رغم الدعم الدولي لها.. الحوثي يخرق الهدنة في اليمن
لاقت الهدنة في اليمن ترحيبًا دوليًا وأمميًا وإقليميًا واسع النطاق، من شأنها أن تؤدي إلى بناء الزخم لمزيد من الخطوات نحو السلام، رغم رفض مليشيات الحوثي لأي جهود للتسوية السياسية السلمية.
وبدأت مساء السبت سريان الهدنة الأممية الشاملة بين مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا والحكومة اليمنية.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الساعة (16 بتوقيت غرينتش) السابعة مساء بتوقيت اليمن، مساء السبت أول أيام شهر رمضان المبارك.
وتأتي الهدنة الأممية بعد تصعيد كبير في الأسابيع الأخيرة شهد قيام مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية استهدفت منشأت حيوية واقتصادية في السعودية.
◄المبعوث الأممي لليمن
وأعلن المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج استجابة أطراف الصراع في البلاد لمقترح هدنة لمدة شهرين، دخلت حيز التنفيذ السبت الماضي.
وفي بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، قال غراندبيرج إن أطراف الصراع في اليمن استجابت بشكل إيجابي لمقترح أممي بهدنة تمتد لشهرين، ابتداء من الثاني من أبريل/نيسان الجاري.
وأضاف البيان: وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية داخل اليمن وعبر حدوده، كما وافقوا على دخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة ورحلات تجارية للعمل داخل وخارج مطار صنعاء إلى وجهات محددة سلفا في المنطقة" حسب البيان.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن الأطراف وافقت على الاجتماع تحت رعايته لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى في اليمن، و"بالإمكان تجديد الهدنة بعد فترة الشهرين بموافقة الأطراف"، وبحسب البيان الأممي.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه يخطط لاستغلال هذه الشهرين في تكثيف العمل مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومعالجة التدابير الاقتصادية والإنسانية العاجلة، واستئناف العملية السياسية.
ودعا الأطراف اليمنية إلى التقيد التام بالهدنة وعناصرها واحترامها واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتنفيذها على الفور.
◄ الخارجية اليمنية
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية اليمنية التعاطي بإيجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح كافة الأسرى وفتح مطار صنعاء وإطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة وفتح المعابر في مدينة تعز المحاصرة، بموجب توجيهات من الرئيس هادي.
وأكدت إطلاق أول سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة انسجامًا مع الموقف الثابت للحكومة اليمنية في دعم أية جهود تخفف من معاناة أبناء شعبنا، وفي ظل الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض وللمبادرات الإقليمية والدولية الداعية لهدنة بمناسبة الشهر الفضيل"، وفقا للبيان.
◄ التحالف العربي
ورحب التحالف العربي بقيادة السعودية، الجمعة، بالهدنة في اليمن، مؤكدا أنها تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج ببدء هدنة".
وأضاف أن الهدنة سيتم من خلالها وقف كل أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية-اليمنية" وبحسب الترتيبات التفصيلية والمعلنة من المبعوث الخاص وبرعاية الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الهدنة تهدف إلى توفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل".
وأوضح المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية بقبولها للهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة، كما تثمن جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بإعلان الهدنة.
ولفت إلى أن الهدنة تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس 2021م، وإعلان التحالف بوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، والذي جاء استجابة لدعوة الدكتور نايف فلاح الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج".
وأكد العميد المالكي أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية، والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية لأبناء الشعب اليمني الشقيق".
◄ أمريكا
كما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بوقف إطلاق النار في اليمن، الذي أعلن عنه المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج.
وقال بايدن، في تصريحات صحفية: نشدد على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار في اليمن وتكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية تحل الأزمة وتحقق سلام دائم للشعب اليمني".
وأضاف الرئيس الأمريكي: نشكر السعودية وسلطنة عمان على دورهما في التوصل لهدنة وقف إطلاق النار في اليمن".
كما وجه بايدن الشكر إلى الحكومة اليمنية على عملها الجاد وثقتها بالوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".
◄ السعودية
وعبرت السعودية عن ترحيبها بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بدء هدنة.
ورحبت السعودية، طبقا لوزارة الخارجية، ببدء هدنة يتم من خلالها وقف جميع أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية.
وأكدت المملكة ترحيبها ودعمها لإعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقبول الهدنة.
وثمنت جهود المبعوث الخاص بإعلانها، والتي تأتي بالتماشي مع المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في شهر مارس 2021.
◄ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج إن الهدنة الأممية في اليمن تمثل "لحظة حاسمة" في الصراع المستمر منذ نحو سبع سنوات.
ليندركنج قال أيضا إن الهدنة تحيي أمل الأطراف والمجتمع الدولي في أن تحقق سلاما دائما للبلد الذي دمرته الحرب".
وأضاف أن الهدنة مدتها شهرين وتوسطت فيها الأمم المتحدة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وبدأت السبت، وتعد "خطوة أولى" نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف نريد أن نبني على لحظة حاسمة تساعد اليمن على تغيير المسار.
وأوضح أن اتفاق الهدنة تعد تتويجا لجهود دبلوماسية أمريكية مكثفة وإدارك الحوثيين بأنه لن يكون بإمكانهم تحقيق نصر عسكري حاسم، مضيفا: "لقد تغيرت آليات ميدان المعركة.. كل تلك الأمور اجتمعت لخلق تلك اللحظة الحاسمة".
المبعوث الأمريكي، قال أيضا إن "الهدنة فرصة لإيران لإظهار حسن نيتها في دعم مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة"، وتابع: "نود أن نرى إيران تبتعد عن الأساليب السلبية والدور السلبي الذي تلعبه في هذه المنطقة.
