مهنة الأجداد.. "الفجر" يحاور صناع الفخار ويكشفون مزايا وأسرار الصناعة
على بعد أمتار من مدينة دار السلام جنوب محافظة سوهاج، نجد عبدالحميد محمد، 55 عامًا، داخل منزل بالطوب اللبن على الطريق السريع الشرقي يصنع ويبيع الأواني الفخارية، وهي تراث يمتد في صعيد مصر منذ عهد الفراعنة، وهناك أسر تحافظ على عادة تقديم الطعام في الأواني المصنوعة من الفخار، لأنها تحافظ على درجة حرارة الطعام، واحتفاظها بنكهة مميزة بخلاف الأواني المعدنية، وهناك أسر تخصصت في صناعة وتجارة الأواني الفخارية، وأصبحت حرفة تميز تلك الأسر وتراثا يتوارثه الأبناء من الأجداد.
يقول عبدالحميد محمد “55عامًا”، أحد العاملين في صناعة الفخار بسوهاج، لـ بوابة « الفجر» إن عملية التصنيع تتم باستخدام الطين الأسمر والبرام، ويتم وضعهما على دولاب خشبي، حيث يتم تشكيل المنتج، وبعدها يتم وضعها في الشمس، ويتم حرقها بالنار، لافتا إلى أن هناك أهالي من الزمن الجميل، لا تأكل وتشرب إلا في الأواني الفخارية، وبالذات في فصل الشتاء لأن الأواني الفخارية تحتفظ بحرارة الطعام لفترة طويلة بخلاف الأواني المصنعة من المعادن.
ويضيف علي محمد 45 عامًا، يعمل في صناعة الفخار أن الأواني الفخارية تحتفظ بدرجة حرارة الطعام لمدة تصل إلى نصف ساعة، كما أن الزير والبلاص والقلة تعتبر ثلاجات منزلية لتبريد الماء في فصل الصيف، ويتم استخراج الطَفلة الخاصة بها وهي لونها أبيض من الجبال، موضحا أن صناعة الفخار موطنها المراكز الجنوبية بمحافظة سوهاج.
كما أن حركة بيع الأواني الفخارية تنشط في فصل الشتاء، حيث تكثر عملية بيع الطواجن، والبرام، ومنطال الفول، لافتا إلى أن الأسعار ليست مرتفعة فسعر الطاجن يبدأ من 5 جنيهات إلى 25 جنيها، حسب الحجم والجودة، والقلة سعرها يبدأ من 5 جنيهات وحتى 15 جنيها، والبلاص يبدأ سعره من 20 جنيها وحتى 50 جنيها حسب الحجم، وسعر حلة الطبخ تبدأ من 20 جنيها إلى 50 جنيها حسب الحجم والجودة، والزير سعره يبدأ من 50 إلى 80 جنيها.
وذكر "عبدالحميد" أن مهنته ورثها من والده الذي ورثها من جده، لافتا إلى أنه يعمل في تلك المهنة منذ أن كان طفلا، ولا يعرف مهنة غيرها، موضحا أن عملية البيع قديما كانت كبيرة لعدم إقبال الناس على الأواني المصنعة من الألمونيوم، والاستنالس، حتى الثلاجات كانت شحيحة في البيوت، فكانت أغلب الأواني في المنازل من الفخار، لكن مع التطور الذي حدث أصبح الأهالي يتجهون إلى الأواني المصنعة من المعادن، لكن هناك أسرا تحافظ حتى الآن على عادة تقديم الطعام في الأواني الفخارية، لأنهم يعرفون قيمتها.