"الصوامع" هي كلمة السر في إنقاذ قمح مصر

الاقتصاد

القمح
القمح

استبقت مصر الأزمة الأوكرانية الروسية بعدة إجراءات لتأمين إمدادات القمح والذي يعد بمثابة أمن قومي، في ظل سيطرة الدولتين على ٢٥٪ من صادرات العالم من ذلك المحصول الاستراتيجي، وبعد أن كان الاحتياطي الاستراتيجي من القمح لا يكفي إلا لنحو ١٨ يومًا عام ٢٠١٧ وفقًا للبيانات الصادرة عن مركز المعلومات واتخاذ القرار، أصبح الاحتياطي كافيًا لتغطية احتياجات  أكثر من ٤ أشهر، بفضل إطلاق المشروع القومي للصوامع،  بما وفّر حجم الفاقد السنوي من الإنتاج والذي يصل لـ 25%،  وفي الوقت نفسه استهدفت مصر زيادة مساحات زراعة القمح، سعيًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من ذلك المحصول الاستراتيجي، عبر إطلاق سلسلة من المشروعات الزراعية القومية الكبرى، مثل: "مستقبل مصر" و"الدلتا الجديدة".

مشروع الصوامع القومية 

يتضمن المشروع القومي للصوامع إنشاء 50 صومعة، لتخزين القمح والغلال يتم تنفيذها وإنشاؤها ففي 17 محافظة، بطاقة تخزينية تصل إلى 1،5 مليون طن، وهي: برقاش بالجيزة، وميت غمر وشربين بالدقهلية والقنطرة شرق شمال سيناء، وطنطا بالغربية ومنوف بالمنوفية وههيا بالشرقية ودمنهور بالبحيرة والصباحية بالإسكندرية وقنا وشرق العوينات الوادي الجديد. ووفقا لتصريحات وزارة التموين قد تم إنشاء 35 صومعة جديدة من إجمالي المستهدف خلال الفترة من 2014 حتى عام 2021.

استعدادات متوسطة وطويلة الأمد

 من جانبه الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي والرئيس السابق للشركة القابضة المعدنية، استعرض الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة المصرية، موضحا "لدى مصر في الأمد والأجل القصير احتياطي استراتيجي للاستهلاك يكفي لأكثر من 5.2 شهر، وهو احتياطي هام جدا بالنسية لإمدادات القمح لشعب يزيد تعداد سكانه عن 100 مليون".

وأضاف "نافع "خلال تصريحات خاصة، أن تأمين إمدادات القمح في الأمد المتوسط، يعزز تنويع مصادر الواردات سواء من فرنسا أو غيرها، دون الاعتماد على مصدر واحد فقط، علاوة على العمل على التوسع في استخدام العقود المستقبلية لشراء القمح أو غيرها من سلع تموينية، على غرار ما يجري للمواد البترولية".

وبنهاية ديسمبر الماضي، تعاقدت الهيئة العامة للسلع التموينية نيابة عن وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال مناقصة عالمية على شراء 300 ألف طن قمح فرنسي وأوكراني وروماني في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز أرصدتها من السلع الأساسية، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

 

الأزمة الأوكرانية الروسية لا تؤثر على مصر حاليًا

قال وجدي المشد، نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن الازمة الأوكرانية الروسية  لا تؤثر في الوقت الحالي على مصر، حيث أن القاهرة  لديها مخزون من شحنات القمح المطلوبة والمخزون يكفي 6 أشهر بشكل كافي، مشيرا إلى "الاعتماد بشكل كبير على وارادات القمح من أوكرانيا وروسيا".

ويواصل: "نجحت حكومتنا في الحفاظ على مستويات من المخزون الاستراتيجي في كل السلع الأساسية، حيث أن أقل رصيد في الدولة من السلع لا يقل عن 3 أشهر وهي فترة تعد في عمر الدول كثيرة، بينما في عهد حكم تنظيم الإخوان لم يكن لدينا رصيد من السلع يكفي لمدة 12 يوما".

كما نوه بـ أن "هناك أزمة تحدث في بعض الأحيان وليس بشكل دائم، تتعلق بالزيوت باعتبارها سلعة حيوية وضرورية؛ وهناك اتجاه لزيادة الرصيد من المخزون الاستراتيجي من الزيت.. والمخزون الحالي كاف".