بـ«أنامل ذهبية».. شباب يعيدون أمجاد الفراعنة إلى الحياة من جديد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 

حلقة جديدة في مسلسل التعريف بالثقافة والحضارة المصرية ورسم صورها في شوارع مصر لربط الحاضر بالماضي والتي باتت مسرحًا لعرض الفنون المصرية لا سيما مع الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها فن الجداريات ليس في مصر فقط بل حول العالم.
فإن فن الجداريات يُعد أحد أهم الفنون المعاصرة، كما يتميز بتعدد المعجبين به ومتابعيه بكافة أنحاء العالم، فبعد ظهور هذا النوع من الفن الذي يمتد امتداد وثيق بأجدادنا الفراعنة لن تحتاج الذهاب إلى قاعات عرض لمشاهدة اللوحات الفنية التي تعرضها، لأنه كل ما عليك فعله هو مشاهدة الجداريات الموجودة على جدران الميادين العامة، الفنادق، المنازل، وفي الشوارع.


وعرضًا للحياة الفرعونية قامت، مريم حمزة، طالبة بكلية التربية النوعية في جامعة مطروح بالإعلان عن مبادرة لتزيين أسوار مدينة مطروح بجداريات فرعونية.


وقالت «حمزة»، خلال تصريحات لها، إنها بدأت مشوارها الخاص بالرسم على الجداريات من خلال التجربة على سور منزلها والذي تمكنت فيه من النجاح فيه، لتنطلق عقب ذلك بالرسم على عدة جدران بعدها زاد الإقبال عليها.
وأضافت «حمزة» أنا جربت أكثر من خامة ومواد للرسم، حتى استقرت على بعض الخامات المناسبة للجدارية وأخرى لا تتناسب سوى مع الورق، خاصة وأن رسم الجداريات صعب للغاية مقارنة بالرسم على الورق.


وأكدت أن الجداريات تكون في شارع ليست بالأمر السهل وإنما تعاني صعوبات كبيرة في بعض الأحيان لأنها تتطلب مجهود جبار، وأوضحت أنها ترسم منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وبدأت رسم الجداريات في الصف الأول الثانوي، وأنها برعت في رسم الجداريات الفرعونية.


تجربة مريم بتزيين أسوار محافظة مطروح ليست الأولى من نوعها، فقد سبقها قبل ذلك طلبة وطالبات الكليات الفنية بجامعة حلوان بمشروع تجميل الكتل الأسمنتية بميدان سيمون بوليفار، والذي سبق الاحتفالات بموكب نقل مومياوات الأسر المصرية القديمة من المتحف المصري بالتحرير، حتى متحف الحضارة بالفسطاط.


وكان الهدف من تلك الجداريات، إبراز الهوية المصرية والفرعونية، حيث اعتمدت التصميمات المستخدمة في الجداريات على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية تراعى الأصول الفنية والمعاني الرمزية والتعبيرية، وبأسلوب فنى حديث يتماشى مع المجتمع المصري المعاصر.


وعلى بعد أكثر من 500 كيلومتر من ميدان سيمون بوليفار وتحديدًا في مدينة الأقصر، كان مجموعة من أبناء وبنات الأقصر من أساتذة وطلبة وطالبات كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر يضعون بصماتهم منطق الكورنيش الجديد بأكثر من 28 جدارية.


كل جدارية من الـ 28، تروى قصة من تاريخ الفراعنة وحياتهم المنزلية ورحلات الملوك عبر النيل، ومراسم دفنهم والحروب التي خاضوها والاحتفالات وأدوات الموسيقى والمعابد مثل معبد حتشبسوت.


ويقدم فن الجداريات وصفًا كاملًا لتراث الشعوب من خلال عرض أفكارها وتاريخها على مر العصور، حيث يعرض هذا النوع من الفن ويقدم رسالة ثقافية من ناحية، ومن ناحية أخرى رسالة جمالية تخطف الأنظار ذات الذوق الرفيع؛ كما تمثل الجداريات عمل من ضمن الأعمال التوثيقية التي تتناول عبق الماضي وأصالته، وتتحدث عن الحاضر بكل معانيه، ولا تغفل عن ذكر المستقبل؛ ومن أمثلتها الجداريات الفرعونية الرائعة، الجداريات الإغريقية، والجداريات الرومانية.