باحثة يمنية لـ "الفجر": المجلس الرئاسي يشكل التوافق لليمن.. وهذه حقيقة أدوار إيران وحزب الله التخريبية (حوار)
◄هجمات مليشيا الحوثي تشكل تهديدًا حقيقيًا لمصادر الطاقة عبر حليفها إيران
◄ مليشيات الحوثي تضاعف محنة الشعب اليمني
◄ مليشيا الحوثي تتنصل من كل التزامات السلام ولم تنفذ أي اتفاق
◄إيران تدعم مليشيا الحوثي في اليمن لأجل زعزعة الاستقرار في المنطقة
◄ليس خافيًا على أحد الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه إيران وحزب الله للحوثيين في اليمن
قالت الباحثة السياسية اليمنية أماني خليل باخريبة، إن مليشيات الحوثي تضاعف محنة الشعب اليمني برفع أسعار المواد الغذائية والنفط وخفض الرواتب ومحاربة المواطنين خلال شهر رمضان.
وأضافت في حوار خاص لـ "الفجر"، إن مليشيا الحوثي كعادتها تتنصل من كل التزامات السلام ولم تنفذ أي اتفاق وقعته طيلة مسيرة حروب التمرد والانقلاب، وهو ماحدث لدى هروبها من مشاورات الرياض الذي يشارك فيه قيادات كبيرة ذات تاثير فاعل في المشهد اليمني سياسيًا وعسكريًا.
وإليكم نص الحوار:-
◄ما تعليقك على قرارات الرئيس هادي وتسليم صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي؟
نلاحظ أن المجلس الرئاسي الذي شكل الليلة الماضية نتيجة المشاورات اليمنية في الرياض والمكون من مجموعة اشخاص مناصفًة بين الشمال والجنوب، وهؤلاء الأشخاص يشكلون التوافق للجمهورية اليمنية للملف السياسي اليمني وهو نتيجة خلاصة التوجه السعودي لاغلاق الملف، فالمجلس الرئاسي الذي أعلن ليلة الامس نتيجة خطوات قامت بها المملكة العربية السعودية في اتجاه الملف اليمني بدات بالملف الاقتصادي عبر تعيين محافظ للبنك المركزي وقام بعدة تغييرات لتعزيز العملة بشكل نسبي والملف الاعلامي قام به للضغط اتجاه الحوثيين وكان مترافق مع التحرك العسكري من خلال مجموعة تاثيرات منها مقتل السفير الايراني ودخول قوات العملاقة إلى شبوة ضد الحوثي وغيره من الاحداث، وبقي الملف السياسي لم يتحرك ومعطلًا إلى ان جاءت مشاورات الرياض لتحريك الملف السياسي مع الملفات الثلاثة السابقه وهو الذي انتج لنا المجلس الرئاسي الحالي الذي نقل صلاحياته الرئيس عبدربه دون رجعه..
◄ في ظل انعقاد مشاورات الرياض...كيف تنصل الحوثيين من أي مبادرة للسلام؟
كعادتها تتنصل مليشيا الحوثي من كل التزامات السلام ولم تنفذ أي اتفاق وقعته طيلة مسيرة حروب التمرد والانقلاب وهو ماحدث لدى هروبها من مشاورات الرياض الذي يشارك فيه قيادات كبيرة ذات تاثير فاعل في المشهد اليمني سياسيًا وعسكريًا إلى هدنة وهمية قبل أن تستبق إعلان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بوقف العمليات إلى الدفع بتعزيزات قتالية، وبعد ساعات من سريان وقف العمليات العسكرية خرج الحوثيين ببيان يكشف زيف ادعائها بالجنوح إلى السلام تضمن عدة اشتراطات منها فتح المنافد وإلغاء أي رقابة على تدفق على حركة الملاحة والواردات إلى الموانى الواقعة تحت سيطرتها وفتح مطار صنعاء.
◄برأيك ما أسباب تنصل الحوثيين من أي طريق يؤدي للسلام.. فهل تملك أي قرار أم القراربيد إيران؟
تدعم إيران مليشيا الحوثي في اليمن لأجل زعزعة الاستقرار في المنطقة وتكبيد الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية خسائر عسكرية واقتصادية، ولذا لمليشيا الحوثي ليس جاهزة للسلام، وهذه معطيات الواقع التي يشاهدها الجميع من خلال ما يفرضه على الأرض من سلطة قمعية وتحشيد الآلاف من المقاتلين والدفع بهم إلى محارق جديدة دون اكتراث، واستعمال لغة التهديد بمزيد من الخراب والدمار وتوعد الخصوم داخليًا وخارجيًا،
فالسلام له شروط، والحوثيون لا يمتلكون هذه الشروط، بل لديهم اشتراطات جديدة ككل مرة لا تساعد على الدفع بعملية السلام إلى الأمام كما جرت العادة منذ بدء الحرب، وهو ما يجعل إمكانية البحث عن مخارج جديدة لوقف الحرب منعدمة في ظل هذا التعنت، وهذا المنطق المتحجر الذي تتبناه هذه المليشيات.
◄مع استمرار جرائم الحوثيين..كيف افسد الحوثي فرحة اليمنيين في شهر رمضان؟
تضاعف مليشيات الحوثي محنة الشعب اليمني برفع أسعار المواد الغذائية والنفط وخفض الرواتب ومحاربة المواطنين من أجل رزقهم خلال شهر رمضان،و فقدان الأمن وتصاعد الجرائم والانتهاكات خلال شهر رمضان والاختطاف والانتهاك من قبل مليشيات العنف والتدمير، إذا فقد دمرت مليشيا الحوثي كل مباهج الفرح بقدوم الشهر يخلقهل ازمات متعددة.
