بعد الأزمة الأخيرة.. خبراء يكشفون لـ "الفجر" تاريخ الصراع بين روسيا وأوكرانيا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

بعد فشل الوساطات والمفاوضات وحلول التصريحات والتهديدات، وذهاب التوقع ماذا لو قامت حرب بين أوكرانيا وروسيا ومجيئ التوقعات الأخرى هل تنتصر بلد وتُسحق أخرى وهل ستصبح الدول العربية ساحة القتال لتلك المعركة أسئلة كثيرة وسيناريوهات جديدة وخطط متوقعة لهذه الحرب  توضحها " الفجر " في السطور القادمة

أكدت روسيا مرارًا وتكرارًا أنها لا تنوي شن أي تحرك عسكري ضد أوكرانيا، وقالت أن كل الإدعاءات التي تتحدث عن ذلك لا أساس لها من الصحة وحملت الناتو المسؤولية عن التوتر في المنطقة خاصةً في ظل أنشطة الحلف للتوسع شرقًا نحو حدود روسيا.

وحذر سيرغي لافروف، وزير الشؤون الخارجية للإتحاد الروسي، في وقتٍ سابق من أن التصرفات غير المسؤولة للغرب في إطار ملف أوكرانيا تثير مخاطر عسكرية كبيرة قد تصل إلى نشوب نزاع واسع النطاق في أوروبا.

على الجانب الآخر أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية وصفها الخبراء بأنها قد تكون الأخيرة قبل غزو روسيا لأوكرانيا ومفادها تحذير أمريكي لاذع اللهجة لموسكو في حين استمرت في حشد مقاتليها في أوكرانيا، وبيان أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال مستعدة للتنسيق الدبلوماسي كما أنها تملك خيارات وتنسيقات أخرى، إشارة من چو بايدن إلى الخيار العسكري.

 

تاريخ الصراع بين روسيا وأوكرانيا

قال أحمد ماهر، الخبير في العلاقات الدولية السياسية، في عام ألفين وأربعة عشر أسقطت ثورة الميدان الأوروبي في أوكرانيا نظام الرئيس ڤيكتوريا كوڤيدج الموالي لروسيا، عقب ذلك احتلت قوات موالية لروسيا شبه جزيرة القرم ثم أُعلن استفتاء لتقرير المصير انتهى بإعلان روسيا ضم القرم وهو الإستفتاء الذي نفت أوكرانيا والغرب الإعتراف بشرعيته وفرض الغرب عقوبات على روسيا بسببه.
وأضاف ماهر في تصريحات خاصة " للفجر "، وتضم القرم قاعدة سيفاستوبول البحرية التي تعد مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، وفي عام ألفين وأربعة عشر أيضًا بدأ الإنفصاليون الموالون لروسيا في دونباس شرق أوكرانيا اضطرابات انتهت إلى سيطرتهم على المنطقة. وبينما تتهم أوكرانيا والغرب روسيا بدعم حركة الإنفصاليين في دونباس تقول روسيا إن المقاتلين الروس في دونباس متطوعون. ومنذ عام ألفين وأربعة عشر أدت الإشتباكات المستمرة بين الجيش الأوكراني والإنفصاليين هناك إلى مقتل أكثر من ١٣٠٠٠ شخص. 
وأردف الخبير السياسي، وتجددت الإشتباكات نهاية الشهر الماضي واتهمت أوكرانيا روسيا بحشد قواتها في عدد من المواقع على الحدود مع البلدين وفي شبه جزيرة القرم، ورد الكرملين بأن روسيا تحرك قواتها داخل أراضيها وذلك لا يشكل تهديدًا لأحد، واستذكر وزير الخارجية الروسي تصريحات للرئيس بوتين قال فيها إن الذين يحاولون افتعال حرب جديدة في دونباس سيدمرون أوكرانيا 
وأوضح أنه خلال الأزمة أعلنت واشنطن تحريك سفينتين حربيتين للبحر الأسود قبل أن تعلن في وقتٍ لاحق تعديل الجدول الزمني لذلك، وفي الوقت نفسه بدأت روسيا مناورات في البحر الأسود لسفن حربية شاركت فيها طائرات ومروحيات وأنظمة دفاع جوي كما أطلقت أوكرانيا مناورات قرب الحدود مع شبه جزيرة القرم بالمدفعيات والدبابات تحاكي صد هجوم للقوات الروسية.

وتابع، ويضم ساحل البحر الأسود ثلاث دول تنتمي إلى حلف الناتو هي تركيا، وبلغاريا، ورومانيا. مبينًا أن موسكو تخشى من اقتراب الناتو أكثر إلى حدودها إذا ما انضمت أوكرانيا إلى الحلف.


