"هليوبوليس العسكرية" نافذة تاريخية عبر العصور.. تعرف عليها
خلد التاريخ العديد من الذكريات التي أصبحت مرآتنا عبر الزمن، والتي تمكننا من فهم وإدراك الجانب التراثي للأماكن الأثرية التي تلعب دورا لا يستهان به كمصدر جذب سياحي، وعلى سبيل المثال فهناك العديد من الأماكن التاريخية العريقة التي تصور عظمة التاريخ المصري القديم على رأسها الأهرامات والقلعة وغيرها من الأماكن التقليدية المعروفة لدى أغلبنا.
ولكن هناك أماكن آخرى تجسد عظمة التاريخ تعتبر مغمورة بالنسبة لنا ولا نعلم عنها آي شيء، وسنتعرف عن أحد أبرز هذه الأماكن التي تمثل أكتشاف تاريخي لنا كمصريين، وهي مقابر هليوبوليس العسكرية أو كما يطلق عليها البعض (الكومنولث) وتعد اكتشافا لأنها جمعت رفات أهل الديانات السماوية الثلاث المسلم والمسيحي واليهودي فى بقيع واحد، ماقصة هذة المقبرة وماسبب تسميتها بهذا الاسم سنتعرف على كل هذا في السطور القادمة.
وتواصل موقع الفجر مع أحمد شريف المرشد السياحي والذي سوف يعرفنا عن هوية هذه المقابر ومدى أهميتها
بدأ حديثه قائلا "انشئت هذه المقابر عام 1917 لضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانيه، كنصب تذكاري لهولاء الجنود اللذين شاركوا في الحرب، ولا يقتصر وجود هذه المقابر في القاهرة فحسب بل توجد أيضا في أسوان، الأسكندرية، مرسى مطروح، بورسعيد، الإسماعليه، السويس، و153 دوله على مستوى العالم، بإجمالي 23.000 موقع دفن.
وتابع توجد هذه المقابر في أكثر المناطق حيوية بالقاهرة منطقة مدينة نصر،حيث يمكن زيارة المكان مجاني في الفترة من السابعة والنصف صباحا وحتى الثانية والنصف مساءً.
وبسؤاله عن مدى معرفة المصريين بهذا المكان الأثري نظرا لوجوده في أحد أحياء القاهرة، أعرب عن حزنه قائلا " لا يعلم أحد عن هذا المكان آي شيء للآسف
لكونه مكان غير معروف، علاوة على أن الكثير من الشعب المصرى بينظر للأمر من الناحية الدينية المتشددة حيث أنه لا يجوز شرعا دفن المسلم بجانب من ينتمى لاى ديانة أخرى دون التفكير فى الأمر من الناحية الإنسانية.
وعلى صعيد تعدد الديانات في هذه المقابر، فقد أرجح بعض الخبراء إلى قيام هذه الدول بدفن الجنود سويا،باعتبارهم عنصر واحد ظلوا يحاربون معا أثناء المعركه ولايمكن الآن التفرقة بينهم طبقا للديانه، لذا جمعت هذه المقابر الثلاث الديانات السابق ذكرها".
وأضاف قائلا "يمكننا الأستفادة من هذا المكان بعمل زيارات سياحية له وإدراجه ضمن البرامج السياحية للعرب والأجانب، وبذلك يمكن التعرف عليه بسهولة"
وأشار شريف إلى أن أهمية هذا المكان تكمن في ماهية الرسالة التي يمكن إيصالها إلى العالم، والتي تنص على كوننا واحد ولا يمكن على أى حال التفرقة بيننا طبقا للعرق أو المذهب الدينى.
وختم حديثه قائلا "للأسف لايريد المصري أو الزائر الأجنبي التعرف على هذه الأماكن نظرا لكونها مغمورة وغير معروفة لهم نظرا لعدم وجود أي تسلسل تاريخي لهذه المقابر، وقمت بأكتشاف هذا المكان بالصدفة وبعد اكتشافه لم أتركه يمر مرور الكرام ولكن تعمقت في معرفة الكثير عنه وأتمنى أن يسلط الضوء عليه باعتباره واجهة سياحية بامتياز".