وزير التربية والتعليم يكشف تفاصيل امتحانات الثانوية العامة
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم؛ لاستعراض إجراءات تطوير منظومة التعليم العام (رياض الأطفال - المرحلة الأساسية - الثانوية العامة)، وكذا تطوير التعليم الفني، خلال الفترة من (2017 – 2022)، ومستجدات مشروعات المكتبات الرقمية، وذلك بحضور الدكتور أحمد ضاهر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التطوير المؤسسي.
لفت الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إلى أنه في عام 2020 بدأ الصف الثالث الابتدائي الدراسة بالنظام الجديد، كما تم تدريس كتاب الباقة " اكتشف"، كما تم بدء تدريب المعلمين على هذا النظام، واستخدام دليل المعلم الجديد، حيث تم في هذا الإطار تدريب 318 ألف معلم في برنامج " المعلمون أولا"، فضلا عن تدريب وتأهيل أكثر من 630 ألف معلم على المناهج وطرق التدريس الجديدة.
وتطرق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تجربة المدارس المصرية اليابانية، بالتعاون مع وكالة اليابان للتعاون الدوليJICA، والتي بدأت اعتبارا من العام 2018-2019، من خلال تشغيل 35 مدرسة بـ 21 محافظة، اعتمادا على نظام التوكاتسو الياباني المبني على نظام التعلم عن طريق الفعل"، كما استهدفت الوزارة فتح 15 مدرسة في العام الدراسي 2020-2021 بطاقة استيعابية 12.880 طالب، وخلال ذلك شرح الوزير نماذج لبعض المناهج التي يتم تدريسها في تلك المدارس، ومناهج نظام التعلم الجديد.
كما تناول الوزير جهود تطوير التعليم في المرحلة الثانوية، موضحًا أنه تم العمل على تغيیر أسلوب التقییم من الأسلوب القدیم الذي یقیس مھارة استرجاع معلومات محفوظة لمسائل معروفة إلى أسلوب يقیس مقدار فھم مخرجات التعلم الحقیقیة المستھدفة، وذلك من أجل انتزاع المرض العضال في التعلیم المصري في السنوات الأخیرة، والذي یتلخص في تجریف مفھوم التعلیم إلى صناعة الحصول على درجات بكل الوسائل المشروعة وغیر المشروعة، من أجل الحصول على شھادة بلا مھارة أو تحصیل حقیقي.
كما أشار الدكتور طارق شوقى إلى أنه من أجل تحقیق ھذا الھدف، والذي یمثل نقلة في الفكر والأسلوب كان من الضروري إعداد عناصر مهمة، منها إعادة صیاغة المناھج، بما یسمح للطلاب بفھم مخرجات التعلم عن طریق بناء مواد تعلیمیة رقمیة تفاعلیة لكل مناھج المرحلة الثانویة، حتى نساعد الطلاب على التفكیر بشكل جدید ونتفادى الكتب الخارجیة والدروس الخصوصیة، ونوفر أحدث ما وصلت إلیه نظم التعلیم في العالم ونضعه بین أیدیھم، وھو ما أتاحته "منصة إدارة التعلم" التي تحتوي على مئات الآلاف من المصادر الرقمیة المصنفة لكل مادة ولكل درس والمستقاة من كبرى المؤسسات العالمیة، مثل "بریتانیكا"، و"دیسكفري" و"لونجمان" و"نھضة مصر"، وغيرها من المؤسسات، وذلك باللغات العربیة والإنجلیزیة والفرنسیة.
وأضاف الوزير أن من بين العناصر أيضا إتاحة المصادر الرقمیة لكل طالب في المرحلة الثانویة بغض النظر عن القدرة المالیة، ومن أجل تكافؤ الفرص بین جمیع الطلاب، ولھذا قررت الدولة، منح كل طلاب المرحلة الثانویة جھاز تابلت حدیث مجانا، حيث تم اتاحة 1.8 مليون جهاز، فضلًا عن إقامة بنیة تحتیة تكنولوجیة في المدارس الثانویة بها خادم مركزي، وشبكة "واى فاي" داخلیة، وإنترنت فائق السرعة بخطوط الفایبر، لأكثر من 2400 مدرسة، وشاشات ذكیة باللمس في فصول المدارس الثانویة، وصل عددها إلى نحو 36 ألف شاشة، إلى جانب إتاحة شریحة داتا من شركة المصریة للاتصالات لكل طالب بتكلفة رمزیة من اجل الوصول إلى المصادر الرقمیة داخل وخارج المدرسة.
ونوه الدكتور طارق شوقي إلى أن القرار الخاص بأداء الامتحانات على التابلت من أجل استحداث نوعیات جدیدة من الأسئلة لا یمكن أداؤھا ورقیا من ناحیة، ومن أجل إنھاء مشاكل التسریب، والأھم ھو إتاحة التصحیح الإلكتروني دون عنصر بشري، ودون كنترولات ودون أخطاء بشریة.
وتطرق الوزير إلى تفاصیل منظومة بناء الأسئلة الإلكترونیة، والتي تتم في المركز القومي للامتحانات والتقییم بالتعاون مع مؤسسة "بیرسون"، وكذا منظومة صنع الامتحانات الإلكترونیة من بنوك الأسئلة، وربطھا بقواعد بیانات الطلاب، وتنفیذھا واستقبال الإجابات، لتصحیحھا حتى إعلان النتیجة، موضحًا أنه تم تصحيح أكثر من 10.4 مليون امتحان إلكتروني على مدار العامين الماضيين.
وحول مصادر المذاكرة والمراجعة لطلاب الثانوية العامة، أوضح الدكتور طارق شوقي، أن بنك المعرفة المصري يتيح "منصة إدارة التعلم"، التي تضم العديد من الفيديوهات والنصوص، والأسئلة التفاعلية، والتدريبات والمراجعات، والمقاطع الصوتية، لمختلف المواد الدراسية، باللغات العربية والإنجليزية، والفرنسية، هذا إلى جانب "منصة حصص مصر"، وقناة "مدرستنا 2".
وفيما يتعلق بجهود تطوير التعليم الفني، أشار الوزير إلى استراتيجية تطوير التعليم الفني المتبعة منذ يوليو 2018، والتي ترتكز على تحسين الجودة عن طريق إنشاء هيئة مستقلة لضمان الجودة والاعتماد، والعمل على تحويل المناهج الدراسية في التعليم الفني إلى مناهج قائمة على منهجية الجدارات، منوها في هذا الصدد إلى أن الوزارة تنوى الانتهاء من تحويل وتطوير مناهج جميع المهن وتطبيقاتها في جميع المدارس بحلول سبتمبر 2024.
وأضاف الوزير أن استراتيجية تطوير التعليم الفني، تستهدف أيضا تحسين مهارات المعلمين، ومشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني، من خلال إنشاء مدارس جديدة للتعليم الفني، تسمى "مدارس التكنولوجيا التطبيقية"، وهي مدارس تطبق المعايير الدولية في التدريس والتقييم، والمناهج التعليمية، وتوفر بيئة تعليمية متميزة؛ من أجل إعداد خريجين مؤهلين للالتحاق بسوق العمل فور تخرجهم، كما تعتمد هذه المدارس على التخصصات الفنية الحديثة والتي تتواكب مع السوق الدولية، بجانب إعداد أفضل معلمين وموجهين وفق أحدث النظم والمعايير الدولية، ويحصل الطالب على شهادة خبرة مصرية مطابقة للمعايير الدولية، بالإضافة إلى شهادة خبرة من الشريك الصناعي، مشيرا إلى أنه من المستهدف أن يصل عدد هذه المدارس إلى أكثر من 100 مدرسة بحلول عام 2030.
كما تتضمن الاستراتيجية تغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني، وذلك من خلال إجراء تحسين جذري وحقيقي في الخدمة التعليمية المقدمة، وتحسين الانضباط في المدارس وإجراء العديد من المسابقات بين الطلاب، وقد انعكس هذا الجهد على إحداث تحسن ملموس فى مؤشر المعرفة العالمى الخاص بالتعليم الفنى والتدريب المهنى الذى ينشره سنويا منذ عام 2017 برنامج الأمم المتحدة الانمائى "UNDP"، حيث كان ترتيب التعليم الفنى والتدريب المهنى المصري 113 فى عام2017، ووصل للمركز 80 فى عام 2020، وذلك من إجمالي 138 دولة تم تقييمها.
وأكد الدكتور طارق شوقي أن الوزارة تسعى من خلال منظومة التعليم الفنى إلى تطوير القدرات المهنية للقوى العاملة المصرية، وزيادة القدرة التنافسية لها محليًا ودوليًا.