزين الثالث
وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن كمية التخزين الثالث تتوقف على مدى الارتفاع الذي سوف تتوقف عنده أعمال التعلية عند وصول الفيضان حيث تم رفع بعض الأجزاء الخرسانية على جانبي سد النهضة حتى مستوى 605 أمتار فوق سطح البحر، خاصة المناطق المحيطة بالممر الأوسط.
وفي تدوينه على حسابه الرسمي بفيس بوك، أضاف أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة أن الممر الأوسط ظل كما هو عند مستوى 576 مترا، وهناك تركيز على تعليته خلال الشهرين المقبلين بهدف الوصول إلى منسوب 595 مترا الذي يسمح بتخزين نحو 10.5 مليار متر مكعب.
وأشار "شراقي"، إلى أن التعلية تأتي لتكملة التخزين الإجمالي إلى 18.5 مليار متر مكعب والذي كان مستهدفًا خلال العامين الماضيين، لذلك فالأعمال الخرسانية سوف تستمر حتى حدوث الفيضان أعلى الممر الأوسط فى نهاية يوليو المقبل، مع استمرار فتح إحدى بوابتي التصريف التى تسمح بمرور حوالى 30 مليون متر مكعب يوميًا تزداد إلى 50 مليون متر مكعب بارتفاع منسوب البحيرة أثناء الفيضان.
ماذا تحتاج إثيوبيا لتحقيق الملء الثالث
وعن وضع السد خلال الفترة الحالية، قال عدلي سعداوي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، إن إثيوبيا تسعى لحجز 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل لتحقيق الملء الثالث.
وبالانتقال إلى مدى قدرة أديس أبابا على تحقيق الهدف السابق ذكره، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية في تصريحات صحفية بوقت سابق: “ولن يستطيعوا القيام به، نظرًا لضيق الوقت، حيث يتبقى شهر واحد فقط”، متابعا أنه ابتداء من شهر مايو المقبل، يزداد الوارد عند سد النهضة، وبالتالي التخزين يبدأ مع بداية سقوط أمطار خفيفة على الهضبة الإثيوبية.