"ولع فيها بالبنزين بسبب نصف قيراط".. أول حوار مع أسرة "هناء" المقتولة على يد زوجها بمنشأة القناطر (فيديو وصور)

“ولع فيها بالبنزين وجسمها ساح من النار”، مشهد أليم شهده أحد أسواق منطقة منشأة القناطر في محافظة الجيزة، بعدما أقدم زوج على حرق زوجته متعمدًا باستخدام البنزين بسبب خلافات بينهما حتى سقطت قتيلة.

مشهد وصفه أهالي الضحية التي تدعى "هناء حسن" البالغة من العمر 30 عامًا، بـ "البشع المخيف"، مشيرين إلى أن سببه رغبة الزوج “على كامل" 40 عامًا، الانتقام منها بسبب تركها لمنزل الزوجية عقب طلاقها للمرة الثالثة وإصرارها على عدم العودة".

“عاشت الضحية حياة غير مستقرة مع زوجها بعدما أنجبت طفلين (كرمة عامين، ومحمد 4 سنوات)، وبسبب عودته لطريق غير معتدل، من تناول المواد المخدرة وإهدار قوت أولاده خاصة بعد استيلاء شقيقه على نصيبه في شراء قطعة أرض نصف قيراط، فقررت الزوجة أن تشتري غيرهم من نقودها، ولم يهدأ الزوج عند ذلك بل طالبها بهم، فرفضت خوفًا من ضياعهم في المخدرات مثل غيرهم" بحسب أسرة الضحية.

"عايزة حقي وخلي بالكم من عيالي".. كانت آخر كلمات الزوجة، في وداعها لأسرتها داخل العناية المركزة، بعد صراع 3 أيام مع مضاعفات الحروق التي أصابتها من الدرجة الثالثة بنسبة 50% من مساحة الجسم الكلية بالوجه والرقبة والصدر والبطن والذراعين".

انتقلت محررة “الفجر” لمحل سكن أسرة الضحية "هناء" بمنشأة القناطر في الجيزة، لكشف كواليس حرقها على يد زوجها وللوقوف على الأسباب التي دفعته على فعل تلك الجريمة.

“كانت شايلاه وتوبته عن الحرام”

"السواد يكتسح أركان المنزل، والحزن على وجوههم، بعدما صارعت السيدة "هناء حسن" 32 عامًا، الموت لمدة 3 أيام داخل غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أمس قبل مدفع الإفطار" بحسرة شديدة تروي والدة الضحية تفاصيل ما حدث، معربة عن حزنها الشديد بالقول: "بنتى اتولع فيها قدام الناس في السوق، عملت ايه لكل دا، كانت شايلة جوزها وتوبته عن الحرام؟".

“طلقها 3 مرات وكان عايز يرجعلها بالعافية”

وأضافت والدة الضحية في حديثها مع محررة “الفجر”: "طلقها 3 مرات.. منذ أسبوعين، عادت الضحية وبرفقتها طفليها (كرمه سنتين، محمد 4 سنوات)، قائلة لأسرتها، "مش هرجعله تاني، عايش في الحرام، وبيشرب مخدرات، ومبيصرفش على عيالة، وكسر عفش البيت، عشان منعت اديله فلوس هيروح يشرب بها"، طالبة من أسرتها أن لا يغصبوها أن تعود له مرة ثانية، خاصة أنه ألقى عليها يمين الطلاق للمرة الثالثة، وبالفعل ظلت معهم، إلا أن خرجت يوم الحادث دون رجعه".

وتابعت: "قبل الواقعة منذ أيام، كان الزوج "علي" يحاول أن زوجته تعود إلى المنزل، ولكن كانت هذه المرة الثالثة في الطلاق، فرفضت وأبلغته "مش هعيش في الحرام، أنت رميت عليا اليمين للمرة الثالثة، روح للإفتاء عشان نرجع بالحلال"، فذهبت الأسرة بالفعل لإيجاد حل لكي ترجع الزوجة، فقال أحد الشيوخ لهم الخطوات المتبعة في هذا الوضع، إما بإطعام الفقراء أو وجود محلل، ولكن لم يحدث ذلك، إلا أن جاء يوم الحادث المؤسف".

