مصطفى عمار يكتب: لماذا أحب المصريون “بوتين”؟
يرفض البعض من حالة السخرية التى يتبناها البعض تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.. واستخدام المصريين النكات والقفشات للتعبير عن الأحداث الملتهبة التى ضربت العالم بعد قرار الرئيس الروسى «بوتين» بغزو الأراضى الأوكرانية لتأمين حدود دولته أمام مشروع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو والسماح لقوات الحلف بالتمركز فى أراضيها وهو ما تراه روسيا خطرا كبيرا على أمنها القومى.. وهو ما أظهرته الشروط التى وضعها الرئيس بوتين لإنهاء العمليات العسكرية الروسية داخل الأراضى الأوكرانية.. والتى كان أهمها إعلان حياد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.. وبعيدًا عن الموافقة على شروط بوتين من رفضها يقف المصريون ولو على الاقل عاطفيًا مع الرئيس بوتين فيما يصنع لشعورهم أنه يتحدى قوى الشر فى العالم.. تلك القوى التى ما دام خزلت المصريين وحاولت تدمير دولتهم وفرض خطتهم المسمومة عليهم قبل ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسى وإعادة صياغة علاقات مصر الدولية بشىء بما يضمن أمن وسلامة حاضر هذا البلد ومستقبله.. المواطن المصرى اعتاد دائمًا على مزج العواطف الإنسانية بالسياسة فتجده فى الوقت الذى يعلن فيه غضبه بسبب موجة ارتفاع الأسعار.. يشعر بحالة امتنان كبيرة تجاه قيادته السياسية لأنه يشعر بقوتها بعد قرار رئيس الجمهورية بإرسال طائرة مصرية لنقل المصريين العالقين فى أوكرانيا.. من العادى أن يتحمل المصرى أى شىء فى سبيل كرامته وشعوره بالتقدير.. وهو ما جعلنا جميعًا نستغرب حالة الاستنكار العالمية التى شهدتها الأزمة الروسية الأوكرانية.. وكم العقوبات التى تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضد روسيا فى الوقت التى لا تقف نفس هذه القوى بهذه الطريقة مع كثير من بلاد العالم الثالث وكأننا غير موجودين أو بشر من درجة ثانية كل ما يهمهم لدينا هو حقوق الإنسان لتكون الطريقة لترويع حكوماتنا وحكمنا للانصياغ إلى خططهم وأوامرهم.. لكن أن يشغلوا بالهم بحق التعليم والصحة والطعام والمستقبل..فهذا حكر على شعوبهم فقط أما نحن فلا نستحق أن نتحدث عن هذه الأمور لأنها محرمة علينا.. لم يشغل العالم باله بما يحدث للشعب الفلسطينى أو اليمنى أو السورى أو العراقى أو الليبى.. ولا حتى ما يحدث فى إفريقيا.. ولا حتى الفترة العصيبة التى عاشتها مصر قبل تطهير سيناء.. نحن لا نستحق التعاطف وتبنى موقف معنا مثلما يحدث مع أوكرانيا.. شعوبنا تستحق الفقر والمرض والإرهاب والموت دون أن يلتفت لهم أحد.. ولما لا ونحن شعوب درجة ثانية وثالثة بالنسبة لأمريكا وأوروبا وقوى العالم العظمى.. نحن مجرد سوق يلقوا فيه أسوأ منتجاتهم بينما يحتفظوا لأنفسهم بأفضلها.. وهو ما أدركه الرئيس عبدالفتاح السيسى جيدًا منذ وصوله لكرسى الحكم فى مصر.. قرأ المشهد جيدًا وأين يريد العالم أن يضعنا؟.. فكل من يظهروا تعاطفهم معك لا يكلفون أنفسهم باتخاذ قرار واحد فى صالح شعبك ومستقبلهم.. يجب أن نتعلم الدرس جيدًا ولا نفعل شيئا سوى العمل لبناء أوطاننا.. يجب أن يتعلم الحكام العرب جميعًا الدرس ويعلموا أن العالم لا يهتم بهم ولا بشعوبهم وكل ما يريده العالم منهم هو ثروات بلادهم فقط.. وهو يجعلنا نصدق بأن الرئيس السيسى لم يكن سوى اختيار الله العظيم لنا.. حتى ولو اختلفنا معه وعارضناه لكن يظل زعيما وطنيا أراد أن يضع شعبه ودولته فى مكانة ومستقبل أفضل.