بيع 135 قطعة أثرية مصرية بمزاد عالمي
بيع 135 قطعة أثرية مصرية بمزاد عالمي.. وخبير: كارثة يجب التدخل لإيقافها
أعلنت صالة مزادات عالمية تدعى تايم لاين Timeline Auctions عن مزاد لبيع 135 قطعة أثرية مصرية قديمة وذلك يوم ٢٢ فبراير ٢٠٢٢م، وتضمنت تلك المجموعة قطع من مختلف العصور بدءًا من العصر المصري القديم وحتى الفترة القبطية، واشتملت على أواني وتوابيت وتماثيل.
ومن ناحيته، قال بسام الشماع المؤرخ المعروف، إن تلك الواقعة غير مسبوقة، وتم تحديد موعدها فى نفس يوم تعامد أشعة الشمس على تماثيل أبو سمبل في مصر حيث يغرب جزء من شمس حضارتنا وتباع آثارنا جهارًا نهارًا فى مزاد علني للأسف الشديد فى حلقة من سلسلة طويلة لسرقة الحضارة المصرية.
وتابع “الشماع” في تصريحات صحفية له، أن قاعة مزادات “تايم لاين” أعلنت عن بيع عددا ضخما من الآثار المصرية، يبلغ عددها 135 قطعة، وهو أمر ذو مؤشر خطير للغاية، حيث أن هذا المزاد يستحق أن تكشر مصر عن أنيابها، ونقطع علاقتنا باتفاقيات اليونسكو، فهي مجرد حبر على ورق.
وأشار الشماع إلى أن اليونسكو قد يتبرع ببعض الأموال للتنقيب والدراسات، ولاكتشاف الآثار، ثم نفس اليونسكو يوافق على بيع الآثار علنًا وعيانًا بيانًا.
وأضاف الشماع أن هذا المزاد يوم 22 فبراير، هذا اليوم المشهود في تاريخ مصر عبر العصور حيث تتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، وإذ في نفس اليوم الذي تصدر فيه الحضارة المصرية القديمة أعظم مشاهدها، تحدد هذه القاعة موعد مزاد لبيع 135 قطعة أثرية لهذه الحضارة.
وقال الشماع إن هذا المزاد يضم عددا من الآثار ترجع لعدد من العصور المصرية القديمة، سواء مصري قديم أو ملكي أو شعبي أو طين محروق وتابوت لسيدة ملون على أعلى مستوى، وقطع من تماثيل وتماثيل وأواني وجرار وقوارير، قطع نسيجية قبطية رائعة، وكتابات يونانية، وتضم المجموعة أيضًا آثار بطلمية وبرديات وأواني للتجميل وأحجار من مواد مختلفة تم نحتها بشكل إبداعي للغاية.
وأكد الشماع أن عدد الآثار المصرية التي سوف تباع في هذا المزاد يوم 22 فبراير يتجاز الـ 135 قطعة بالفعل، وهو رقم مهول ويجب أن يتم التحرك ضده.
وأضاف أن كل قطعة أثرية معها خلفية تاريخية موثقة، أي أن هناك منظومة علمية خلف هذه القاعة التي تقيم المزاد، حيث تم الرجوع لعدد من المصادر المعتبرة، وليس فقط المعلومات التاريخية بل هناك تفاصيل دقيقة متعلقة بكل قطعة، وكيف تم اكتشافها ومتى، وما هي المشابهة لها، وعلى هذا الأساس يتم وضع السعر المبدئي للقطعة.
وأشار الشماع إلى أن إحدى القطع الجميلة للغاية سعرها 2 جنيه استرليني، وفوق أن هذا بيعًا يوصف بالجريمة، هو مهين أيضًا لقيمة الأثر.
وضمن الملاحظات التي قمت برصدها -والكلام للشماع- أن بعض القطع مدون عليها، أنه تم مراجعة القطعة مع قائمة الإنتربول، أي أن هذه القطعة غير مطلوب ضبطها على قائمة الإنتربول.
وختم الشماع بصرخة استغاثة مخاطبًا فيها كل مهتم غيور على الحضارة، أين الشعوب التي تتباهى بأنها تحافظ على الحضارة كيف توافق على بيعها بهذا الشكل والثمن البخس؟، أين المنظمات التي تتفاخر دومًا بأنها ترعى وترمم الحضارة في أنحاء العالم؟ أليس من الواجب أن تقاطع الشعوب مثل هذه المزادات بل وأن تسعى لإيقافها؟.
وأثنى الشماع على إدارة الآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار، وقال إن هذه الإدارة قامت بكل ما يمكن أن تقوم به، ويجب أن تتضافر كل الجهود وتتعاون كل الجهات المعنية سواء في مصر أو غيرها من الدول لإيقاف هذا المزاد، الذي ليس فقط يستهين بحضارة مصر بل هو يستهين بالحضارة بوجه عام.