حسين الجندي يكتب: الرئيس العادل والرئيس الهازل

ركن القراء

حسين الجندي يكتب:
حسين الجندي يكتب: الرئيس العادل والرئيس الهازل

تابعت خطاب رئيس الجمهورية عدلي منصور ، في الذكري الـ40 لإنتصارات أكتوبر، لأقارن وأوضح أوجه الإختلاف والتشابة، بين ثلاث رؤساء مروا علينا في ظروف صعبة .. الأول مبارك المخلوع .. فكانت طريقة الإحتفال تقتصرعليه شخصياً، كأنه الرجل الذي أتي بالنصر وحده، وكان الإعلام المصري ينقاد وراء ذلك ويهلل له، ويبرز دور مبارك في الحرب بأول طلعة جوية فتحت باب الحرية ، وظل الإعلام المصري يمجد في مبارك وكأنة بطل الأبطال ولا أحد سواه.



فإذا كان التاريخ قد لقب المخلوع بقائد الضربة الجوية، فإن هذا التاريخ محرف تماماً، وإذا كان به جزءاً من المصداقية، فلابد علي من يكتبه أن يبرز قادة أخرين مثل الجمسي - الشاذلي - أبو غزالة - وغيرهم من الأبطال .



فالإعلام الآن قدم لنا هذه الأسماء، وشرح لنا قصص وبطولات هؤلاء القادة، ويعتبر ذلك إنتصاراً و إنجازاً من إنجازات الثورة المصرية، حتي نقدمهم لجيل الشباب، الذي لا يعرف غير أول طلعة جوية .



أما الثاني فهو المعزول الإخوانجي محمد مرسي عيسي العياط , في البداية لم يذكر مرسي في خطابة المشير طنطاوي ولا الفريق سامي عنان، مما أثار دهشة الجميع، خطب مرسي في وجود الآلاف من أعضاء الجماعة المحظورة، ورموز التيار الإسلامي، والمدانين بقتل الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر، ومنهم طارق الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية، ما أثار غضبًا شعبيًا في أوساط المصريين، وأسرة الرئيس الراحل.



ولا ننسي دخوله بالعربة المكشوفة، عربة قائد النصر، وكأنه هو صاحب قرارالحرب ونصر أكتوبر، وعندما جاءت الكاميرا على الحاضرين، أصيبوا بصدمة، لأنه لم يكن هناك تقديرًا لمشاعر المصريين، فيوم 6 أكتوبر يعد أول إنتصار عسكرى حقيقى منذ عهد محمد على.



الثالث هو الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور وصفت الأغلبية خطابة بالمتزن والعقلاني، ويعتبر ما قاله منصور في خطابة دليل واضح علي أنه قاض في المقام الأول، يضع الكلمات في مكانها الصحيح، فإشارته إلى حرب الإستنزاف، هى تأكيد على الدور الذى قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، من الإستعداد والتمهيد لإستعادة الأرض بإعادة بناء الجيش وخوض حرب الإستنزاف لكى يستنزف بها قدرات العدو الصهيونى، ودعوة منصور للإحتفال بنصر أكتوبر كانت إيجابية، عندما قال اِستَشْرِفُوا المُستقبلَ .. اِحتَفِلُوا بِالنَصرِ واِستَحضِرُوا مَعانِيهِ وثَوابِتَـــه، كُونُوا فِى كُلِّ رُبوعِ مِصْرَ وشَوارِعِهَا ومَيادِينِهَا عَلىَ مَوعدٍ مَعَ اِحتفالاتِ نَصْرِكُمْ ومُؤازَرةِ جَيْشِكُـْـم .



رجل يعرف قيمة الإنتصار، وقيمة الزعماء، وقيمة الدم الذي سال في سيناء، يستشرف المستقبل ويضع خطط ومشروعات، إنه خطاب رئيس عادل غير هازل .