انتخابات الوفد.. المنافسان على رئاسة الحزب فوق الثمانين عاما
دائما ما يثبت الوفد فى انتخاباته الداخلية، خاصة على مقعد رئيس الحزب أنه لا مكان للشباب ولا كبار السن أقل من ٧٠ سنة، فانتخابات الحزب المقرر عقدها غدا الجمعة تنعقد تحت شعار «الشباب شباب القلب»، وبدا واضحا أن الحزب يلفظ ترشح الشباب ويفضل كبار السن، فالمتنافسان على المقعد أصغرهما يتعدى عمره السبعون عاما وهو الدكتور عبد السند يمامة، أما منافسه رئيس الحزب الحالى بهاء أبو شقة فيقترب عمره من الـ٨٥ عاما.
شواهد عدة تؤكد أن الحزب لا تنظر قيادته إلى الشباب، فقبل أيام وأثناء انعقاد المؤتمر الصحفى المشترك بين عبد السند يمامة وياسر قورة والذى أعلن فيه الأخير التنازل عن الترشح لرئاسة الحزب لصالح يمامة، أبرزها تبرير منسق عملية التنازل الدكتور محمد عبده نائب رئيس حزب الوفد والمفصول بقرار من المستشار بهاء أبوشقة رئيس الحزب، لفكرة تنازل قورة عن الترشح لصالح يمامة، بأن الأول لا يزال شابا وأمامه الفرصة فى أن يكون رئيس الحزب فى المستقبل، وبالتالى فمن المنطقى أن يفسح المجال أمام المرشح المنافس عبدالسند يمامة، وقال نصا لقورة: «سبلنا الأربع سنين الجايين وانت لسه قدامك العمر»، علما بأن الدكتور محمد عبده من نفس عمر وجيل أبو شقة.
المشهد الثانى كان بطله محمد الحسينى، أمين صندوق حزب الوفد، المفصول والذى يزيد عمره على الثمانين عاما، وعد أنه لن يفكر فى الترشح لمنصب تنفيذى فى الحزب خلال الفترة المقبلة رغم أنه من ضمن العقول المدبرة لحملة يمامة ضد أبو شقة. المشهد الثالث تمثل فى عدم الالتفات للشباب واستطلاع رأيهم قبل صفقة التنازل بين يمامة وقورة، إذ اعترض أنصار الأخير على تهميشهم وعدم مشاركتهم فى القرار واستطلاع رأيهم، خاصة أنهم جابوا المحافظات وحشدوا الناخبين للتصويت لمرشحهم، ورغم الاعتراضات لم يقدم يمامة وعبده والحسينى وباقى أعضاء نادى الثمانين أى مبرر منطقى لهذه الخطوة. المدهش فى الأمر أن أبوشقة يعد الأقرب للفوز فى الانتخابات خاصة بعد إعلان الهيئتين البرلمانتين للحزب فى مجلسى الشيوخ والنواب إعلانهما مساندته، وفى حالة فوزه لدورة ثانية سيكون رئيس الحزب حتى ٢٠٢٦، أى حتى عمر ٨٩ عاما.