الجيش الأمريكي يتسبب بـ "كارثة بيئية" شرق سوريا
أكدت مصادر في ريف الحسكة شمال شرق سوريا أن أنشطة الجيش الأمريكي في استخراج النفط وحمى سرقته تسببت "بتلوث بيئي خطير" بدأ يهدد الأهالي والأراضي الزراعية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصادر محلية أن "عمليات استخراج النفط العشوائية في حقل تشرين النفطي شرقي مدينة الحسكة الذي يسيطر عليه مسلحون موالون للجيش الأمريكي منذ عام 2015م، وعدم اتخاذ إجراءات السلامة العامة، أدت لحدوث تلوث نفطي في أحد منابع المياه العذبة في بلدة (طابان) والذي يعد مصدرا وحيدا للمياه في المنطقة ولزراعة الأراضي وسقاية المواشي إضافة إلى الأسماك التي تعيش في هذا النبع".
وأضافت أن "سكان البلدة والتجمعات والقرى التابعة لها، يقفون على عتبة كارثة صحية، نظرا للمخاطر المرتقبة التي تترتب على ارتفاع نسبة التلوث في الآبار التي يعتمدون عليها كمصدر لمياه الشرب لهم ولعوائلهم".
وأشارت المصادر إلى أن الأهالي بدؤوا يلاحظون "تغيرا في لون وطعم ورائحة مياه نبع طابان، تلاه تضرر واضح في الغطاء النباتي والأراضي الزراعية المجاورة ونفوق الحيوانات التي ترتوي من مياهه، إضافة إلى الأسماك التي تعيش في البحيرة الناتجة عنه".
وأكدت المصادر أن "السبب في ذلك هو تسرب المواد السامة من (حقل تشرين النفطي)، وذلك عبر الشقوق والأخفاس الأرضية (الفجوات) له، ومنها (المواد الكيميائية كالرصاص والكبريت) وهي مواد مصنفة كمواد شديدة السمية".
وأضافت المصادر أن "مياه النبع تصب في بحيرة السد الجنوبي (سد الشهيد باسل الأسد)، وإذا استمر الحال على ماهو عليه فإن الأسماك الموجودة في البحيرة مصيرها الهلاك كما أن الآبار الارتوازية في هذه المنطقة بدأت تعاني من نفس المشكلة والمواد المتسربة عالية السمية تقتل النبات والحيوان وحتى الإنسان، فهي تحتوي على مواد مشعة تسبب السرطانات".
ونقلت الوكالة عن مصادر فنية عليمة بشؤون النفط شرقي سوريا، أن "حقل تشرين النفطي يتبع لمديرية حقول نفط الجبسة بالشدادي وهذه الأخيرة تتبع لـالشركة السورية للنفط، وأن الحقل يضم 360 بئرا نفطيا جميعها تعمل حاليا، ويسيطر عليها الاحتلال الأمريكي، ويتم استخراج النفط منها جميعا ويتم ضخها إلى المحطة الرئيسية ضمن الحقل ومنها إلى خزانات كبيرة يتم فيها فلترة النفط ومنها يتم نقلها عبر الصهاريج وسرقتها خارج الحدود".
وحول ملابسات التلوث، كشفت المصادر عن أن "النفط المستخرج من الحقل يرافقه ما يسمى (المياه الطبقية) وهي مواد سامة يتم التخلص منها حاليًا بضخها عبر فجوات الأرض والشقوق".
وأكدت المصادر أن "استمرار الأمر ينذر بكارثة بيئية خطيرة بدأت معالمها الأولى بالظهور".