2.5 مليون مدني.. كيف ستتعامل أوربا مع لاجئيين أوكرانيا؟
استقبلت دول أوربا الوسطي والشرقية الملايين من اللاجئين المدنيين الفارين من أوكرانيا منذ بدء القصف الروسي على أوكرانيا، وقد تجاوزت أعداد اللاجئين الأوكرانيين منذ بدء الأزمة 2،5 مواطن، من بينهم الأطفال والنساء وكبار السن.
فقد اعتادت دول الجوار لأوكرانيا وهم رومانيا والمجر وبلغاريا ومولدافيا على رحيل سكانها منذ نهاية الحرب الشيوعية في عام ١٩٨٩، ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة فإن هذه الدول تعانى من أصعب عملية هروب سكاني في العالم.
عمالة جيدة
وقد قامت الدول السابقة بجلب العديد من العمال الأوكرانيين إلى مواقع البناء وخطوط التجميع، بسبب قلة العمالة في بلادهم وحاجة بلادهم الأيدي عاملة لتتمكن من تحقيق مستوي نمو اقتصادي،
وقالت سيغليند روزنبرغر، باحثة في جامعة فيينا، إن "الأشخاص الذين وصلوا الآن إلى أراضي الاتحاد الأوروبي يتمتعون بمؤهلات عليا ويناسبون مطالب سوق العمل" لكنها حذرت من أن هذه الخطوات المرحلة بالقبول قد تتغير.
من جانبه، أوضح أصحاب المصانع في صوفيا أن قدوم هؤلاء يشكل فرصة يجب اغتنامها. وقالوا في رسالة موجهة إلى الحكومة أن الأوكرانيين يمكن أن يشغلوا ما يصل إلى مئتي ألف وظيفة شاغرة في مجال تكنولوجيا المعلومات أو الفنادق أو البناء أو المنسوجات.
وأكد رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف، أن هذه الفكرة ستكون ناجحة خصوصًا أن معظم هؤلاء القادمين الجدد من السلاف والمسيحيين الأرثوذكس ويتحدثون الأبجدية السيريلية، لافتًا أنهم "أذكياء ومتعلمون ويملكون مهارات عالية".
وأضاف "أنهم أوروبيون لذلك نحن مستعدون للترحيب بهم"، معولا على اندماجهم السريع.
ويستهدف أرباب العمل بشكل خاص الأقلية البلغارية الكبيرة الموجودة في أوكرانيا.
كيف استقبلت دول الحدود لاجئيين أوكرانيا؟
وصل جوالي عشرين ألف لاجئ قادم من أوكرانيا إلى بلغاريا، والتي يبلغ عدد سكانها 6،5 ملايين نسمة وتعتبر الأفقر في الاتحاد الأوروبي، وتوقع الخبراء إرتفاع اللاجئين في بلغاريا في حالة إذا استولي الروس على مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود.
وتعتبر بلغاريا من أكثر المدن التى ترحب بلاجئين أوكرانيا على النقيض المجر التى أصدرت قانون منذ عام ٢٠١٥ يؤكد على عدم تسامحهم مع المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون حدودها مع صربيا والقادمين من الشرقين الأدنى والأوسط.
وقال رئيس الوزراء القومي المجري فكتور أوربان "يمكننا التعرف على الفارق بين الشخص مهاجر، ومن هو قادم من الجنوب، ومن هو لاجئ".
وتابع أوربان في منتصف حملة انتخابية للفوز بولاية رابعة على التوالي في الثالث من أبريل "يمكن للاجئين الحصول على كل المساعدة".
وقد تراجع أعداد سكان بلغاريا من تسعة ملايين تقريبا إلى 6،5 مليون نسمة بعد سقوط الشيوعية، وذلك لعدة أسباب أهمها الهجرة.
المشاكل التى تواجه لاجئين أوكرانيا في بلغاريا
وأوضح أوربان خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن "المهاجرين الذين يأتون من الجنوب، يتم اعتقالهم. أما هؤلاء اللاجئون فنقوم بتقديم لهم كل مساعدتنا"، وهو يشير أيضًا إلى القرب الثقافي، حيث تتواجد أقلية مجرية هناك في أوكرانيا.
ومع ذلك، ليس من المؤكد أن جميع الذين يعبرون الحدود يريدون البقاء. وحتى إذا كانت هذه الدول مزدهرة اقتصاديا، فإن تأخرها مقارنة مع الدول الأكثر تقدمًا في أوروبا الغربية يظل أمرا سيئا.
وأشار إلى وجود عقبات أخرى لا يمكن التغلب عليها. فمعظم اللاجئين هم من كبار السن والأمهات العازبات والأطفال الذين لا يمكن توظيفهم على الفور.
وهناك مسألة أخرى تتعلق بما إذا كان الأوكرانيون سيقررون البقاء، إذ إن أعدادا كبيرة من الواصلين ينتقلون إلى بلدان أخرى في أوروبا حيث لديهم ربما أقارب أو أمامهم فرص أفضل.