مصادر في الآثار توضح حقيقة صب قاعدة خرسانية في معابد الكرنك
كشفت مصادر مطلعة في وزارة السياحة والآثار عن أبعاد أزمة مسلة حتشبسوت والتي تم صب قاعدة خراسانية كي يتم توقيفها في إحدىساحات معابد الكرنك في الأقصر.
سبب الاعتراضات
وجاء ذلك ردًا على الاعتراضات والانتقادات التي أبداها عدد من محبي الآثار والمتخصصين، بعد تداول صور لتلك القاعدة حيث كشف أحدالمصادر في تصريحات إلى الفجر أن المسلة التي حولها الجدل هي المسلة الثانية للملكة حتشبسوت في معابد الكرنك، وسوف يتم توقيفهاعلى بعد أمتار من مكانها الحالي.
ليست مسلة واحدة
والمسلة الأولى قائمة حاليًا داخل المعبد وهي تعتبر أطول مسلة قائمة في مصر وارتفاعها نحو 30 مترًا وبالتالي المسلة الثانية مفترض أنتكون بنفس الطول ومساوية لها.
دراسات أثرية
وتابع المصدر، الجزء المتبقي حاليًا من المسلة الثانية هو آخر العشرة أمتار العلوية منها وفقدت بقية أجزائها عبر الأزمنة، وما تبقى لا يمكنإعادة تجميعه كونه قليلًا، ولن يتحمل وزن الجزء المتبقي وطوله 10 متر، وستحتاج إلى استكمال أجزاء كثيرة منها وهو ما لا يتحمل الوزنالثقيل لها وقد تنهار.
وقال المصدر، المكان الأساسي المتبقي منها من عند القاعدة نحو 2 متر، كما أن المكان محاط بأعمدة وتماثيل والمساحات ضيقة لذا فهناكصعوبة نقلها إلى مكانها الأساسي ووضعها هناك، والمسلة موجودة في مكانها الحالي منذ نحو 100 عام، حيث وضعها الفرنسيونالعاملون في الآثار حينها أفقيًا، لأنها كانت بطبيعة الحال ساقطة أرضًا وقد رفعوها قليلًا بنفس وضعها ووضعوها علي قاعدتين خرسانيتين،حيث أنها انهارت في السابق وكان المعبد مردومًا وكان أفضل حل حينها وضعها في مكان مستوي مرفوعة عن الأرض قليلًا.
وقال المرممون الآن أن المسلة بوضعها الحالي على المدي البعيد ليس في صالحها، كون وزنها ثقيلًا ومستندة أفقيًا من مقدمتها ونهايتها ممايعرض الجزء الأوسط لخطر الكسر، حيث أن المسلة مصممة كي يتم توقيفها رأسيًا.
وهنا كان المقترح بأن يتم توقيفها ولكن في موضع يبعد عن مكانها الحالي نحو 4 أمتار، ولهذا سبب متعلق بوقائع تاريخية حدثت فيالمعبد، حيث شهد الجدار الغربي لهذا الفناء قيام الرومان بعمل فتحة كبيرة بمساحة نحو 15-20 متر في هذا الجدار، كي يتمكنوا منتحريك احدي مسلات الملك تحتمس الثالث إلى خارج المعبد، والتي نقلوها إلى روما، حيث حركوا المسلة من شرق الكرنك واضطروا حينهالتكسير الجزء العلوي من المعبد المنتمي للأسرة 25 وأخرجوها حتي النيل، ومنه للإسكندرية ثم إلى روما.
وأضاف المصدر أن المسلة الحالية اخترنا لها مكانًا لإعادة توقيفها مرة أخرى أمام هذه الفتحة التي صنعها الرومان قديما، وسيتم وضعهاهكذا ليعرف الناس كيف تم نقل المسلات من مصر قديمًا.
والخرسانة التي ستقام حاليًا ستكون مختفية تمامًا ولن تشوه المكان ولن تؤدي لتغيير في تصميمه، كما أن هذه الخرسانة ضرورية لتتحملالوزن الثقيل للمسلة ما بين 80-100 طن وهو وزن ثقيل جدا جدا،وهذه القاعدة الخرسانية ستغطي بأحجار متناسبة مع طبيعة وشكلالمكان، كما أن الأرض هناك ترابية ولن تسبب القاعدة الخرسانية لها أي أضرار.