خبير مائي: توليد الكهرباء من سد النهضة مفيد لمصر
علق الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة على افتتاح تشغيل أول توربين من سد النهضة مؤكدًا أن الحكومة الإثيوبية تريد أن تظهر للشعب الإثيوبي أن سد النهضة بدأ في إنتاج وتوليد الكهرباء وأنها مستمرة في ذلك.
وقال شراقي في تصريح خاص لـ "الفجر" إن التوربين الواحد يخرج 375 ميجاوات من الكهرباء وذلك في حالة امتلاء بحيرة سد النهضة لكن البحيرة الآن بها جزء بسيط من المياه قادر على تشغيل الكهرباء مضيفًا أن ضغط المياه قليل والوقت الحالي لا يتناسب مع التشغيل.
وأشار أستاذ الموارد المائية إلى أن هناك نتائج فنية وسياسية لتشغيل الكهرباء من سد النهضة، مؤكدًا أن النتائج الفنية تتمثل في أنه سيتم تفريغ جزء من مياه بحيرة سد النهضة ومرور تلك المياه إلى مصر والسودان نتيجة لتوليد الكهرباء مشيرًا إلى أن تشغيل التوربين على مدار الشهور القادمة سيتسبب في تفريغ جميع مياه التخزين الثاني بالكامل من بحيرة سد النهضة لتصل دولتي المصب.
ولفت شراقي إلى أنه سيترتب أيضا على تشغيل توربين سد النهضة انخفاض منسوب بحيرة سد النهضة مما سيؤدي إلى تجفيف الممر الأوسط مما يجعل سد النهضة جاهز للتعلية لتخزين الملء الثالث لكن الإنشاءات الهندسية حاليًا تؤكد أنه في حالة وجود تخزين ثالث سوف يكون ضعيفًا موضحًا أن تعلية الممر الأوسط تمهيدًا للملء الثالث مرتبط بتعلية الإنشاءات الهندسية على جانبي سد النهضة، قائلا: "ماينفعش الممر الأوسط يعلى ويكون متساوي مع الأجناب وهذا يدل على أنه في حالة وجود تخزين ثالث فإنه سوف يكون محدودا.
وأكمل "شراقي": أن تأثير تشغيل توربين سد النهضة من الناحية السياسية سيكون له أضرار على مصر والسودان موضحا أن تشغيل وتوليد الكهرباء دون التنسيق مع دولتي المصب يدل على أن إثيوبيا مازلت مستمرة في فرض سياسة الأمر الواقع واتخاذ القرارات الأحادية، لكن من الناحية الفنية، توليد الكهرباء من سد النهضة مفيد بالنسبة لمصر والسودان لأنه سيتسبب في مرور المياه إليهما، مضيفًا أنه مع ذلك فإن الأمر مرفوض لأنه ناتج عن قرار أحادي وهذا سيؤدي إلى ازدياد التوتر بين دول المصب خصوصا في ظل توقف المفاوضات، مشيرًا إلى أن تشغيل التوربين وتوليد الكهرباء لا بد أن يعجل من استئناف المفاوضات.