الزوجة تنفر من المعيشة بسبب المخدرات

واصلت الأم حديثها: "خرجت "هناء" يوم الأحد برفقة والدها الحاج  حسن"، لمساعدته في عمله (افتراش فرشة فاكهة بأحد الأسواق)في حدود الساعة الرابعة قبل ميعاد الإفطار لشهر رمضان الكريم، حضر الزوج "علي " وجلس معها وقال لها،"أنتي غضبانة عند أهلك، بس ماسمحتلكيش تخرجي مع أبوكي وتقعدي على الفرشة"، ليتطور الحديث بينهما، وتبلغه الزوجة،"أنها لا تعود على ذمته طول ما بيشرب مخدرات وبيضيع الفلوس عليها، الفلوس دي أولى بيها عيالك"، رافضة العودة له، وقائلة له،"بطل شرب مخدرات، وانا ارجعلك".

“البائعين بلغوا الأب بخبر حرق ابنته”

ترك والد الضحية "الفرشة" وذهب للمنزل، تاركًا نجلته مع زوجها يتحدثون، في غضون دقائق قليلة، تلقى الأب اتصالًا هاتفيًا من البائعين، "الحق علي ولع في بنتك وهرب"، يذهب الأب مسرعًا ليجد نجلته مشتعلة بالنيران،"النار كلت جسمها، جسمها كان بيسيح".

“النار سيح جسمها من رأسها لبطنها”

وتلتقط الحديث شقيقة الضحية وتدعى "رضا"، قائلة،" على جوزها استغل أن بابا رجع البيت، وبابا كان سايبهم يتكلموا مع بعض، وراح سابها شوية ورجع، وماسك في ايده كيس بلاستيك أسود، وفضل يدلق عليها البنزين، وفي إيده ولاعة، ولع فيها وجرى علطول، الناس البائعين واحد منهم جاب بطانية وحاول يطفيها، والثاني كولمان فيه ماية تلج دلق عليها"، مشيرة إلى أن جسم شقيقتها كان مشتعلًا بالنيران،" من أول رأسها حتى بطنها، صدرها كان سايح"، ومن صعوبة الحالة كانت المستشفيات لا تريد استقبالها، وكان يبلغونا،"حالتها صعبة هتموت".

“القاتل كان سوابق في قضايا سرقة”

وتكشف شقيقة الضحية في حديثها إلى "الفجر" عن الدوافع وراء ارتكاب تلك الجريمة، أن شقيقتها "هناء" تزوجت من زوجها أكثر من 4 سنوات وأثمرت الزيجة عن طفلين، وزوجها (علي المتهم) كان زميل شقيقنا، ولكن كانت تعلم أنه لديه معلومات جنائية(كان عليه أكثر من 14 سابقة)، في قضايا سرقة، وكان شرط زواجها منه " تتوب عن الحرام أوافق" وبالفعل بعد 18 عاما من سلوكه الغير معتدل، وافق "علي" أن يتوب، وينشئ أسرة، قائلة،"خدته توبته عن الحرام" 

“باعت ذهبها عشان يشتري أرض”

واستطردت شقيقة الضحية كلامها، بالفعل تزوجت شقيقتي منه بعدما وعودها بالتوبه، والاعتدال في سلوكه، ولبداية حياتهما، أعطته ذهبها لكي يبيعه، حتى يشتري مع شقيقه (محمود) نصف قيراط لبناء منزل، وباع الذهب بنحو 65 ألف جنيه، واشترى نصف قيراط مع شقيقه حتى يصبح قيراط كامل، "أخوه كتب له عقد، وبعد فترة اكتشفنا أنه مزور" واتحبس بسببه، أثناء فترة الحبس، كانت شقيقتي متحمله حماتها وعيالها وكانت بتصرف عليهم، "كانت بتغسل السجاجيد للناس عشان تأكل عيالها، وبابا كان بيساعدها"، جاء شقيق زوجها وأعطاها 50  ألف جنيه وقالها "ملكش حاجة عندي، كان ساعتها جوزها بنى البيت معاها وكانت كل حاجة النص بالنص، وفي الآخر استولى على البيت كله"

"الزوجة اشترت أرض لعيالها بعد ضياع نصيب زوجها"

وتتابع شقيقة الضحية، أثناء سجن زوجها، واستلامها لمبلغ 50 ألف جنيه من شقيقه، "جات تطلب من بابا مبلغ تكمل بيه عشان تشتري نصف قيراط بدل اللي ضاع، وتأمن بيه مستقبل عيالها"، وبالفعل أعطى والدي لها مبلغ 35 ألف جنيه، واشترت نصف قيراط لها ولأطفالها، وعندما خرج الزوج من السجن، تفاجئ أن زوجته تمتلك نصف قيراط، وطلب منها أن يأخذ نصيب

قررت الضحية "هناء" منعًا للمشاكل، أن توافق على رغبة زوجها، وتعطيه لزوجها ربع قيراط، ويتبقى الربع الآخر لأولادها، ولكن بعد فترة، طمع الزوج في أكثر من ذلك، ولكنها رفضت،"دا نصيب ولادي، مش هينفع تأخذه تضيعه على شرب المخدرات"، فبدأ الزوج في تكسير الشقة، حتى وصل للطلاق.