الحرب ليست بعيدة 

وفي مقال نشر في المجلة الشهرية الأمريكية، فورين أفيرس، ناقش الكاتبان مايكل كيمدج ومايكل كوفمان الإستعدادات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وإذا ما كانت موسكو تستعد فعليًا لاستخدام القوة العسكرية وغزو بلد أوروبي مرة أخرى ويسرد الكاتبان فكرة مصالح روسيا المهددة في أوكرانيا ورغبتها في إثبات نفسها لاعبًا جيوسياسيًا بالتزامن مع استعداد الردع الأمريكي والأوكراني موضحين أن احتمالات الحرب قد لا تكون بعيدة بحال

ومما جاء في ترجمة المقال، الجيش الروسي يصنف الثاني عالميًا ويصل عدد جنوده إلى مليون وأربعة عشر ألف جندي في حين أن تصنيف الجيش الأوكراني يحتل المرتبة الخامسة والعشرين عالميًا ويصل عدد مجنديه إلى مائتان وخمس وخمسين ألف جندي، وفي حين يمتلك الجيش الروسي خمسة عشر ألف دبابة، وسبع وعشرين ألف مدرعة، وثلاثة آلالاف وثماني مائة رادعة صواريخ، وثلاثة آلاف طائرة مقاتلة، وستمائة قطعة بحرية حربية يمتلك الجيش الأوكراني على الجانب الآخر أربعة آلاف دبابة، وإحدى عشر ألفًا وخمسمائة عربة مدرعة، وستمائة رادعة للصواريخ، وأربعمائة طائرة مقاتلة، وتسعون مروحية، وخمس وعشرون قطعة بحرية حربية. وتتخطى الموازنة المالية العامة للجيش الروسي ٤٣ مليار دولار في حين لم تتجاوز الموازنة المالية للجيش الأوكراني ١٠ مليارات دولار.

وبدأ الكاتبان في استعراض تصويري للحرب التي على حد وصفهم تمثل صراعًا غير محسوم بإمكانها أن تعيد رسم خارطة أوروبا مرة أخرى

ويضع كيمدج تساؤلًا، لماذا قد يخاطر بوتين بقلب الطاولة سياسيًا واقتصاديًا في حين أنه مستفيد بإبقاء الوضع القائم إقليميًا على ما هو عليه، فلا يزال اقتصاد روسيا مستقرًا ولا تزال يد موسكو قابضة على سوق الطاقة الأوربي عبر خط الأنابيب نورد ستريم تو الذي سيرسخ اعتماد ألمانيا على الغاز الطبيعي الروسي ويبقى الخط ماضيًا في عمله رغم العقوبات القانونية، وذلك بالإضافة إلى إعادة موسكو بناء وضعها المالي منذ إقرار العقوبات عليها عام ٢٠١٤ حتى أصبحت تملك في حوزتها ٦٢٠ مليار دولار من الإحتياطي النقدي الأجنبي كما أن لها سطوة معتبرة على أوروبا هذا العام ٢٠٢٢ بالتحديد نظرًا لأسعار الغاز المرتفعة والنقص المتوقع في إمدادات الطاقة. وبينما تتعاظم قوة وثقة روسيا سياسيًا واقتصاديًا فإن انتباه واشنطن وتخصيصها مواردها للمنافسة مع الصين من الممكن أن يكون أقنع بوتين بأن أوكرانيا الآن بقعة ذات أهمية هامشية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

هجوم إعلامي أمريكي على بايدن 

ووصف الكاتب الأمريكي تاكر كارلسون نية الرئيس الأمريكي جو بايدن بإدارة الصراع عسكريًا بين روسيا وأوكرانيا بالمتهورة

وتابع، أن القتال مع روسيا لا يشبه قصف معمر القذافي بالطائرات دون طيار فالصراع مع روسيا يمثل مواجهة يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة بسرعة

وأشار إلى أن نفس الجنرالات الذين فشلوا في هزيمة طالبان سيقودون مع حلف الناتو أمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن الإتحاد السوفيتي يمتلك أسلحة نووية وجوية وأرضية محمية من قبل قوات مسلحة تفوق قوتها جميع الجيوش المشتركة التي كان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقاتلها خلال نصف القرن الماضي

وفي ذات السياق تهكم أحد الإعلاميين في قناة فوكس نيوز على توجه بايدن لإدارة الحرب بطرحه سؤال إن كان الصراع سيجعل الولايات المتحدة أكثر ثراءًا وقوة.