البابا تواضروس يعلق على حادث كاهن الإسكندرية.. ويؤكد: لا يليق نشر مقالات تسيئ لقطاع من الشعب
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن الألم الذي اعترى الجميع من جراء استشهاد القمص أرسانيوس وديد بالإسكندرية منذ أيام.
جاء ذلك في مستهل عظة قداسته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي الذي عقد مساء اليوم الأربعاء، في المقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وطالب قداسة البابا كافة الأجهزة المعنية بالعمل على حفظ سلام المجتمع، ولا سيما فيما يخص مسائل الأديان، مشيرًا إلى حوادث الخطف، وما ينشر في الصحف أو يذاع على القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي.
ونوه قداسته إلى الدور الوطني التاريخي للكنيسة القبطية التي حملت دومًا هموم الوطن وتساهم في مواجهة تحدياته عبر التاريخ.
وجاء نص تصريحات قداسة البابا كما يلي:
"في هذا الأسبوع تألمنا لحادث الاعتداء على الأب الكاهن في مدينة الإسكندرية القمص أرسانيوس وديد. والحقيقة هو من الآباء المحبين، الذين لهم خدمة كبيرة جدًّا، وهذا الحادث السريع بكل ما تم فيه. ولكننا دائمًا ننظر إلى الله ونعلم أن الله يرى كل شيء، وننتظر بالطبع كل التحقيقات التي تتم والتي نرجو أن تتم بدقة ويكون لها نتائج نعلمها جميعًا على المستوى العام.
ننتهز هذه الفرصة لكي أطلب وأرجو من كافة الأجهزة المسئولة عن حفظ سلام المجتمع في مصر خاصة في مسائل الأديان وما يتعلق بها، أطلب وأرجو أن تقوم هذه الأجهزة بالضبط الدقيق لكل ما يُنشر في الصحف أو يذاع في القنوات أو البرامج أو على صفحات السوشيال ميديا وكذلك حالات الاختفاء وحالات الخطف والتي تحتاج إلى شفافية نظرًا لحساسيتها وهي التي تؤثر سلبًا على تماسك ووحدة الوطن، والأمر يحتاج إلى وقفات جادة.
أنا أعلم أن الجهات الأمنية قامت في حالات كثيرة بمجهود طيب وتلافت الآثار السلبية التي تأتي من وراء مثل هذه الحوادث ونتعشم أن يكون هذا السبيل في مثل هذه الحالات.
إننا في أيام أصوام وعبادة وشاءت عناية القدير أن تتجاور هذه الأيام المباركة عند جميع المصريين ولذلك لا يصح ولا يليق أن تُنشر مقالات أو تذاع فيديوهات تمس أو تسيء إلى أي قطاع من الشعب حفظًا لسلامة المجتمع والاستقرار الذي تشهده بلادنا ومنعًا من تشويه صورة مصر أمام العالم وأمام أنفسنا أولًا.
إننا نعيش معًا الجمهورية الجديدة والتي يقود نهضتها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع كافة المسئولين في كل القطاعات حفظهم الله، هذه الجمهورية الجديدة ليست فقط المشروعات أو الإنجازات العديدة والتي نفرح بها بالطبع ونفتخر بها أيضًا، ولكنها أيضًا تجديد العقول والأفكار بالتعليم وتصحيح المفاهيم وتنمية الإنسان ثقافيًّا ومجتمعيًّا والحض على تقوية العيش المشترك والمواطنة الحقة وحفظ أواصر الوحدة الوطنية التي هي أثمن ما عندنا في مصر، وتجريم كل مَنْ يُسيء أو يمس هذه الأمور في البلاد ونحو العباد.
والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة الوطنية التي تحمل هموم الوطن وتشترك في مواجهة تحدياته عبر التاريخ ومعدنها الأصيل شاهد على دورها العميق في خدمة الوطن وحمايته وصون كرامته وتقديم الصورة المشرقة عنه داخليًّا وخارجيًّا.. نصلي دائمًا في كل المناسبات من أجل مصر الوطن والإنسان لأن الدين للديان والوطن للإنسان، حفظ الله بلادنا العزيزة من كل شر".