شاهد.. قدماء المصريون يلعبون التحطيب وحكم المباراة يحتسب خطأ.. واللعبة عرفها المسلمون
يحتفل العالم هذه الأيام بمناسبة تعمل على التذكير بكل ما تمتلكه الدول من تراث تحت مسمى "يوم التراث العالمي" والذي يوافق الثامن عشر من أبريل كل عام، وهو اليوم الذي اختارته اليونسكو لتلك المناسبة.
وفي هذا اليوم تستعرض اليونسكو ما تمتلكه كل دولة من أماكن تراثية مسجلة لديها، وكانت مصر من الدول التي حظيت بتسجيل 13 ممتلك تراثي عالمي منها مواقع أثرية وبيئية، وكذلك تراث لامادي.
وجاء التحطيب كرياضة وفن من الفنون كأحد الممتلكات التراثية اللامادية لمصر، وهو الرياضة الضاربة في عمق وجذور التاريخ المصري، فلماذا لا يتم الاهتمام بهذه الرياضة ولما لا يتم استغلالها سياحيًا؟
ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف والمرشد السياحي وكذلك عضو الجمعية التاريخية، إن التحطيب له نقوش مصرية قديمة، حيث يظهر في بعض النقوش، وأبرزها نقوش مدينة هابو في الأقصر، ونقش في مقبرة خرو-اف والتي ترجع للأسرة 18 أي ما يقرب لـ 3000 عام مضت، وكذلك يظهر على مخطوطات ترجع إلى العصر الإسلامي.
وحكى الشماع عن تجربة له في تايلاند حيث كان ضمن فقرات الجولات السياحية مشاهدة عرض أشبه بالعروض الرياضية بكفاءة وموهبة عالية في تحريك أعواد البامبو على الأرض بشكل معين، وهي من الرياضات التراثية هناك وتم تسويقها سياحيًا وصارت معلمًا في تايلاند.
وأشار الشماع إلى أننا في مصر نمتلك عدد كبير من المهرة في التعامل والآداء بالعصا، وكانت هناك سابقة لساقية الصاوي في محاولة لإحياء ذلك الفن المصري الأصيل، والتي لم تحظ بالاهتمام الكافي على حد قول الشماع.
وأضاف الشماع أننا نستطيع أن نحيي رياضة التحطيب أو الشيش التي استخدمها المصري القديم قبل آلاف الأعوام، وكذا نستطيع اللغة المنطوقة، حيث يمكننا استنباط الالفاظ من مقبرة خرو-اف فحسب النص المسجل على النقش يقول اللاعب للآخر "نچر" وتعني "اضرب"، وكذلك كلمة "نچر سبسن" أي "اضرب مرتين" أو ضربة مزدوجة.
وتابع نجد أن هناك لاعب ممسك بعصا واحدة، ولاعب آخر يحمل عصاتين وعلى اليمين يوجد شخصين هما حكام المباراة، حيث يحددان من الفائز.
وأكمل الشماع، هناك في المنظر لاعب مهاجم للاعب آخر بعصاتين، ويبدو إنه استطاع الوصول بعصاه لرأس المنافس، واللاعب الممسك بعصا واحدة هو الذي تمكن من إصابة المنافس في صدره، وهذه هي نفس الحركة التي يتم احتساب نقطة بناء عليها في لعبة الشيش.
ولكن الحكام هنا لايحتسبون الضربة حيث مكتوب بالهيروغليفية إلى اليمين "نن ون خفتي ت.ك" أي صرخ الحكام بتلك الكلمة ومعناها إبطال للضربة وعدم احتساب النقطة.
ولماذا هنا لم يحتسب حكم المباراة النقطة؟، لأن اللاعب على اليسار قام بتثبت قدم منافسه بقدمه، وهو ما يُعد مخالفة، لأنه لا يوجد منظر آخر لمنافس يتعدى على قدم منافسه سوى هذا المشهد.
وقال الشماع أنه من الممكن تنظيم عدد من المسابقات بعدة محافظات للعبة، بتصفيات متتالية تنتهي بمنافسات على مستوى الجمهورية، ومن هنا ستنشأ فكرة التدريب على تلك الرياضة وتطويرها بحيث لا تندثر، كما يقوم الحكام والمدربين بحفظ نطق الكلمات بالهيروغليفية، وبتوجيه اللاعبين بها، وبذا نكون حافظنا على اللعبة واللغة.
وطالب الشماع بوضع التحطيب كرياضة في الأولمبياد فربما تكون هي أصول رياضة الشيش، والتي تتفوق فيها مصر وحاز فيها اللاعب السكندري أبو القاسم على الفضية بالألمبياد.