◄ المقاومة الوطنية اليمنية
كما قال قائد المقاومة الوطنية اليمنية إن الهدنة الأممية بحاجة لرقابة حتى لا تستغلها مليشيات الحوثي، فيما تتجه مشاورات الرياض لوحدة الصف.
جاء ذلك خلال ترؤس العميد الركن طارق صالح اجتماعا عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" مع كبار قادة قواته العسكرية، لمناقشة تطورات المشهد السياسي والعسكري من مشاورات الرياض وإعلان الهدنة الأممية.
وأطلع قائد المقاومة الوطنية رئيس مكتبها السياسي، طارق صالح، القيادات الميدانية على سير المشاورات اليمنية بالرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، الذي وجه الدعوة لمليشيات الحوثي للمشاركة فيها لكنها رفضت التزاما بارتباطها بمصالح إيران.
واعتبر صالح الذي يشارك على رأس وفد رفيع في مشاورات الرياض، عدم استجابة مليشيات الحوثي لدعوة مجلس التعاون الخليجي "استخفافا بأوضاع اليمن دولة وشعبا الذين يحتاجون للعمل السياسي وتوقف محاولات فرض الإرادات بقوة السلاح".
وأكد القائد اليمني الرفيع أهمية المشاورات ومشاركة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية فيها لتحقيق السلام الكامل والشامل والعادل والمستدام، مشيرا إلى أن رؤيته المقدمة كانت "واضحة وتتوافق مع جميع المكونات، وتحظى بإجماع حتى مع من كنا على خلاف معهم من قبل.
وأعرب صالح عن تطلعه لأن تحقق مشاورات الرياض إصلاح مسار الشرعية ولملمة الصف الوطني الذي شكلت خلافاته عوامل ضعف غير مبررة في مواجهة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
◄ الإمارات
ورحبت الإمارات بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، بدء هدنة ووقف أشكال العمليات العسكرية كافة في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية ابتداء من السبت الماضي وسط ترحيب عربي ودولي.
وأعربت الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن ترحيبها بإعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن قبول الهدنة، مؤكدة دعمها الجهود كافة التي يبذلها المبعوث الخاص لتعزيز آفاق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
وأكدت الإمارات الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة في تحقيق الاستقرار والأمن لليمن، مجددة التزامها الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
◄ البحرين
ورحبت مملكة البحرين بإعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرج، عن التوصل إلى هدنة في اليمن لمدة شهرين، يتم خلالها وقف كافة العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية-اليمنية.
وثمنت وزارة الخارجية البحرينية تجاوب قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن والأطراف اليمنية مع مساعي المبعوث الأممي، والتي تأتي في سياق المبادرة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية في مارس 2021م لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل، معربةً عن الأمل بأن تشكل هذه الخطوة المهمة فرصة لوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية، وعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن بما يلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
◄ البرلمان العربي
كما رحب البرلمان العربي، بالبيان الصادر عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، والمتضمن الإعلان عن الهُدنة الإنسانية.
وأكد البرلمان العربي أن الهدنة فرصة حقيقية لاستئناف العملية السياسية والتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وعد البرلمان، الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية-اليمنية التي تستضيفها العاصمة الرياض وبرعاية مجلس التعاون الخليجي، فرصة كبيرة أمام اليمنيين لاستعادة الدولة، واستقرار الأمن وصون مقدرات الشعب اليمني، وتتسق مع الجهود العربية المخلصة الداعية للسلام.
وأشاد البرلمان العربي في الوقت نفسه، بجهود المملكة العربية السعودية لإعادة الاستقرار في اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".
◄ جيبوتي
وفي السياق ذاته، رحبت حكومة جيبوتي بإعلان الحكومة اليمنية قبول الهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس 2021.
كما رحبت جيبوتي بإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني والذي جاء استجابة للدعوة الموفقة والهامة للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأعربت جيبوتي على لسان سفيرها وعميد السلك الدبلوماسي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة، بأنها تدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار لأبناء الشعب اليمني الشقيق، وللمنطقة برمتها.
وأكدت أنها تحث الأطراف اليمنية دائما وأبدا إلى ضرورة الاحتكام إلى الحوار والتفاهم كحل مضمون وسليم لإنقاذ الشعب اليمني.
◄ الجيش اليمني
يذكر أن الجيش اليمني أعلن أمس رصد 130 خرقاً للهدنة، في كافة جبهات القتال في البلاد.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة، في بيان: تواصل مليشيا الحوثي خروقاتها للهدنة المعلنة في كافة جبهات القتال في محافظات الضالع، وتعز، ولحج، والحديدة، وحجة، والجوف، ومأرب".
وأوضح المركز، أن الخروقات توزعت "بين هجمات برية واستهداف مواقع الجيش بالأسلحة الثقيلة والمدفعية والعيارات المختلفة، بالتزامن مع حفر خنادق وبناء التحصينات وشق طرقات فرعية. إضافة إلى دفع تعزيزات بشرية وآليات ومعدات قتالية متنوعة إلى مختلف الجبهات.
وتابع "استمرت المليشيا الحوثية في الدفع بتعزيزات بشرية وآليات ومعدات قتالية متنوعة إلى مختلف الجبهات، ومنها نقل دبابات وعربات بي أم بي، وراجمات صواريخ، وعشرات الدوريات، والآليات إلى الجبهات الغربية، والجنوبية في مأرب".
وتعد مشاورات الرياض والهدنة الأممية محاولة لإنقاذ المواطنين الواقعين تحت سطوة الحوثي من سياسات العقاب الجماعي والإفقار والخوف بعد تصاعد المعاناة جراء انقطاع الرواتب ومصادرة المالية العامة للدولة ونقل صلاحيات مؤسسات الدولة إلى قادة المليشيات.