روسيا تهدد العالم بطوربيد يوم القيامة
لسنوات الغرب كان متخوفا من استخدام رئيس كوريا الشمالية للسلاح النووى، ظل الرعب من أن يضغط الرئيس الكورى الشمالى كيم على الزر النووى فى أى لحظة، وحين خاطب الرئيس الأمريكى السابق ترامب نظيره الكورى الشمالى كيم قال له على غذاء بينهما: (زرى أكبر من زرك وقوتى أكبر من قوتك) ولكن الضربة جاءت من روسيا، وليس الرئيس الكورى كيم. العالم يدفع ثمن رفض الأربعة الكبار فى عالم النووى التخلص من ثرواتهم النووية ففى عام ٢٠١٧ حاول العالم التخلص من الكابوس النووى، ووقعت أكثر من ١٠٠ دولة على اتفاقية للتخلص من السلاح النووى.. كانت هذه الخطوة هى الفرصة الأخيرة حتى يتخلص العالم من هذه احتمال وقوع كارثة، لكن أربع دول رفضت التخلى عن الأسلحة النووية.. فرنسا وبريطانيا وروسيا وأمريكا، وعللت بريطانيا بأن هذه الأسلحة تساعد فى حفظ السلام العالمى.
الآن تدفع أوروبا ثمن طمعها ورفضها لأن يتساوى الجميع فى عالم بلا أسلحة نووية. الآن لم يأت التهديد من رئيس كوريا الشمالية ولا من إيران، بل من روسيا، فقد لوح بوتين باستخدام روسيا لقوتها النووية لو حاول الناتو التدخل بجيوش أعضائه فى حربه ضد أوكرانيا.
نحن أمام مرحلة غير مسبوقة من التصعيد بين الكبار حتى لو دفع المواطنون فى دول أوروبية عديدة ثمن هذا الصراع. بوتين قالها صريحة، إذا كانت روسيا لا تستطيع مواجهة جيوش أعضاء حلف الناتو مجتمعة، فلا تنسوا قوتها النووية.
المثير أن أوكرانيا كانت تملك ٥٠٠٠ سلاح نووى كانت منتشرة على أرضها، ولكنها أجبرت على التخلى عنهم خلال اتفاقية منذ ٣٠ عاما، فهل أخطأت أوكرانيا، حين تخلت عن سلاحها النووى؟ أم أخطأت حين أرادت الاستقواء بالناتو على أعتاب روسيا؟
فلا أوروبا أو أمريكا مهتمة بالشعب الأوكرانى أو حقوق الإنسان وسيادة الدول، لكن القضية هى صراع القوة.. روسيا تريد أن تستعيد قوة الاتحاد السوفيتى دون ماركسية، وأوروبا تدرك أن نجاح روسيا فى إخضاع أوكرانيا سيوقظ الدب الروسى ويزيد شهيته على التمدد. من هنا فإن التلويح بالقوة النووية يعكس أو بالأحرى يجسد الجائزة الكبرى التى تنتظر الفائز فى هذه المعركة.
حسب الإحصائيات فإن النسبة الأكبر من القوة النووية تنحصر ما بين أمريكا وروسيا، اما الدول السبع الأخرى فى نادى الأسلحة النووية فتملك حصصًا صغيرة جدا من الأسلحة.بالطبع تملك أمريكا أكبر قوة نووية، ولكن روسيا لا يستهان بقدراتها النووية كما وكيفا.
فى عام ٢٠١٥ طورت روسيا سلاحا نوويا جبارا، وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فالسلاح خارق، ومن فرط قوته التدميرية وسرعته أطلقوا عليه طوربيد يوم القيامة.
السلاح بحرى يغوص إلى ألف متر وعابر للقارات وسريع جدا، وقادر على أحداث تسومانى تدمر المدن الساحلية وتترك آثارا إشعاعية تدوم لعشرات السنوات.
الحرب الروسية الأوكرانية الآن فى تصعيدها النووى تفجر أسئلة تبحث عن إجابات.
هل يمكن للسلاح النووى أن يحمى السلام العالمى كما ادعت بريطانيا؟
ولماذا ضيعت الدول الأربع الكبرى فرصة إخلاء العالم من السلاح النووى؟
ومن يحسم المعركة قوة أوروبا وأمريكا أم تهديد روسيا بقوتها النووية.
وهل الأفضل لنا كعرب ومصريين أن نعيش فى عالم متعدد الأقطاب والقوى أم نعيش تحت رحمة أمريكا؟
إذا بدا هذا السؤال أو بالأحرى إجابته غير أخلاقية فتأمل سلوك أمريكا فى العراق وأفغانستان وتمويل الإرهاب لعقود فى الوطن العربى، والرضا عن التصرفات الوحشية لإسرائيل فى فلسطين المحتلة.
هذا عالم مثل الغابة لا مكان فيه إلا للأقوياء فقط.