شاهد.. مصريون بأوكرانيا يروون تفاصيل مرعبة عن الحرب
أجواء مرعبة عاشها المواطنين في دولة أوكرانيا، ومن ضمنها الطلاب المصريين الدارسين في أوكرانيا، رعب وقلق بين المواطنين في أوكرانيا، وبدأ بعد أول ضربة عسكرية روسية في أوكرانيا الطلاب المصريين يبحثون عن طوق النجاة وسرعة الخروج من أرض المعركة.
وتواصلت “الفجر” مع عدد من الطلاب المصريين في كييف، للاطلاع على آخر التطورات والمستجدات وأوضاعهم في الانتقال من دولة إلى اخرى عبر بث مباشر من خلال الصفحة الرسمية لصحيفة الفجر بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وبدأ مصطفى عطا الله، الطالب، المصري في السنة النهائية بكلية الهندسة في جامعة أوديسا الأوكرانية، هو ومجموعة من أصدقائه يستعدون لبدء يومهم الطليعى، إلاّ أنّ جاء شيء لم يكن في الحسبان أبدا، فأصوات الطائرات الحربية كان قاب قوسين أو أدنى من المبنى الذي يقطن فيه الطلاب، واشدت الأصوات وتزايدت بجانب أصوات صواريخ وانفجارات وقصف عنيف اختلطت بالأذان واهتزت بسببها العمارات السكنية، دقائق تفكير عميق ودقيق أيقن بعدها بأن طبول الحرب الروسية الأوكرانية قد بدأت بالفعل.
قرارات مصيرية في أوقات مرعية
بعد مرور ما يقرب من ساعة، تزايد القصف الروسي على المدينة أيقن مصطفى عطا الله، هو وأصدقائه أنّ قرار المغادرة أمرا حتميا عليهم، ولكن إلى أين وسط القصف الروسي المتزايد وتطورات الأوضاع السريعة، خاصةً مع قرار إغلاق المجال الجوي الأوكراني إلى إشعار آخر.
رحلة مصرية للشاب المصري مصطفى عطا الله في رحلة الفرار من أوكرانيا نحو الحدود الرومانية وساعات الخطر التي رافقته عدسة "الفجر" عبر البث المباشر حتى وصوله بر الأمان في بوخارست.
رحلة البحث عن طوق النجاة
قرر مصطفى عطا الله، هو وأصحابه الخروج من السكن بعدما تمكنوا من حمع متعلقاتهم الشخصية الهامة من جوازات سفرهم وأوراقهم الرسمية وقليل من الملابس متخفين من كل ما ثقل وزنه في سبيل الحصول على مقعد داخل إحدى الحافلات التي انتشرت في شوارع المدينة واكتظت بالمواطنين والمقيمين الذين ازدحمت بهم الشوارع أملًا في النجاة بأرواحهم من جحيم الحرب التي بدأت بالقصف الروسي.
عاش مصطفى عطاالله هو وأصدقائه ما يزيد عن 5 ساعات كاملة في الشارع تحت القصف الروسى بحثًا عن سيارة أجرة لنقلهم إلى الحدود الرومانية بر الأمان إلى حد قوله بعد محاولات عديدة أحدهما انتهى بالفشل إلا وهناك محاولة ناجحة تمكن مصطفى عطا الله وأصدقائه من إقناع إحدى سيارات الأجرة بنقلهم إلى الحدود الرومانية مقابل 200 دولار للفرد، وبدأت رحلة رعب جديدة طبقًا لما ذكره "عطالله"، قائلا:- وإحنا خارجين من المدينة كانت مدرعات الجيش الروسي وعليها العلم السوفيتي بدأت تدخل وتم الاجتياح البري للقوات الروسية، كنا مستعدين ندفع كل اللي معانا بس نخرج من أوديسا بسبب حالة الرعب، الموت كان يحاصرنا من جميع الاتجاهات.
وأكد "عطالله"، أكثر من 10 ساعات استغرقتها رحلة الموت من مدينة أوديسا الأوكرانية وصولًا إلى الحدود الرومانية التى وصلنا إليها في الثانية فجرا ،وفور وصولنا انتظرنا على الحدود الأوكرانية الرومانية إلى الساعة العاشرة صباحًا لأخذ تأشيرة دخول للاجئين، وبعد هذا الوقت، أوضحت لنا السلطات الرومانية مش هينفع نديكوا تأشيرة وبالتالي هندخل البلد بالباسبور بس، وده سهل علينا كتير، عقب طبع الأختام الرسمية على جوازات سفر اللاجئين حصل "عطا الله" وأصدقائه على تذكرة لركوب السفينة للعبور إلى الجانب الآخر والدخول إلى رومانيا وسط موجة صقيع قارصة ودرجة الحرارة 3 تحت الصفر، مؤكدا ودماكنش معانا هدوم كفاية.
استقبال رومانيا للاجئين استقبالًا إنسانيا من الدرجة الأولى
بمجرد وصولنا صباح يوم السبت إلى الأراضي الرومانية كان متطوعون من جنسيات مختلفة في انتظارهم ووفروا لهم مشروبات ساخنة وأطعمة وفواكه متنوعة وخيم كاستراحات بجانب الأكل والمياه وكل حاجة كانت مجانية، وبمجرد ما بقى في عدد ركبنا الباصات اللي رايحة العاصمة بوخارست أيضا مجانا.
رحلة جديدة ولكن تمتزج بالفرحة والارهاق
أكثر من 5 ساعات ونصف كانت تفصلنا عن مبنى السفارة المصرية في قلب العاصمة الرومانية، وبمجرد دخول المدينة كانت السفارة المصرية قد جهزت لأبناء الجالية المصرية وحدات سكنية للإقامة بها لحين الحصول على تذكرة طيران والعودة إلى مصر وهم في انتظار توفير حجز طيران العودة إلى مصر، مؤكدا أن الموت كان يحاصرهم في الطريق عند خروجنا من أوكرانيا .
وعندما وصل مصطفى عطاالله، إلى بوخارست وطمأن قلبه ، قرر أن يمكث في بوخارست حتى يظل أن يقدم المساعدة لأكبر عدد من زملائه الطلاب المصريين في أوكرانيا، من حجز سكن لهم وتوفير إقامة وشرح طرق الخروج الآمن لزملائه.