في ذكراه العاشرة.. تعرف على تفاصيل العظة الأخيرةلقداسة البابا شنودة الثالث

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


حذره الأطباء لكنه رفض.. تحدث عن التغصب في عظته الأخيرة لكنه عاش أقصى درجاتها


ظل يُعلم إلى النفس الأخير فلم يمنعه الألم الشديد من ملاقاة شعبه،فكانت آخر عظة لقداسة الراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي ألقاها يوم الأربعاء الموافق 7 مارس 2012، وحملت العظة عنوان «الذكاء»، حيث أجاب فيها "معلم الأجيال" على بعض الأسئلة المرتبطة بالأزمات التي كانت تشهدها الساحة حينها من تجاوزات في حق الأقباط.


ألقاب الراحل قداسة البابا شنودة الثالث


فكان يلقب بـ "معلم الأجيال "وما بين أول عظه وأخر عظه كان أمينًا للنفس الأخير،أيضا لقب بـ "بابا العرب، ذهبي الفم والقلم، البابا الوطني، حبيب الملايين، شاعر الكنيسة،أثناسيوس القرن العشرين، الأسد المرقسي، البابا الفيلسوف" كلها ألقاب التصقت وعاشت مع الراحل قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة الــ 116 من باباوات الكنيسة المصرية الارثوذكسية.


إشاعات عدم حضوره العظة الأخيرة وشدة مرضه


كان صوته ملئ بالتعب فقد أرهقه المرض كأنه يودع رعيته.. كانت العظة الأخيرة للبابا شنودة الثالث مختلفة جدا، فكان ينتظره جمع كبير من الشعب رغم إشاعات مرضه وعدم حضوره، إلا أن المئات كانوا ينتظرونه في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليسمعوا صوته فقط، وما كان ملفت للأنظار في العظة الأخيرة هو صوت البابا الذي أنهكه التعب.


سكرتير مثلث الرحمات وصفه بالأب والمعلم


أكد القمص بولس الأنبا بيشوي سكرتير مثلث الرحمات، أن نوم قداسة الراحل البابا شنودة الثالث كان قليل جدا وفي أخر أيامه مع شدة الألم كان نومه متقطع وأي وقت يستيقظ فيه يسأل عن الوقت، ويطلب أن يقرأ له القمص بولس الكتاب المقدس ويختار منه سفر وإصحاح معين، ويظل يقرأ له حتى يطلب البابا شنودة الاكتفاء، وفي بعض الأحيان كان يسرد البابا تأمل ثم يعود لسريره مرة أخرى لكي يستريح.


العظة التي بدأت ولم تنتهي بعنوان "الذكاء"


أوضح البابا شنودة الثالث في عظته الأخيرة أن "الذكاء" لا يجب أن يكون هو العامل الأوحد في تصرفات الإنسان، بل إن هناك عوامل أيضا تعطل قدرات الإنسان الذكائية، كالتعصب والانفعال، الذي يجعل الشخص يخطئ حال غلبت بعض طباعه الشخصية على ذكائه.
وأضاف مثلث الرحمات، أن الطمع قد يدفع الشخص لإهدار كل شيء بسبب قدرته الذكائية، وهدفه بأن يكون دوما هو الأول، مشيرا إلى أن الخبرة هى عامل هام جدا مع الذكاء، فإن ذلك يضيف للإنسان حياة خبرة فوق حياته، سواء بما احتك به أو بما يستعين به من حياة غيره.
وضرب «طير البراري» - كما لقب عقب نياحته - مثلا ليوضح دور الخبرة بجوار الذكاء قائلا: «ومن وعد تاريخا في صدره، أضاف أعمارا إلى عمره»، مشيرا إلى أنه حال عدم كفاية تاريخك الشخصي، فعليك بالاقتياد بتاريخ «المشيرين الجيدين».
وطالب البابا شنودة الحاضرين، بالتزود بالـ«التغصب»، وأنه على كل شخص أن يجبر ذاته ويغصبها على فعل الشيء الأصلح لها، وأنه يجب تنفيذ ما يمليه عليه عقلك حتى إن كان الأمر صعبا على الإنسان، موضحا أن التوبة تلتزم تلك الفضيلة.
وأشار الراحل، إلى أنه على الشخص أن يفرز متى يستخدم الطيبة ومتى يستخدم الحزم، وأن لكل منهما وقته وأسلوبه وأدواته، ضاربا مثالا بالسيد المسيح، الذي عرف عنه أنه كان طيبا وبشوشا وهادئا لأبعد مدى، إلا أنه أيضا في وقت من الأوقات كان يغضب، وغلب التعب على البابا شنودة بعد نحو 15 دقيقة من كلمته، الأمر الذي دعا لإنهائه العظة التي كانت من المعتاد أن تستمر لمدة ساعة أسبوعيا.
الجدير بالذكر أن العظة التي ألقيت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية شهدت حالة من الهياج بين المصلين الحاضرين، حيث تعالت صيحاتهم غضبا لما كانت تمر به الكنيسة من أحداث وقتها، إلا أن البابا استطاع أن يسيطر على الشعب المتواجد بصحن الكنيسة بمزيد من التحمل والحكمة.