◄جرائم الحوثي المستمرة كما كشف التحالف تقف وراءها دعم إيران وحزب الله.. ما أسباب دعمها للميليشيات وأهدفهما؟
ليس خافيًا على أحد الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه إيران وحزب الله للحوثيين في اليمن من خلال دعمها بالسلاح كاذرع لها في اليمن، وهي ماتحاول به إيران عن طريق الحوثي النيل من المملكة العربية السعودية باعتبارها حجرة عثرة أو حائط الصد لمشروعها التوسعي الفارسي، بالإضافة إلى ابتزاز المجتمع الدولي ومقايضته بهذه الأوراق لخدمة مشروعها من ناحية أخرى، وادراك إيران أن المملككة بثقلها العربي والإسلامي وتماسكها الداخلي وتاثيرها الإقليمي والدولي هي حائط الصد الذي سيقف مشروعها لذلك لجأت إلى بديل آخر عبر إيجاد مليشيات لها موالية لتطويق المملكة عبر اذرعها في اليمن الحوثيين لتحقيق أهدافها على بحر من الدماء والدمار.
◄ أيها الأقرب لحل الأزمة باليمن بعد كل هذه السنوات من الحرب..هل السياسي ام العسكري؟
اتسمت الأزمة اليمنية في بدايتها بكونها أزمة سياسية بحتة، لكنها مرت بتحولات سريعة، وتزداد الأزمة تعقيدًا يومًا بعد يوم، لدرجة يبدو معها استحالة الحل السياسي، فتتضاءل فرص الحل السياسي للصراع الدائر في اليمن، مع التصعيد العسكري المستمر الذي تمارسه جماعة الحوثي، حيث فشلت كل الجهود المبذولة لحل الأزمة سياسيًا ووقف إطلاق النار، وآخرها المساعي الأمريكية والأممية، والتي عجزت عن تحقيق مجرد اختراق في جدار الأزمة يمكن التسلل من خلاله لإحداث ولو نوع من التقارب والمرونة التي يمكن البناء عليها لتحقيق السلام، ومثلما أن الحل السياسي يبدو مستحيلا، فإن الحسم العسكري لصالح أي طرف من أطراف الصراع، وفقا للمعطيات الحالية، يبدو أكثر تعقيدا، بسبب أن التدخل الخارجي يعمل على تغذية الحرب وإطالة أمدها، وتصاعد دور العامل الخارجي في البلاد بسبب معضلة رئيسية تتمثل في أن تراجع الدولة في تأدية وظيفتها جعل البلاد مكشوفة أمام التدخل الخارجي وتعدد الفاعلين الأجانب، كما أن هشاشة الدولة أنتجت هشاشة في المجتمع، في حين تعاظم دور المليشيات والجماعات المسلحة وتوطينها في حواضنها الاجتماعية، بينما تصاعد دور العامل الخارجي في الصراع لدرجة أن الفاعلين المحليين صار دورهم ملحقا بدور الفاعلين الأجانب.
◄ العقوبات المستمرة ضد الحوثيين هل كافية لردعها؟
تعتبر العقوبات ضد الحوثيين غير كافية لردع المليشيا الانقلابية ووقف اعتداءاتها حيث تعتبر العقوبات إحدى أدوات الحلول، سواء كانت على مستوى الأفراد والكيانات، لكن لا يوجد تأثيرات كبيرة جدا على مستوى إذعان الحوثيين، مع استمرارهم في الاعتداء على مأرب، وعدم استجابتهم لدعوات وقف التصعيد، والجنوح للحلول السلمية.
◄ ماتعليقك على قرار أن المليشيات منظمة إرهابية..فهل تمثل للسلام؟
أؤيد قرار تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية فذلك يسهم في وضع حد لأعمال ميليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، حيث أن من شأن ذلك تحييد خطر تلك الميليشيات، وإيقاف تزويدها بالصواريخ والطائرات دون طيار والأسلحة النوعية والأموال التي استعملتها لاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار، ولذا فهي لاتمثل للسلام وهذه معطيات الواقع التي يشاهدها الجميع من خلال ما يفرضه على الأرض من سلطة قمعية وتحشيد الآلاف من المقاتلين والدفع بهم إلى محارق جديدة دون اكتراث، واستعمال لغة التهديد بمزيد من الخراب والدمار وتوعد الخصوم داخليًا وخارجيًا.
كيف تهدد هجمات مليشيات الحوثي أمن إمدادات النفط للأسواق العالمية؟
إن هجمات مليشيا الحوثي تشكل تهديدًا حقيقيًا لمصادر الطاقة عبر حليفها إيران حيث يشكل اعتداءات مليشيا الحوثي صدمة لسوق الطاقة العالمي ويضاعف كلفة النفط في الأسواق الدولية وفي وقت تتصاعد فيه التوترات والصراعات العالمية، وتأتي هجمات مليشيا الحوثي على مصادر الطاقة العالمية ضمن رسائلها السياسية لعرقلة مساعي السلام والتي تأتي في وقت تشهد المنطقة تحركات للوصول إلى تسوية سليمة لملف اليمن العالق في حرب الانقلاب مليشيا الحوثي.