لبنان إفلاسها
بعد تصريح الإفلاس.. من المستفيد من الفوضى في لبنان؟
أثار تصريح سعادة الشامي نائب رئيس الوزراء اللبناني، إلى قناة الجديد في لبنان، مساء يوم الأحد الماضي، حول إعلان إفلاس دولته، حالة من الجدل في الأوساط اللبنانية والعربية، نتيجة لخطورة التصريح على مستقبل لبنان.
وفي محاولة لتدارك الأمر خرج في اليوم التالي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقب لقائه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقال إن تصريح الشامى نشر على نحو مجتزأ، وأنه كان يقصد وجود إفلاس فيما يتعلق بالسيولة وليس الملاءة.
لذلك تحاول "الفجر" رصد الوضع الاقتصادي وأيضا المستفيد من ذلك التصريح:
لا يوجد إفلاس
قال الكاتب محمد الرز، الخبير في الشؤون السياسية، أنه لا يعقل أن يكون كلام نائب رئيس الحكومة اللبناني سعادة الشامي حول إفلاس لبنان والمصرف المركزي مجرد خطأ كلامي أو حديث مجتزأ أو أنه كان يقصد السيولة المالية وليس الملاءة النقدية، فكل هذه التبريرات التي سيقت بعد نشر حديث المسؤول الحكومي اللبناني الذي لا يتكلم اعتباطا وهو الذي يقود مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي.
وأضاف الكاتب محمد الرز في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن كل هذا تبريرات ليست بذات جدوى، ولكن يأتي السؤال المهم هل أن لبنان كدولة مفلس حقا ؟ من المعروف أن الدول لا تفلس، حيث أن أخر إفلاس حدث في روسيا القيصرية منذ نحو 100 عام ولم يتكرر مع أي دولة، بالإضافة إلي ذلك أن لبنان تملك 2700 طنا من الذهب قيمتها وصلت إلى 30 مليار دولار تقريبا، وتملك أيضا مرافق كبرى أبرزها قطاع الكهرباء وشركة الطيران وكازينو لبنان وقطاع الاتصالات وأراضي حكومية تقدر مساحتها ب 100 مليون متر مربع وغير ذلك كثير.
وأشار الرز، أن لبنان تستطيع أن تخرج من الانهيار الاقتصادي وذلك من خلال جمع الضرائب واسترداد أموال الدولة المنهوبة من المصارف الأجنبية التي وصلت إلي 60 مليار دولار وتقليل النفقات.
وأكد الخبير في الشؤون السياسية، أن لبنان ليست مفلسة ولكن يأتي سؤال آخر وهو لماذا خرجت مثل هذه التصريحات على لسان مسؤول في الحكومة؟ الإجابة جاءت من خلال بعض المحللين الاقتصاديين توجست خيفة من أن يكون وراء ذلك إعدام أموال المودعين في المصارف اللبنانية، لأن المفلس لا يدفع، وقيمة هذه الايداعات تتجاوز الـ100 مليار دولار".
وأضاف: “أو أن هناك توجها حكوميا لإلغاء الدعم عن ما تبقى من مواد حياتية أساسية للمواطنين كأدوية الأمراض المزمنة والدقيق وسوى ذلك أو رفع قيمة الضرائب على المواطن اللبناني كمضاعفة سعر الكهرباء مثلا أو غيرها من القطاعات الحيوية، وهذه الاحتمالات مطروحة على طاولة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومن أجل ذلك فإن كثيرا من الفعاليات اللبنانية ترفض هذه المحاولات وترى فيها توجها لتحميل المواطن ضريبة الخروج من الانهيار المالي رغم الحالة الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية المزرية للناس”.
إيران المستفيد
صرح الباحث محمود ابو حوش، الخبير في العلاقات الدولية، أن هناك حالة من التخبط والخلاف حاد في المطبخ السياسي اللبناني وهذا يدل على أن لبنان على شفا كارثة كبرى.
وأشار الباحث محمود أبو حوش في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن الوضع الإقتصادي في لبنان إذا استمر هكذا سوف يؤدي إلي كارثة أمنية حقيقة سوف تكون غير مسبوقة.
وأكد ابوحوش، أن المستفيد الأول من تلك الفوضى الموجودة في لبنان هو النظام الإيراني وميليشيات حزب الله.
وأختتم الخبير في العلاقات الدولية، أن لبنا تعاني من وضع صعب يجب على المسؤولين في لبنان أخذ قرارات صحيحة بشكل سريع من اجل لبنان وشعبه.