قصة تجلي العذراء.. بين رؤية عبد الناصر وتناول الجرائد لها عام ١٩٦٨م
أحيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية السبت 2/4/2022 الذكرى 54 لتجلي السيدة العذراء مريم في كنيستها بالزيتون.
وحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن العذراء مريم تجلت على قباب كنيسة الزيتون في 2 أبريل 1968م، في عهد البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ 116 للكنيسة، وكان أول من شاهدها هم عمال في مؤسسة نقل عام بشارع طومان باي بمنطقة الزيتون.
وكانت الصورة الأشهر لظهور العذراء في الزيتون على الصفحة الأولى للأهرام، والتي التقطها المصور وجيه رزق كبير مصوري الأهرام وقتها، وتم تصويرها في ١٣ أبريل ١٩٦٨ فجرا، ونشرت في الصفحة الأولى لجريدة الأهرام في ٥ مايو من نفس العام وعن الأهرام نقلت كل صحف العالم تلك الصور وطبع منها آلاف النسخ.
قصة كنيسة التجلي
لكنيسة الزيتون القديمة قصة...فهي من بناء خليل باشا إبراهيم أحد أراخنة القبط، وكان يملك أراضي كثيرة بحي الزيتون في أوائل القرن العشرين وكان سوف يبني في موقع الكنيسة فيلا لابنه توفيق، ولكن البناء لم يتم وقرر بناء كنيسة لأم النور على مساحة من الأرض تبلغ 1200 متر مربع، وبناء الكنيسة على نحو 290 متر، الكنيسة صممها مهندس إيطالي على شكل كنيسة اجيا صوفيا بتركيا، وكان تحفة فنية برسومها الداخلية وأيقوناتها وقببها الخمسة، خصوصا الوسطى وهي التي شهدت ظهور أم النور لشهور عديدة.
الكنيسة تم تدشينها عام 1925 ويروي كبار السن من أهل الكنيسة أن العذراء ظهرت لخليل باشا وقالت له سوف أظهر في الكنيسة التي بنيتها علي اسمي بعد سنوات، وهو ما أوفت به العذراء.
بداية تجلي العذراء
كانت ظهورات تجلي العذراء على قباب كنيستها بالزيتون قد بدأت في الثامنة والنصف من الثاني من ابريل عام 1968 عندما رأى بعض جيران الكنيسة فتاة على القبة وظنوا إنه ا ستنتحر وصرخوا.. حاسبي يا ست.. واندهشوا من وقفتها فوق القبة شديدة الانحدار وكان أول الشهود ضابط طيار وبعض العاملين في جراج هيئة النقل العام الذي كان أمام الكنيسة القديمة أيامها، وأيقظوا حارس الكنيسة الذي أكد أن كل الأبواب مغلقة..
وفجاءة وجد هذا التجمع أن الفتاة تقترب من صليب القبة وتسجد وتنير بنور سماوي كنور الشمس وينطلق من حولها حمام نوراني، ثم انتشر الخبر في كل انحاء مصر ثم العالم..
وكان ذلك بداية التجليات التي استمرت شهورا وراها مئات الألوف من كل العالم وتناقلت الأخبار كل وسائل الإعلام..
المعجزة التي صنعتها العذراء مع المصور
الصورة الشهيرة لتجلي العذراء من تصوير وجيه رزق في الأهرام وعنه نقلت كل الصحف والتقط عددا أخر من الصور للظواهر الروحية التي حدثت في تلك الأيام المجيدة، وجيه كان قد تعرض لحادث قبل أقل من عام على الظهور وكان ذراعه الأيسر لا يتحرك وفشلت في علاجه عدد من العمليات وعجز الأطباء عن شفائه بل كادوا أن يقطعوا الذراع.
وفي أيام الظهور ذهب وجيه بالكاميرا ووضعها فوق سطح الجراج المقابل للكنيسة القديمة وانتظر الظهور وفشل مرات في التقاط أي صور لانبهاره بما يرى وكان نور العذراء يغشي العيون وهناك من يسقط ومن يهتف ومن يهلل ومن يخفي عينيه من الجلال، وفي يوم استطاع وجيه رزق أن يلتقط الصورة الأشهر للعذراء فوق القباب، بعد أن التقط الصورة وذهب لبيته منتظرا نور الصباح ليطبع الصور، اندهش لإنه وجد يده تتحرك وذراعه الأيسر الذي فشل كبار الأطباء في مصر وقتها في علاجه.
التقط الصورة الأشهر لظهور العذراء بيده المشلولة، والتي شفيت تماما
وكانت معجزة عجيبة واستمر وجيه يلتقط الصور للظهورات وتنشرها الصحف مجانا ولم يتقاض مليما واحدا في الصور التي نالت شهرة عالميه.
البابا كيرلس يؤكد ظهور العذراء في كنيسة الزيتون
وفي الصورة من جريدة الأخبار ٥ مايو١٩٦٨، اللجنة التي شكلها قداسته لمتابعة الظواهر الروحية وبعد شهر من الدراسة والمتابعة أصدر بيانا يؤكد الظهور والمعجزات المصاحبة له، نري نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف السابق يلقي بيان البابا في المؤتمر الصحفي العالمي.
