مصطفي عمار يكتب: عن الذين يسيئون لسمعة مصر!
تعيش مصر فترة شديدة الحساسية من تعالمها مع مواقع التواصل الإجتماعي.. فترة إن لم تنتبه الدولة لها والمسؤلين ستقضي علي الأخضر واليابس.. وسيكون نتاجها أجيال قادمة تسئ لسمعة هذا الوطن العظيم
أنا هنا لا أتحدث عن صناعة ثورة أو مخطط خارجي شبيه بما شاهدناه في 2011.. ولكن الموضوع أعمق وأخطر علي كافة المستويات لأنه مخطط جديد للمحو هويتنا وصناعة أجيال جديدة بلا هوية أو أي إنتماء.. وإذا كنت لا تصدقوني.. فنظرة واحدة في تليفونك المحمول لتتصفح صفحات الصحف والمواقع الصحفية علي موقع فيس بوك.. وجولة ممثالة علي مواقع إنستجرام وتيك توك.. سوف يخبروك بكل ما أريد أن أقوله.. الصحافة المصرية وقعت في هاوية تحقيق أرباح من منصة فيس بوك.. وهو ما جعل كل المواقع دون إستثناء تلهث خلف جملة البث المباشر الذي يحقق دخل لأي مؤسسة باتت مصادر الدخل لها معدومة وتعيش بالكاد علي ما يصرف لها من مرتبات ششهرية دون تحقيق أي هامش ربح
هذا الواقع المرير جعلنا نشاهد ونتابع محتوي يبث علي صفحات كبري الصحف والمواقع المصرية.. أخجل من أن أطلق عليه في الأساس وصف محتوي.. موضوعات وأشخاص وقصص تسئ لسمعة مصر وللشعب المصري وللحضارة المصرية ولمهنة الصحافة المصرية أكثر من أي شئ أخر مر علينا خلال السنوات العشر الماضية..
فإذا كنا نعاني من المرتزقة اللذين يحاولون هدم مصر من الخارج وتشويه كل إنجاز حقيقي يتم تحقيقه علي أرض ها الوطن إما باالتقليل منه أو بترويج الشائعات وإستغلال بعض الحوداث الفردية للترويج لسقوط الدولة لا قدر الله
فإن ما تتبناه بعض المواقع الصحفية من بث مباشر من أماكن عشوائية وظهور بعض النماذج السلبية في المجتمع كنجوم تلهث المواقع خلفها لتحقيق نسب مشاهدة وأرباح كبيرة لا يقل عن ما يصنعه مرتزقة الخارج من تشويه صورة مصر.. كيف يسمح رؤساء تحرير هذه المواقع والقائمين عليها بنششر وإذاعة هذه الفوضي الكبيرة من محتوي يسئئ لسمعة وتاريخ الشعب المصري.. من هم هؤلاء النماذج التي يطاردوننا بها علي مدار اليوم.. وكيف يغيب عن هذه المواقع النماذج المشرفة والمتفوقة والمكافحة لتحتل صادرة المشهد بدل من ملك الجملي وسيدة السوق وصاحب أكبر عضلات ومتحدي بابا كوكسال وكل هذا الهراء الذي يسئ لمصر وهويتها... هل يحدث هذا من الصحف والمواقع العربية الشقيقة في حق بلادهم.. هل شاهدنا مثل هذه النماذج علي صفحة أي دولة عربية شقيقية بما فيهم الدول المشابهة لنا مثل الجزائر وتونس والمغرب!! كيف نسمح لأنفسنا أن تتحول مهنة الصحافة إلي سوق فوضوي لهذه الدرجة.. أين رسالة الصحافة وقيمتها التي تربينا عليها في مدارس مختلفة بداية من محمد التابعي وعلي ومصطفي أمين وهيكل وصلاح حافظ وعادل حمودة.. ومن بعدهم من أجيال صنعت مجد الصحافة اليومية وأسسوا للإطلاق تجربة المواقع الصحفية في مصر..
ألا تستحق المهنة أن يتكاتف رؤساء التحرير والهئية الوطنية للصحافة لوقف هذه الفوضي وهذا الخلل الكبير في المهنة ويتم وضع قواعد وضوابط للبث المباشر والنماذج والمناطق التي يخرج منها..
أرجو أن أجد من يستمع إلي صوت العقل ويتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ هوية مصر أولًا ومهنة ستختفي خلال بضع سنوات ويحل مكانها نجوم التيك توك والبث المباشر..