موسكو تطالب واشنطن بالتعهد بعدم فرض عقوبات على التجارة بينها وبين طهران بسبب أوكرانيا
تعليق المحادثات النووية الإيرانية بسبب المطالب الروسية في اللحظات الأخيرة
لافروف يدعو إلي ضمانات أمريكية بعدم استهداف التجارة بين موسكو وطهران
أصبحت المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني ضحية للحرب في أوكرانيا بعد الإعلان عن توقف مؤقت لأجل غير مسمى بسبب المطالب الروسية في اللحظة الأخيرة.
وكانت المباحثات على الاتفاق النووي سيؤدي إلى رفع مجموعة كبيرة من العقوبات الأمريكية على إيران، بما في ذلك صادرات النفط الخام والبتروكيماويات الإيرانية، مقابل فرض قيود على نشاط طهران النووي.
ولكن موسكو أصرت في الأسبوع الماضي على تعهد واشنطن بعدم فرض عقوبات على أي تجارة بين روسيا وإيران بمجرد توقيع الاتفاق.
كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى ضمانات حال تم استئناف الاتفاق النووي، فإن العقوبات الغربية على روسيا بسبب أوكرانيا "لن تضر بأي شكل من الأشكال بحقنا في التجارة الحرة والكاملة والتعاون الاقتصادي والاستثماري والتعاون العسكري التقني". "مع إيران وذلك حسب قوله.
كما أن موسكو حريصة على إبقاء أسعار النفط مرتفعة والإبقاء على اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، ليست حريصة على رؤية إمدادات النفط الإضافية تغمر السوق، وصدرت إيران ما يقرب من مليوني برميل يوميا في عام 2016، وهو العام الذي تلا إبرام الصفقة الأصلية، وعمليا كانت تصدر بشكل غير مشروع إلى الصين منذ أشهر، وأعيد فرض العقوبات النفطية الأمريكية على إيران في عام 2018 عندما انسحب دونالد ترامب من الاتفاق.
خلاف بين موسكو والأتحاد الأوروبي يؤجل الأتفاق
وقال جوزيب بوريل، منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على تويتر يوم الجمعة: “هناك حاجة إلى توقف محادثات فيينا مؤقتًا بسبب عوامل خارجية. النص النهائي جاهز بشكل أساسي ومطروح على الطاولة”.
ونفى كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف أن تكون الاعتراضات الروسية هي التي أدت إلى عدم التوقيع على النص شبه الكامل، وحاول الإشارة إلى أن الدول الأخرى لا تزال تواجه مشاكل معه، وقال للصحفيين إنه لا يعرف كم ستستغرق فترة التوقف في المحادثات وأنه لا يعتقد أن هناك أي طريق مسدود.
وقال: "الشيء الوحيد الذي أريد أن أقوله لكم. هو أن إبرام الصفقة لا يعتمد على روسيا فقط".
وكانت روسيا وسيطا رئيسيا في المحادثات المضنية في فيينا، والتي استمرت لمدة عام تقريبا. إذا طال أمد المأزق، فمن المرجح أن يكون هناك نقاش حول ما إذا كان بإمكان موسكو استخدام حق النقض في الأمم المتحدة على الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة
واشنطن ترفض الاستجابة لمطالب موسكو
وشددت واشنطن على أنها لا تنوي الاستجابة لمطالب روسيا بالإعفاء الذي قالت إنه لا علاقة له بالمحادثات مع إيران. وأضاف أن عددا صغيرا من القضايا العالقة والصعبة لا يزال يتعين حلها حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
وانتقد المتحدث الرسمي باسم إيران التدخل الروسي، ولكن المأزق غير المتوقع يفتح احتمال عدم التوصل إلى اتفاق قبل حل الحرب الأوكرانية.
وكان الغرب قال إنه من الضروري التوصل إلى اتفاق سريعا لأن قيمة إحيائه ستتآكل بشدة إذا تأخر وواصلت إيران اكتساب الخبرة النووية.
وقال هنري روما، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة أوراسيا، إن دعم روسيا قد لا يكون ضرورياً للتوصل إلى اتفاق، وهذا يتوقف على كيفية تنفيذ روسيا لمطالبها.
وقال: “إن الدور الأكثر أهمية لروسيا في تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة سيكون بمثابة مستورد لمخزون إيران الزائد من اليورانيوم المخصب، والذي سيتم نقله إلى روسيا عبر السفن ومبادلته باليورانيوم الطبيعي”. ومع ذلك، فمن الممكن العثور على مستورد آخر، مثل بنك وقود اليورانيوم منخفض التخصيب في كازاخستان.
وأضاف أن أدوار روسيا الأخرى ملحوظة ولكنها ليست شروطًا مسبقة لتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك توفير الوقود لمفاعل الطاقة في بوشهر ومفاعل الأبحاث في طهران ومساعدة إيران في تحويل موقع فوردو لإنتاج النظائر المستقرة".