تهديد والد الضحية

كشفت شقيقة الضحية، عن وضع شقيقتها بعد إشعال النار بها، أنه زوجها وأشقائه، عندما علموا أن الزوجة في المستشفى تصارع الموت داخل العناية المركزة، وأن والدها ذهب لتحرير محضر، طالبوا والدها،"بعدم افتعال المشاكل هنعالج بنتك حتى لو سفرناها بره"، حتى قام المتهم بالاتصال بوالدي مهددًا،"هحرقك أنت كمان واخليك تلف حوالين نفسك" ولكن لم تصارع الضحية كثيرًا حتى توفت متأثرة بحروقها.

الأسرة تطالب بالقصاص

وتطالب أسرة الضحية "هناء" القصاص العادل لها،"عايزين حقها، حرام تتقتل بالشكل دا قدام الناس، كانت بتتحرق وجسمها بيسيح".

كواليس التحقيقات

قرر قاضي المعارضات، بمحكمة شمال الجيزة، استمرار  حبس عامل،15يوم على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل زوجته بإشعال النار في جسد زوجته أمام مرأي الشارع بمنشأة القناطر

باشرت نيابة شمال الجيزة، التحقيق مع المتهم في إشعال النار في جسد زوجته في وسط الأهالي أثناء تواجدها بالسوق بمنشأة القناطر، واعترف المتهم  "علي.ع" البالغ من العمر 40عامًا، أن زوجته "هناء.ح" البالغة من العمر 32 عامًا، كانت تاركة المنزل منذ أسبوعين بسبب خلافات أسرية.

واعترف المتهم أمام جهات التحقيق، في يوم الواقعة، قبل صلاة العصر، ذهبت لها في السوق لأنها كانت برفقة والدها على فرشته، وحاولت التفاهم معها، لكي تعود للمنزل ولكن دون جدوى، وترك والدها  الفرشه وذهب للمنزل للراحة، فاستغليت عدم تواجده، وذهبت لإحضار زجاجات البنزين لإشعال النار بها.

واستعلمت النيابة، عن الحالة الصحية للزوجة، وتبين عدم استقرار حالتها الصحية، لسماع أقوالها

وأفادت معاينة النيابة لحالة المصابة، أنها مصابة في وجهها ورقبتها وجزء الصدر حتى بطنها، ونسبة الحروق تصل إلى 50% ومن الدرجة الثالثة.

واستمعت النيابة، لأقوال شهود العيان، قائلين،  إنه بعد صلاة العصر، كان الزوج جالسًا مع زوجته بيتكلموا، وكان والدها برفقتهما على فرشة الخاصة به، ولكن ذهب للمنزل لأنه كان متعب، وظل الزوج معها

وأفاد الشهود في أقوالهم أمام جهات التحقيق، بعد دقائق قليلة ترك الزوج زوجته وذهب، ولكنه عاد، وكان ممسكًا "كيس بلاستيك أسود اللون"، اعتقدنا أن بداخل الكيس زجاجات عصير أحضرهم الزوج لأطفاله، وفوجئنا بأن الزوجة تشتعل، وعلمنا بعد ذلك، أن بداخل الكيس زجاجات البنزين، عندما شاهدنا النار في جسدها،"جبنا بطاطين وشماسي قماش وطفيناها".

واستمعت النيابة لأقوال والد المصابة، قائلًا،" بنتي كان بقالها أسبوعين غضبانة من زوجها وقاعدة عندي، وهي اصلا مش بتفرش أي فروشات، ويوم الواقعة كانت قاعدة معايا على الفرشة بتاعتي وكنا هنروح نفطر مع بعض، وأنا مشيت قبلها لاني كنت تعبان"، موضحًا أن نجلته غاضبة من زوجها لعدم صرفه على المنزل

أول حوار مع أسرة "هناء" المقتولة على يد زوجها بمنشأة القناطر