الرئيس التنفيذي لجهاز الكهرباء سابقا: العالم في مرحلة خطرة ..وزيادة مرتقبة فى سعر البنزين (حوار)
يشهد العالم في الفترة الحالية، أزمة طاقة عالمية، حيث ارتفعت أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي، بحولي 2.5 % منذ 7 سنوات، وتفاقمت الأزمة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى الكثير من المخاوف في حال استمرار الأزمة.
وفي مصر، هناك الكثير من الشكوك والمخاوف من حدوث نتائج عكسية على الأوضاع الاقتصادية العالمية وخاصة مصر، إذ شهدت أسعار السلع ارتفاعا، إضافة إلى ارتفاع في أسعار أسطوانة البوتاجاز.
وأجرت "الفجر" حوارا مع الدكتور حافظ سلماوي، رئيس التنفيذي لجهاز الكهرباء سابقًا، والذي أكد ارتفاع أسعار البنزين خلال الفترة المقبلة، وكشف تأثير الأزمة على التجارة العالمية، وإلى نص الحوار:
ما هي أسباب أرتفاع أسعار أسطوانة البوتاجاز في الوقت الحالي؟
ترجع أحدٍ أسباب أرتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز الرئيسية لأننا نستورد جزء كبير من أنابيب البوتاجاز يصل إلى 50% من الإجمالي المستهلك.
كما أن الاضطرابات التي تشهدها أسعار البترول عامل مؤثر في الاستيراد، فبتالي أدي إلى ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز.
وهل الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على دعم أنبوبة البوتاجاز ؟
أنبوبة البوتاجاز مدعومة وتكلفة سعر الانبوبة تزيد مره ونصف عن سعرها الأصلي، ومن المتوقع أن ينخفض الدعم نتيجةً لاضطرابات أسعار البترول
وماذا عن توقعاتك بشأن سعر أسعار البنزين خاصةً مع قرب انعقاد لجنة التسعير؟
جزء كبير من منتجات البترول تنتج بشكل محلي، ونحن نستورد بعض من المنتجات، وسعر المنتج المحلي البنزين بيتغير طبقًا لاتفاقيات الدول والشركات المنتجة للبترول في مصر، ولكن لا يتأثر بتغير سعر البترول العالمي
ومعدل تغير سعر البنزين يعمل وفق قوانين الاتفاقيات لإنه لديه حد أقصي وحد أدني، ومؤكد التغير الذي طرأ مؤخرا سيحدث تغير في السعر.
ولكن تغير سعر البترول لا يتأثر وفق ما يحدث اليوم لإنه يعتمد علي اتفاقيات طويلة الأمد تتحكم في الأسعار بشكل أكبر، فمتوسط السعر علي 6 أشهر، هو الذي يأخذ للعمل الفوري مثلًا 100 دولار فيعتبر ذلك هو الفرق الذي حدث خلال 6 أشهر
وخلال 6 أشهر الماضية حدث ارتفاع صعودي في أسعار البترول، فبتالي نتوقع أرتفاع في السعر، كما أننا نستورد جزء منه من الشريك الاجنبي وفي ظل الأوضاع الحالية مؤكد سيحدث أرتفاع
وماذا عن توقعاتك بشأن سعر برميل النفط ؟
مازالت الرؤية غير واضحة تماما لأن هناك ضغوط تمارس علي الدول العربية مثل السعودية والإمارات لزيادة انتاجها من النفط، وهناك استجابة واضحة منهم لتلك الزيادة لضغط علي روسيا.
فهناك متغيرات كثيرة مؤثره في أسعار النفط بشكل عام، ومن المنظور المتوقع الان فهناك أستمرار في أرتفاع معدلات أسعار النفط خاصة أن إمريكا أفرجت عن الجزء الاحتياطي، فيعتبر النفط الامريكي في أدني حالاته الان منذ أكثر من 12عام.
حيث أن طلب في إمريكا متزايد علي النفط ولا يوجد بديل، كما أن فرض الحظر علي النفط الروسي أثرٍ بشكل واضح رغم أن أروبا لم تقرر الحظر حتي الآن.
وهل الأزمة الروسية الأوكرانية ستعود على مصر بفوائد اقتصادية خاصة في تصدير الغاز الطبيعي؟
لا أظن أن هناك فوائد تعود علي مصر. بسبب تصدير الغاز الطبيعي، لأننا ليس عامل مؤثرًا في السوق العالمي، فالعام الماضي كانت صادرات حولي 5 مليون طن فقط، بعد فترة طويلة من توقف التصدير، مقارنه بقطر تصل صادراتها حولي تريلون والجزائر نحو 17 تريلون
مصر تحقق معدل اعتدال بين الصادرات والواردات، ففي عام 2019 طبقا لمركز الإحصاء والتعبئة فكانت الصادرات بحولي 9 مليون والواردات 12 مليون فاصبح هناك عجز حولي ٤ مليون ولكن أنخفض في الفترة الماضية إلى 2 مليون نتيجةً زيادة تصدير الغاز الطبيعي.
ومع ارتفاع أسعار البترول والمواد الهيدروكربونية لا نقدر أن نقول مصر مستفادة من الوضع الحالي، ولكن ممكن أن تكون الاستفادة بسيطة جدًا أو ليس هناك ضرر بشكل كبير
هل هناك بدائل مطروحة حاليا بدلًا من المواد البترولية والنفط؟
اه طبعا، هناك توجه عالمي نحو زيادة الطاقة المتجددة والاعتماد علي طاقة الهيدروجين، ولكن أروبا كانت تخطط إلى تنفيذ هذا الاتجاه في عام 2027، وتقليل من أستخدام الغاز والمواد البترولية، والاستغناء عنه بشكل كامل في عام 2050.
ولكن الأزمة حدثت في عام 2022 ومازال الاعتماد بشكل كبير علي الغاز والبترول، ومن المتوقع ايضا استمرار البترول بشكل أطول من الغاز الطبيعي لان قطاع النقل بيستخدم البترول في معظم وسائل النقل العامة رغم أنه وجودتحول نحو الطاقة الكهربائية، ولكن هذا غالبًا سيحدث في عام 2040.
وهل ممكن أن تتغير الموازنة العامة للدولة ؟
أعتقد أن الموازنة العامة للدولة سيتم تغيرها وفق للإحداث الجارية، فهي من المقرر أن تنتهي في شهر مارس ومن المؤكد أن يتم النظر في بعض الأمور وهو شيء وارد ليس في مصر فقط وانما علي العالم كله.
وما رأيك في تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على العالم وخاصة مصر؟
العالم في فترة خطره جدًا أي خطأً، سينتج عنه تغير كبير، فنحن نتكلم عن دول نووية، فأي سوء تقدير سيؤدي إلي كوارث مثال بسيط حدوث أزمة كبري في التجارة العالمية
اما بالنسبة لوضع مصر فهناك أزمة واضحة فاستيراد القمح، حيث كانت مصر تعتمد علي قمح روسيا وأوكرانيًا، ولا نعلم إذا كنا سنمنع من إستيراد القمح الروسي وخاصة أنه أرخص من القمح الفرنسي والأمريكي أم لا، فمازالت الأمور ضبابية ولكن مؤكد أننا في مرحلة خطرة.