صعق كهربائي وحقنة فولتارين.. "الفجر" تحاور أسرة الطفلة اليمنية "لقاء" بعد تعذيبها على يد عمها ببولاق (فيديو وصور)

"صعق كهربائي وربط بالحبال وكي بالنار".. كان حال الطفلة "لقاء جهاد" تبلغ من العمر 13عامًا يمنية الجنسية، بعد وصلة تعذيب هي وأشقائها على يد عمها ويدعى "عبد الله" البالغ من العمر 21عامًا، بعدما تركت الأم بناتها  في حضانة الأب حسب القانون اليمني، وعاشن الثلاثة أطفال مع زوجة الأب بعد سفره للخارج، تحت رعاية العم، وبعد كثره الضرب  فارقت إحداهن الحياة، ليرحل هذا الملاك الصغير عن عالمنا تاركًا خلفه قسوة العالم الذي أصبح مليئًا بالعنف والإيذاء والضرر.

المروع في الجريمة أن الأب هو من طلب من شقيقه الذهاب إلى بناته لكي يضربهن، وكان يشاهد كل ما يحدث من خلال كاميرات المراقبة التي ثبتها في الشقة ويتابعها من خلال الإنترنت، بل ويشرف بنفسه من خلال التواصل مع شقيقه على تعذيبهن، وفوق كل هذا وذاك أنه حاول تهريب المجرم بعد مقتل إحداهن.

انتقلت محررة "الفجر" إلى منزل والدة الضحية لكشف كواليس القضية.
 

الأم: “حرمني من بناتي الثلاثة”

بصوت مبحوح حزنًا على طفلتها الملاك، تقول "منار عبد الكريم" والده الطفلة "لقاء" البالغة من العمر 13عامًا، "بنتي اتقتلت على يد عمها بأمر من أبوها بتعذيبها وضربها"، موضحة منذ انفصالها من زوجها ويدعى "جهاد عبيد قاسم" البالغ من العمر 36عامًا، من 6 سنوات، وحسب القانون اليمني يكون ملكية الحضانة للأب، فطلبت منه أن بناتي الثلاثة يزوروني، بالفعل حدث ذلك لفترة قصيرة، ولكن بعد فترة تزوج من امرأة أخرى وأقام في مصر، ثم ذهب بمفرده للعمل بأمريكا، وظل الأطفال الثلاثة برفقة زوجة الأب، وعمهم ويدعى "عبدالله كمال ويبلغ من العمر 21عامًا، وهو كان مقيم بمصر للدراسة.

كنت تلك الفترة على اتصال بأطفالي الثلاثة وهم (لقاء 13عامًا، سيما 10سنوات، ريماس 8 سنوات)، وتتابع الأم حديثها، "ومنذ عام بالتحديد قُطعت جميع الاتصالات رافضًا الزوج التواصل مع أطفالي، “كنت في ذلك الوقت أعيش باليمن، وأطفالي بمصر مع الزوجة الثانية، كان قلبي يتقطع من أجلهن لعدم رؤيتهن”.

الأم: كان في جسدها آثار تعذيب

وتستطرد والدة الطفة "لقاء "حديثها لـ "الفجر"، وفي يوم 9 يناير تفاجئنا باتصال هاتفي من مصر يبلغنا أن "لقاء توفيت"، أسرعنا على الفور للقاهرة، وعلمنا أن بجسد الطفلة آثار تعذيب في مناطق متفرقة بجسدها، قومنا بإبلاغ الشرطة لأنها جريمة.

الأم: كانت البنات بتتعذب وخافوا يقولولنا

وتواصل الأم حديثها عن رحلة تعذيب الطفلة، "علمنا من بناتى الاثنتين عند مقابلتهن، بأن عمهم "عبدالله" كان يقسو عليهن ويقوم بضربهن للتعليم واستذكار الدروس وحفظ القرآن الكريم، ولكن كان تربيته له بقسوة وبتعذيب، فكان يعذبهن بأنواع عديدة للتعذيب، "بناتي خبوا عليا أنهم بيضربوا وبيتعذبوا عشان التعليم، وخافوا يقولولنا عشان خايفين منهم".

