"قنبلة صافر".. كيف يشكل احتجاز الحوثي للناقلة تهديدًا بيئيًا خطيرًا لليمن والمنطقة؟
تثير "قنبلة صافر" التي تعرقل مليشيات الحوثي الإرهابية صيانتها وتفريغها، وتقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام مخاوف العالم من حدوث انفجار أو تسرب.
◄ الأمم المتحدة
وحول هذا الأمر أطلقت الأمم المتحدة، تحذيرا جديدا بشأن ناقلة النفط صافر حيث قالت إن خطر وقوع كارثة وشيكة أمر حقيقي للغاية.
وتحاول مليشيات الحوثي وأد التحركات الأممية في مهدها والتنصل مجددا عن التزاماتها واستثمار الملف سياسيا، إذ سبق أن عرقلت منذ سنوات أي وصول للفرق الفنية إلى متن الناقلة المتهالكة كان آخرها إفشال مفاوضات مع الأمم المتحدة بين فبراير ويونيو الماضيان.
◄ الحكومة اليمنية
وبشكل متكرر حذرت حكومة اليمن المعترف بها دوليا من عراقيل مليشيات الحوثي واعتبرت ذلك تهديدًا بيئيًا خطيرًا يستدعي تحركا فوريا لتجنيب اليمن والمنطقة والعالم من حدوث الكارثة الوشيكة.
وأكدت الحكومة اليمنية، أن الوضع الراهن لناقلة النفط "صافر لا يتحمل إهدار المزيد من الوقت لمراوغات جديدة من قبل ميليشيا الحوثي، الرافضة لكل الحلول التي طرحتها الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية.
وأعلنت الحكومة موافقتها على مقترح الأمم المتحدة لنقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام في ناقلة صافر العائمة التي توصف بأنها "قنبلة موقوتة" تهدد بكارثة بيئية هي الأكبر في التاريخ، إلى سفينة أخرى.
يأتي ذلك غداة إعلان الأمم المتحدة، أنها حققت تقدما مشجعا لإنهاء أزمة الناقلة صافر، الراسية قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن، لكن ميليشيات الحوثي مازالت تتمسك بصيانة العائمة المهددة بالانهيار، في ردها على هذا الإعلان.
وأبلغ وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، خلال لقائه مع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، أن حكومته تدعم مقترح الأمم المتحدة لتخفيف التهديد المحتمل من خزان صافر.
واستعرض غريسلي، المقترح الخاص بخزان صافر، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، معربًا عن تقديره الكبير لموقف الحكومة اليمنية الداعم لجهوده.
وبسبب عدم خضوع السفينة لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام المحمول على متنها (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
وأظهرت صور من الأقمار الصناعية سابقًا، بدء حدوث تسرب نفطي من خزان صافر العائم بميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة في البحر الأحمر غربي اليمن.
وكانت منظمة السلام الأخضر "Greenpeace" الدولية، حذرت مؤخرًا من خطورة حدوث انفجار في خزان النفط العائم "صافر" الذي يرسو قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن، وتأثيره على الدول المطلة على البحر الأحمر.
وكانت تقارير دولية حذرت من وقوع أكبر كارثة بيئية في القرن الـ21 وإحدى أسوأ 10 كوارث في التاريخ، في حال انهيار الخزان النفطي المتآكل والذي لم يخضع لأي صيانة من 5 أعوام جراء الانقلاب الحوثي.
وتقول الحكومة اليمنية إن التعنت الحوثي قد يتسبب بوقوع كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية هي الأكبر في تاريخ البشرية سيتضرر منها ملايين البشر، وستدفع ثمنها المنطقة والعالم لعقود مقبلة.
وطالبت الحكومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم القانونية والأخلاقية والضغط على الحوثيين للسماح على الفور ودون تأخير أو شروط مسبقة بوصول الفريق الفني من الأمم المتحدة لإجراء عملية التقييم والصيانة وتفريغ كميات النفط المخزنة قبل وقوع الكارثة.
وتحذر التقارير أن من شأن أي تسرب نفطي أو انفجار التسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر التي يعتمد عليه قرابة ثلاثين مليون شخص بمن فيهم نحو 1.6 مليون يمني.
◄ مراقبون
وكشف مراقبون بأن التسرب سيدمر نحو 500 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية يستغلها نحو 3 ملايين مزارع و8 آلاف بئر ماء وسيخلف مستويات مضرة من الملوثات الهوائية تؤثر على أكثر من 8 ملايين شخص.
كما ستؤثر الكارثة على قدرة اليمن في استيراد 90% من الأغذية والمساعدات الإنسانية الأخرى، والسلع التجارية التي تحتاج إليها جراء إغلاق ميناء الحديدة.
◄ مجلس الأمن الدولي
وكان مجلس الأمن الدولي، قد حمل مليشيا الحوثي مسؤولية وضع ناقلة صافر، وما سيتسبب به في كارثة بيئية واقتصادية وبحرية وإنسانية لليمن والمنطقة.
وأعرب أعضاء المجلس عن القلق البالغ إزاء الخطر المتزايد من تضرر بدن السفينة أو انفجارها، داعيين الحوثيين إلى السماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة النفطية المتهالكة دون تأخير.