بعد قرار استبعاد البنوك الروسية هل سيتمكن نظام Spfs من حل محل “سويفت”
طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، باستبعاد روسيا من نظام سويفت وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة أن أولئك الذين يعارضون استبعاد روسيا من نظام سويفت، "ستكون أيديهم ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في أوكرانيا".
ولا تزال الدول الغربية، تبحث مقترح إمكانية استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت (Swift) المالي العالمي، والذي سيكون له تأثير كبير على الإقتصاد الروسي، والتي وصفها بعض الخبراء بأنها ستكون بمثابة "قنبلة نووية" ستضرب الاقتصاد، بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا.
بريطانيا تعزل روسيا من نظام "Swift"
قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه تقرر استبعاد البنوك الروسية من النظام المالي في لندن، وذلك في إطار فرض مزيد من العقوبات بعد أن شنت موسكو غزوا شاملا لأوكرانيا برا وجوا وبحرا اليوم الخميس.
وأضاف جونسون للبرلمان "ستمكننا هذه الصلاحيات من استبعاد البنوك الروسية تماما من النظام المالي في المملكة المتحدة، وهو بالطبع الأكبر في أوروبا بفارق كبير، مما يحول دون وصولها إلى مدفوعات الجنيه الإسترليني والمقاصة عبر المملكة المتحدة"، مضيفا أن الولايات المتحدة تتخذ تدابير مماثلة.
وتابع "ستمكننا هذه الصلاحيات أيضًا من حظر الشركات الروسية الحكومية والخاصة من جمع أموال في المملكة المتحدة، وحظر التعامل في أوراقها المالية ومنحها القروض.
سنحد من الأموال التي يمكن للمواطنين الروس إيداعها في حساباتهم المصرفية بالمملكة المتحدة".
يأتي ذلك بينما أعلنت بريطانيا اليوم عن حزمة ثانية من العقوبات ضد موسكو بعد الغزو.
ومن بين الذين تستهدفهم العقوبات بشكل فوري، بنك في.تي.بي والمجموعة الحكومية روستك.
وسيتجاوز عدد المدرجين في مجموعة الأفراد والكيانات والشركات التابعة في النهاية المئة.
كما أنه من المقرر منع هبوط رحلات شركة الطيران ايروفلوت في بريطانيا.
وفرضت بريطانيا الخميس سلسلة جديدة من العقوبات على روسيا ردًا على غزوها أوكرانيا، فحظرت شركة ايروفلوت للطيران واستهدفت القطاع المصرفي وصادرات التكنولوجيا وخمسة رجال أعمال.
وقال مسؤولون بريطانيون إن تجميد الأصول سيطال أكثر من مئة كيان روسي لا سيما مصرف "في.تي.بي" ومجموعة "روستيك" العسكرية العملاقة.
وتعتزم بريطانيا إصدار تشريعات تمنع الدولة الروسية من جمع الأموال في لندن وتحظر تصدير تجهيزات "ثنائية-الاستخدام" (أي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية).
كذلك ستصدر قوانين تحدد سقفا للأموال الروسية التي يمكن إيداعها في حسابات في المصارف البريطانية.
ما تأثير استبعاد روسيا من نظام سويفت؟
قالت صحيفة لوفيجارو (Le Figaro) الفرنسية إن استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت (Swift) المالي العالمي سيكون له تأثير هائل عليها، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قيد الدراسة لكنها لم تنفذ بعد.
وأضافت الصحيفة، أن هناك نحو 11 ألف عضو في نظام سويفت، بما في ذلك قرابة 300 بنك روسي، فإذا تم فصل البنوك الروسية بقرار من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة عن رسائل سويفت فسيتعين عليها تنفيذ معاملاتها مع شركائها الأجانب بالطريقة القديمة، أي عن طريق الفاكس، وهو أمر يستغرق وقتا طويلا للغاية.
كما يمكن أن يتم ذلك عبر تبادل رسائل بريد إلكتروني أو رسائل من نوع "تليجرام" (Telegram)، لكنها تتطلب تدخلا بشريًا ولا تقدم نفس ضمانات الأمان، وستكون تلك المعاملات أيضًا "مملة وخطيرة، وسوف تنطوي على مخاطر قانونية، لذلك سيكون هناك تأثير على الاقتصاد الحقيقي"، حسب مصدر حكومي.
هل سيحل نظام Spfs الروسي محل نظام سويفت؟
قام البنك المركزي الروسي بتطوير برنامج خدمة رسائل مالية "إس بي إف إس" (SPFS) منذ عام 2014 ودخل الخدمة عام 2019.
وتنقل الصحيفة عن أوليفييه دورغانز -وهو محام متخصص في العقوبات الدولية- توضيحه أن "نحو 400 مؤسسة مالية وبنك روسي مشتركة فيه و8 بنوك أجنبية فقط"، مما يعني أن البديل المحلي لسويفت لن يسمح بالتبادلات السلسة والآمنة مع الدول الأجنبية، كما يؤكد دورغانز أن "حجب سويفت سيجعل البنوك الروسية منبوذة".
وأضاف أن "روسيا تعتمد بشكل كبير على سويفت بسبب صادراتها الهيدروكربونية التي تبلغ مليارات الدولارات".
وسيقلص فصل البنوك الروسية عن سويفت حجم المعاملات الدولية، وسيؤدي إلى تقلبات أسعار العملات، وهروب رؤوس أموال هائلة إلى الخارج.