البيان الذي اصدره البابا كيرلس السادس
بيــان من المقر البابوي
منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684، توالى ظهور السيدة العذراء أم النور في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي باسمها بشارع طومانباى بحي الزيتون بالقاهرة.
وكان هذا الظهور في ليال مختلفة كثيرة لم تنته بعد، بأشكال مختلفة فأحيانا بالجسم الكامل وأحيانا بنصفه العلوي، يحيط بها هالة من النور المتلألئ، وذلك تارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحني أمام الصليب العلوي فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم من سحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة.
وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانا إلى ساعتين وربع، مثل فجر الثلاثاء 30 أبريل سنه 1968 الموافق 22 برمودة سنة 1684، حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحا.
وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق في وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعيه تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور في هذه المنطقة ظهورا متميزا في طابعه، مرتقيا في مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد.
وصحب هذا الظهور أمران هامان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين واشراق نور المعرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى إلى توبة العديدين وتغير حياتهم.
والثاني حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزى لكثيرين ثبت علميا وبالشهادات الجماعية.
وقد قام المقر البابوي بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك في تقاريرهم التي رفعوها إلى قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس.
والمقر البابوي إذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الإيمان، وعظيم الفرح، وبالشكر الانسحاقي أمام العزة الإلهية أن السيدة العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة في ليال كثيرة مختلفة، لفترات متفاوتة وصلت في بعضها لأكثر من ساعتين دون انقطاع، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968 حتى الآن، بكنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومانباى بحي الزيتون في طريق المطرية بالقاهرة، وهو الطريق الثابت تاريخيا أن العائلة المقدسة قد اجتازته في تنقلاتها خلال إقامتها بمصر.
جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم، ويمن لوطننا العزيز، وشعبنا المبارك الذي سبق الوحي فنطق عنه." مبارك شعبى مصر "
السبت 4 مايو سنة 1968، 26برمودة سنة 1684 ش
المقر البابوي بالقاهرة.
وبعدها نشرت جريدة الأهرام في يوم ٥ مايو ١٩٦٨، الصفحة الثالثة، تفاصيل إعلان بيان البابا كيرلس عن صحة ظهور السيدة العذراء.
كما نشرت جريدة الأخبار في نفس اليوم ٥ مايو ١٩٦٨، وكان تحت عنوان " أمام 150 صحفيا يمثلون كل الصحف والاذاعات ووكالات الأنباء العالمية، البابا كيرلس: يؤكد ظهور العذراء في كنيسة الزيتون"
ووضعت صورة الأنبا صموئيل والأنبا إبرام يرفعون صور الظهور في المؤتمر الصحفي العالمي.
أيضا تحت عنوان "الكرسي بخمسة صاغ!" في جريدة الأهرام ٧ مايو ١٩٦٨الصفحة الثالثة، وخلال ٢٤ساعة بعد بيان البطريرك.. التجمع حول كنيسة الزيتون ينقلب إلى زحف عام، وصور ترصد الجموع حول الكنيسة فوق الأسوار وعلى الأرض، وزحام القطارات التي تأتي بالناس من كل مكان بمصر، ومرضى مع أهاليهم في انتظار طيف العذراء وقد تحققت معجزات شفاء كثيرة، وناس شايلة كراسي وكانت أجرة الكرسي في الليلة خمسة قروش!
ومن جريدة وطني يوم ٧ يوليو ١٩٦٨، تحت عنوان "تجلت العذراء بكنيستها بالزيتون في فجر الأحد الماضي، المريض بالقلب الذي شفي من علته بعد أعوام من المرض
معجزات شفاء تمت لمرضى عديدين".
أيضا في وطني يوم ١١ اغسطس ١٩٦٨، تحت عنوان "الجموع تشاهد العذراء وتلهج بالدعاء والابتهال في تأثر وانفعال، مرضى بالشلل والحمى الروماتيزمية والقلب والصرع يشفون".
هل رأى الرئيس عبد الناصر العذراء في الزيتون!
انتشر خبر الظهورات في العالم كله وأصدرت الكنيسة بيانا بعد أكثر من شهر لظهور العذراء مريم يؤكد الأمر، فبعد أن رأى أم النور الآلاف واستمر الظهور أياما وليالي كثيرة.
كان بعض مسئولي الحكومة يسألون قداسة البابا كيرلس عن الظهور وكان يقول: "روحوا شوفوا"، وقد كان فبالفعل ذهب الرئيس جمال عبد الناصر ومعه أفراد من أسرته ومسئولي الحكومة إلى كنيسة العذراء الزيتون وقضي ليلته في شرفة الحاج أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة وكان بيته في مواجهة الكنيسة، وفي تمام الخامسة فجرا تجلت أم النور كأروع ما يكون، ورائها عبد الناصر مع ألوف الحاضرين.
بعد ذلك أهدت الحكومة أرض الجراج المقابل للكنيسة وأعدته للزوار ووضعت خططا لرعاية احباء العذراء القادمين من كل مكان.
وبعد ذلك بسنوات وفي عام 1975 تم وضع حجر أساس لكنيسة جديدة في أرض الجراج التي أصبحت الان كاتدرائية العذراء.