خال الطفلة: الأب أعطى أوامر لشقيقة ليعذب البنات

ويلتقط الحديث "محمود عبد الكريم" خال الطفلة، قائلًا: "الأب مشترك في قتل طفلته لقاء لإعطائه الأوامر لشقيقه الأصغر بضربهن من أجل التعليم أو أي شيء آخر"، كاشفًا عن الجانب المظلم لحياة هؤلاء الأطفال، منذ أن ترك البنات الثلاثة مع الزوجة الثانية في مصر، وأقام في أمريكا من أجل العمل، كان يضع كاميرات مراقبة في الشقة من أجل رؤية كل شيء يحدث، وكان يطلب من شقيقه بضرب البنات، ويطلب من زوجته أنت تجلس بداخل الغرفة أثناء تواجد شقيقه، قائلًا: "الزوجة كانت بتشوف تعذيبهم وتبلغ الأب بكل حاجة البنات بيعملوها".

العم كان بيعذبها بالصعق الكهربائي والكي بالنار

من جانبه، كشف خال الضحية، أن الأب وضع كاميرات مراقبة في الشقة وكان يراقب كل شيء ويوصي عمهم بضربهم وتعذيبهم بعدة أنواع مثل الصعق الكهربائي، ويربطهم بالحبال و"اللزق البلاستيك" و"الكي بالنار"، ويضربهم بالعصا، ولكن البنات لم يتحدثوا مع والدتهم عما يتعرضن له، وفي يوم الواقعة طلب الأب من شقيقه أن يضرب البنات مرة أخرى.

الأب أمر العم بإعطاء الطفلة حقنة فولتارين

ويواصل الخال حديثه عن أحداث يوم الواقعة، "ذهب العم إليهن وربط "لقاء" و"ريماس" في العامود، وبدأ في تعذيبهن حتى تقيأت "لقاء"، فطلب منه التوقف لأنها قد تموت، وبعدها فكها من العامود ولكن وجدها لا تتنفس، فقال له الأب: "دي بتمثل عليك هاتلها حقنة فولتارين وهتفوق"، ولكن بعد حقنها بالفولتارين لم تستيقظ، فعلموا أنها توفت فهرب العم خوفًا من القبض عليه.

وأوضح الخال أن زوجة الأب كانت مع البنات في الشقة، وبعدها تواصل الأب مع صاحب الشقة الذي استأجر منه وقال له: "بنتي شكلها تعبانة روح شوفها"، ولكن قبل ذلك تأكد أن شقيقه سافر إلى الخارج، ولكن عندما ذهب صاحب الشقة إلى الفتاة وجدت أنها ماتت، وجاء مندوبًا من السفارة وفحص الجثة، وبعدها اتخذت الإجراءات القانونية المناسبة.

سرعة القبض على المتهمين

وتطالب والدة الطفلة، بسرعة القبض على المتهمين الأب والعم وزوجة الأب لأنها متسترة على الجريمة، والقصاص لنجلتها. 

التحقيقات واستماع الأقوال

تباشر النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في مقتل طفلة يمينية تبلغ من العمر 13سنة على يد عمها، داخل شقة بفيصل ببولاق الدكرور.

واستمعت النيابة لأقوال والدة الطفلة، أن والد الطفلة "لقاء" مقيم بأمريكا، وكلف العم بمتابعة بناته الثلاثة المقيمين مع زوجته الثانية، بعدما أخذهم في حضانته حسب القانون اليمني، وكانت تشاهد الأطفال كل فترة، إلا أنها تفاجئت بوفاتها.

وأفادت الأم، أنها علمت بعد ذلك أنها كانت تتعرض للتعذيب والضرب بشتى أنواعه على يد العم بتكليف من والدهم، بحجه تربيتهم واستذكار الدروس.

فيما استمعت النيابة لأقوال زوجة الأب، مؤكدة أن الأطفال الثلاثة كانوا يتعرضن للضرب والقسوة على يد عمهم، وأن المتهم اعتدى على الطفلة بالضرب مما أسفر عن إلحاق عدة إصابات بها وفارقت الحياة.

تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغا يفيد وفاة طفلة ووجود شبهة جنائية في الوفاة، داخل شقة بمنطقة فيصل ببولاق الدكرور.

انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وبمناظرة جثة الطفلة البالغة من العمر نحو 13 سنة، تبين وجود إصابات نتيجة تعرضها لاعتداء بالضرب.

وتوصلت تحريات رجال المباحث إلى أن عم الطفلة وراء ارتكاب الجريمة، حيث اعتدى عليها بالضرب، بسبب عدم استذكارها الدروس، مما أسفر عن إصابتها بحالة إعياء لتفارق الحياة متأثرة بالإصابات التي لحقت بها.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المتهم، وحُرر محضرا بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.