طارق الشناوي يكتب: "أُم صلاح".. الشهيرة بإسعاد يونس!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي

 

كلما كانت الشخصية العامة تحت الأضواء كهدف جاذب للـ(ميديا)، ازداد الأمر صعوبة فى العثور على زاوية رؤية جديدة، كل اللقطات وبمختلف الأحجام تم استخدامها، لا جديد تحت الشمس، حقيقة يستسلم أغلبنا لها. عدد قليل من البشر يحدق أكثر فى الشمس ولا تطرف عيناه، ويرى الجديد، الكتاب امتلأت صفحاته، عن آخرها، تلك حجة البليد، لأنه لم يسأل نفسه: لماذا لا أحضر معى صفحات جديدة؟!.

كانت هذه هى نقطة البداية، التى توقفت عندها إسعاد يونس، ومعها فريق عمل متميز من أصحاب المواهب، الذين شرفت بالعمل مع عدد منهم فى بدايات مشوارهم، وأعلم مدى إخلاصهم وثقافتهم وتفانيهم.

أتحدث عن اللقاء الممتع بين صاحبة السعادة إسعاد يونس ومحمد صلاح، كلمة السر هى أن إسعاد لن تجرى حوارًا، فقط ستظل إسعاد المذيعة هى الإنسان، وقررت أن تترك العنان لمشاعرها، فوجدت أنها الأم «الفخورة» بابنها، هى لا تلعب دورًا دراميًّا تتقمصه، ولكنها فقط تمارس الأمومة، وتركت العنان لتلقائيتها، صلاح صار يشكل مصدر فخر لنا ليس فقط كمصريين، ولكن أيضًا لكل العرب، بمجرد أن تتحدث العربية أو يكتشفوا لهجتك يسألونك عن صلاح.



إسعاد ليست لديها ثقافة كروية، واعترفت بذلك للجميع، لديها ما هو أهم، فيض من المشاعر الدافئة، لا تفتعل الأمومة، وصارت (أم صلاح)، وفى لحظات وجدناها جدة لابنتى صلاح مكة وكيان، حطمت الخط الفاصل، بين مقدمة البرامج التى توكل إليها مهمة إجراء حوار، الكل يعلم أنه مضمون المشاهدة، حتى دون (إسكريبت)، إلا أن الهدف لم يكن (التريند)، الأهم الرسالة التى يحملها دون أن يتعمد من البداية أن لديه رسالة. قدم البرنامج (بورتريه) لصلاح من خلال شخصيات أغلبها لم يعرفوه شخصيًّا، إلا أنه رسم على مشاعرهم كلمة اسمها (ممكن)، الحياة تمنحنا الممكن ونحن الذين نطلق عليه مستحيلًا.



تلك هى اللمحة التى لم تفتعلها إسعاد، أعجبنى فى الحوار أن صلاح صار ملهمًا لكل إنسان لديه حلم، مهما بدت مجرد شطحات خيال، إذا أمسكت الخيط أقصد تمسكت به، ستمتلك باقى (البكرة).

الله يمنح الموهبة لعدد نادر جدًّا من البشر، ويترك لنا نحن أسلوب قيادة الموهبة، كم من أصحاب المواهب وفى كل المجالات، انتهى مشروعهم عند سقف محدد، لم يستطيعوا تجاوزه، أو عاشوا سنوات فى الأضواء، وبعدها انحسرت عنهم، ولا يعلمون كيف توهجت ولماذا خبت!، المجتمع يفرض شروطه، صلاح استمع لنداء قلبه وصدقه بعدها عقله، ولم ينصت كثيرًا لما يقوله المجتمع.



لم يشعر أبدًا بداخله سوى بانتمائه الوطنى، وفى نفس الوقت فك لغز المجتمع الغربى، الدين علاقة خاصة بين العبد وربه، لا يعنيه هل جاره يصلى الأحد أو السبت أو لا يصلى على الإطلاق، هو لا يحاسب أحدًا ولا يقيّم أحدًا.

هل عاش تلك الثقافة لأنها مفروضة عليه؟ إطلاقًا عاشها لأنه مقتنع بها، لا يتاجر بدينه ولا مواقفه، أو وطنيته، صار فخرًا للمصريين والعرب، وقبل وبعد كل ذلك ملهمًا لكل إنسان فى هذه الدنيا، يملك حلمًا، سيتمثل أمامه، على الفور (مو صلاح)، أسعدتنا إسعاد، الشهيرة بـ(أم صلاح)!.

[email protected]

المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).