خبير: ترميم المعابد اليهودية يؤكد حرص مصر على كل آثارها عبر عصورها
أعلنت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار عن البدء في مشروع ترميم معبد بن عزرا بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن ترميم الآثار اليهودية في مصر وقد سبق للوزارة ترميم معبد إلياهو النبي بالإسكندرية يؤكد وحدة الآثار المصرية كسلسلة تاريخية لا تتجزأ منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن وأن الآثار اليهودية في مصر هي آثارًا مصرية تخضع لكل عوامل الحفاظ والترميم والصيانة والدراسات والترويج لها شأنها شأن كل الآثار الكائنة على أرض مصر وأن تاريخ المعابد اليهودية في مصر يشكل صفحة من تاريخ التعانق والتواصل الحضارى بين الأديان والحضارات.
ونوه ريحان إلى أن معبد بن عزرا بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة والتي أعلنت الوزارة عن البدء في ترميمه كان أساسه كنيسة تحت مسمى كنيسة الشماعين تخطيطها على الطراز البازيليكى المستمد من أصل روماني يتكون من صحن أوسط متسع وجناحين جانبيين وثلاثة هياكل، وذلك قبل أن يشتريها اليهودي الشامى برهام بن عزرا من الكنيسة الأرثوذكسية بعد مرورها بضائقة مالية، وذلك مقابل مبلغ قدره 20 ألف دينار.
ولفت إلى أن المعبد نفسه يضم رموزًا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام مما يعد في حد ذاته ملتقًا للأديان يقع في منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة فهو معبد يهودي أصله كنيسة مسيحية على الطراز البازيليكي يضم تحفة إسلامية رائعة تتمثل في (ثريا) معلقة على يمين هيكل المعبد محفور عليها باللغة العربية أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، بالإضافة إلى (ثريا) نحاسية أخرى تتدلى من السقف على شكل مخروطي، وتحمل اسم السلطان المملوكي قلاوون، مشيرًا إلى أن الثريتين من إهداء السلطان المملوكي قلاوون بن عبدالله الألفي الصالحي، وهو ما يؤكد احتضان مصر على مر تاريخها لجميع الأديان وأن هذا المعبد يشكل مجمعًا للأديان، بالإضافة إلى وجوده في مجمع الأديان.
وأشار الدكتور ريحان إلى أهمية الوثائق اليهودية في مصر مثل وثائق (الجنيزا)، وهي وثائق مستخرج جزء منها من معبد بن عزرا بمصر القديمة عام 1896، وجزء آخر من مقابر الجنيزا بالبساتين عام 1987، وهي تلقى الضوء على حياة اليهود في مصر خلال العصر الحديث، كما تلقى الضوء على ثقافة وتراث شريحة مهمة من المجتمع المصري كانت جزءًا لا يتجزأ في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية والفنية.