جُهز لتعبئة دباديب والنيران التهمت كل شيئ.. " فل سجائر" يثير الرعب بمحيط فيلا عادل إمام
لم يكد يتفرغ المصلون من أداء صلاة التراويح، في منتصف شهر رمضان المبارك، حيث كان أهالي قرية أبو رواش، بمركز كرداسة على موعد مع حدث بات حديث الساعة، ليتفاجأوا بألسنة لهب وصلت عنان السماء تتبعها أدخنة كثيفة بمحيط فيلا الفنان عادل إمام، بطريق المنصورية.
أسرع الأهالي إلى موقع النيران، ليكتشفوا اندلاع حريق هائل في " فل سجائر" بقطعة أرض فضاء أمام مخزن سجائر، ليحاولوا السيطرة على الحريق بواسطة " طفايات الحرائق وجراكن المياه" لكن محاولاتهم باءت بالفشل، خاصةً مع شدة الرياح التي ساعدت على امتداد ألسنة اللهب إلى داخل المخزن.
أبلغ أحد الأهالي إدارة شرطة النجدة، التي بدورها أخطرت الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، باندلاع حريق هائل بساحة مخزن سجائر بقرية أبو رواش بمركز كرداسة.
سرعان ما انتقلت قوات الدفاع المدني بالجيزة على رأسهم اللواء جابر بهاء مدير الحماية المدنية بالجيزة، ونائبه اللواء علاء السعيد، مدعومين بـ 5 سيارات إطفاء، تنسيقا مع قطاع أكتوبر برئاسة العميد عمرو البرعي رئيس القطاع.
فرضت القوات كردونا أمنيا بمحيط الحريق الذي يبعد أمتار عن فيلا “عادل إمام” وبالفحص والمعاينة تبين نشوب الحريق بساحة المخزن، والتهم بقايا " فل" السجائر، لتسبب شدة الرياح امتداد ألسنة اللهب من خارج المخزن إلى داخله، المحاط بالسور وغير مسقوف.
مع امتداد ألسنة اللهب وارتفاعها عززت الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بسيارات إطفاء، ليصل عددها إلى 8 سيارات إطفاء وخزاني مياه سعة 35 لترا، فضلا عن استعانة القوات بـ "لودر" تابع لمركز كرداسة، للمساهمة في عمليات السيطرة على الحريق.
معاينة القوات بينت أن النيران اندلعت في ساحة المخزن، ثم امتدت إلى المخزن المقام على مساحة 500 متر، ما تسبب في تفحم محتوياته بالكامل ( أعقاب - فل- أوراق السجائر)، المخزنة بارتفاع 6 أمتار.
تمكنت قوات الدفاع المدني بعد مرور نحو 120 دقيقة من السيطرة على الحريق، دون خسائر بشرية، وجرى تنفيذ عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران مرة أخرى، لترجح المعاينة الأولية أن بقايا سيجارة مشتعلة السبب في اندلاعه.
جهود الفحص والتحري التي أجريت بإشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة توصلت إلى أن " فل السجائر" الذي اندلعت به النيران في بادئ الأمر أمام ساحة المخزن، كان مجهز تمهيدًا لتعبئته داخل " دباديب أطفال".
استدعت أجهزة الأمن بالجيزة برئاسة اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة صاحب المخزن المتفحم لسماع أقواله حول الواقعة، وقرر صاحب المصنع " أحمد.م"، خلال التحقيقات أمام العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، أنه مؤجر المخزن لشخص يدعى مؤمن مقيم بمنطقة الطالبية غرب المحافظة، ليوجه اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية بالجيزة باستدعائه هو الآخر لسماع أقواله حول الواقعة.
تحريات ومعاينة الرائد معتصم رزق رئيس مباحث مركز كرداسة ومعاونه الرائد أحمد فايز أثبتت أن المخزن المتفحم غير مرخص، ولم يلتزم صاحبه باشتراطات الأمن الصناعي.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة بإخطار اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات.