بمناسبة عيد "اغلفلانتاين".. تعرف على قصة الشهيد "فالنتينو"
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم الاثنين، ذكرى القديس فالنتينو الأسقف الشهيد، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: "ولد القديس فالنتينو من عائلة ارستقراطية عام 176م، في ولاية أومبريا الإيطالية، ثم انتقل إلى مدينة تيري، وصار اسقفًا هناك، كرّس حياته للجماعة المسيحية وتقوية إيمانها آنذاك التي كانت مضطهدة لأنها تتبع يسوع المسيح، كان "فالنتينو" يزور السجون ويساعد المعترفين (أي المسيحيّين) الذين أشهروا إيمانهم أمام الحكّام. وقد حصل بهذه الطريقة على شهرة القداسة من قِبل مؤمني العاصمة روما. وسيم أسقفا عام 197م على مدينة تيرني على يد البابا فيليشيانو. وكان عمره آنذاك 21 عام".
وتابع: وفي غمرة الاضطهادات التي كانت تواجه الكنيسة (الجماعة المسيحية) آنذاك أصدر القائد أكلوديوس القوطي قرار بمنع الزواج للجنود، بحجة أن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فقام القديس فالنتينو بمعارضته على قراره المخالف لإرادة الله، واستمر بمنح سرّ الزواج للراغبين (في السر كان يزوج المخطوبين وبعدما كشف من قبل السلطات آنذاك) غضب القائد القوطي إذ قام بتعذيبه وسجنه حتى يمنع من تتميم رسالته الخلاصية، لكن القديس فالنتينو لم ييأس واستمر في منح سر الزواج للمتقدمين للزواج من خلف القضبان وكانوا يرمون له الورود الحمراء من خلف القضبان فرحا لزواجهم ومنحهم السرّ.
مضيفا: "وحدث إذا علم الامبراطورطلب مقابلته بنفسه، ولما مثل فالنتينو أمامه، استجوبه على أنّه صديق له أكثر منه متّهمًا. "ما هذا يا فالنتينو، لماذا لا تعمل بشرائعنا؟ فإذا قمت بعبادة آلهتنا تطرد عنك الغرور والكبرياء". لكنّ فالنتينو ببلاغته وفصاحته المقنعة استطاع أن يبرهن للإمبراطور كيف أنّ الآلهة الوثنيَّة كاذبة وخدّاعة في حين أنّ الإيمان الحقّ المقدَّس وحده هو الإيمان بالمسيح المخلّص. وتكلّم "فالنتينو" ببلاغة كادت تقنع الإمبراطور، حتّى إنّه بعد أن أصغى إليه بانتباه أخذ يهتف: "اسمعوا يا أهل روما، كيف يتكلّم هذا الرَجل بكلّ حِكمة واستقامة!".
واستكمل قائلا: "لكنّ احتمال اهتداء الإمبراطور إلى الدِين المسيحيّ أقلق رجال الحاشية، فسارعوا إلى تذكيره بواجباته وهي تقضي عليه باضطهاد المسيحيّين. فوكل "فالنتينو" إلى حراسة أحد النبلاء الرومانيّين وكانت له ابنة عمياء، فأعاد القدِّيس النظر إليها فاهتدت إلى المسيحيَّة".
وما إن مضت بضعة أيّام حتّى هدى "فالنتينو" جميع عائلات الحرّاس إلى الدِين المسيحيّ. ولم يكن من الممكن أن يبقى مجهولًا تعلّقه هذا بالمسيحيَّة، فقُبض عليه وحُكم عليه بالموت. فقام بجز رأس القديس وبعدما اذاقه الامآ مبرحة.
من أجل إيمانه بالله وبيسوع المسيح، وكان ذلك بقرب من ساحة الشعب الحالية في روما، دفن القديس فالنتينو بعد استشهاده في شارع (فلامينيا) في الطريق المؤدية إلى (تيري) وقد اكتشف قبره قبل نحو نصف قرن، وقد بنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه تخليدا لذكراه، واستمرت الجماعات المسيحية آنذاك بالاحتفال بهذا العيد الذي سمي على اسمه (القديس فالنتينو) الذي يرمز إلى الشهادة في سبيل الحب وسمي أيضا في عالمنا اليوم بعيد الحب.