مصطفى عمار يكتب: هل كسب “الدوم” الرهان؟
رهان كبير قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتصديها لإنتاج أكبر برنامج لاكتشاف المواهب فى مجال تقديم البرامج التليفزونية والغناء والتمثيل.. مغامرة كبيرة تصل إلى حد المخاطرة.. خصوصًا أنك تتعامل مع مشاهد اعتاد مشاهدة هذه النوعية من البرامج على قنوات عربية تنفق ملايين الدولارات سنويًا لإنتاج هذه النوعية من البرامج دون انتظار تحقيق أرباح كبيرة تغطى تكلفة الإنتاج.. فعلى مدار السنوات الأخيرة تابعنا خروج برامج مثل ذا فويس.. وآرب جوت تالانت وذا فويس كيدز وغيرها من البرامج المبهرة على مستوى المضمون والجودة.. وهو ما يضع أى جهة تسعى لتنفيذ مشروع مشابه تحت ضغوط كبيرة ومقارنة لن أبالغ إذا قلت إنها ستكون ظالمة فى كل الأحوال.. ولكن تصدى لإنتاج البرنامج المنتج الكبير محمد السعدى.. صاحب النجاحات الكبيرة فى السوق الإعلانى لسنوات طويلة وصاحب النجاحات فى تنظيم كبرى الفعاليات والافتتاحات الرسمية للدولة سواء لمؤتمرات الشباب أو حفل نقل المومياوات أو حفل طريق الكباش.. حتى فى تجربته الدراميا الوحيدة «لعبة نيوتن» جاءت مختلفة وجذابة وراقية مثل أى منتج تقدمه شركته.. بالتأكيد هذا نتاج سنوات من العمل والجهد لأن النجاح ليس وليد اللحظة أو الصدفة.. وفى الحقيقية بعد متابعة الحلقات الأولى من برنامج «الدوم» لم أكن من المتحمسين لهذا المشروع وتوقفت كثيرًا أمام اسم البرنامج وتشكيل لجان التحكيم به وتغيرها فى كل مرحلة من مراحل البرنامج.. وهو ما نشرته فى هذه المساحة قبل شهر وقرأه الصديق محمد سعدى القارئ والمتابع الجيد لكل ما يكتب فى الصحافة المصرية.. وطلب منى وقتها الانتظار ومتابعة باقى الحلقات لتكوين وجهة نظر كاملة.. وفى الحقيقية كسب برنامج «الدوم».. وبحرفية شديدة تخلص صناعه فى كل حلقة جديدة من البرنامج من أى سلبيات ظهرت فى حلقاته الأولى.. ومع كل حلقة جديدة تزداد شدة المنافسة بين المتنافسين فى جميع فئات البرنامج.. أصبحنا نتعاطف مع المتسابقين ونحزن لخروج بعضهم.. ونطلب من لجنة التحكيم استخدام حقها فى المفتاح الذهبى لعودة أحد الخاسرين.. فى كل أسبوع يكسب البرنامج أرضية جديدة لدى المشاهد المصرى.. ويبنى رصيدًا سيكبر بمرور الوقت وبتعدد مواسم البرنامج.. سيتحول الدوم لواحد من أكبر البرامج بالوطن العربى والشرق الأوسط فى اكتشاف المواهب ورعايتها.. وهذا واحد من أهم أدوار صناعة الإعلام.. وبالتحديد فى هذه الفترة الذى يحاول فيه البعض تحجيم دور مصر الفنى وسحب البساط من تحت أقدامنا لنشر فكر وثقافة مختلفين وصناعة تاريخ جديد.. أتمنى أن يواصل برنامج الدوم رحلة صعوده.. ويجد الفائزون فيه أماكن لهم بالبرامج والمسلسلات المصرية لتقديم وجوه وأجيال جديدة.. بالـتأكيد فى يوم من الأيام سيخرج من بين هؤلاء المتسابقين نجوم للمستقبل فى عالم الغناء والتمثيل.. ليس بالضرورة أن يقدم كل موسم من البرنامج موهبة فذة.. ولكن الأهم أن يجد الشباب والمواهب الجديدة النافذة التى تحتويهم.. ويبقى الحكم فى النهاية للجمهور والمشاهدين.. هل تستحق هذه الموهبة أن تكمل طريقها؟.. أم يتوقف طموحها عند حدود البرنامج؟.. كسب الصديق محمد سعدى رهانه ويحصد الآن هو وصناع البرنامج ثمار تعبهم ومجهودهم على مدار الشهور الماضية.. ولكن يبقى اختلافنا قائمًا على اختيار اسم البرنامج «الدوم» لأننى لازلت مقتنعًا أن البرنامج كان يستحق اسمًا أكثر بريقًا وإبهارًا.