بعد حريق الحسين.. خبير: حان وقت إزالة إشغالات القاهرة التاريخية
وصف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن التعديات والإشغالات بمحيط القاهرة التاريخية خاصة منطقة الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمي، بالقنبلة الموقوتة، مشيرا إلى أنه يجب تداركها من الآن وعلى وجه السرعة بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار ووزارة الأوقاف ووزارة الإسكان ومحافظة القاهرة خاصة فى ظل تبنى الدولة لترميم وإعادة توظيف القاهرة التاريخية
وأشار الدكتور ريحان إلى أن القاهرة التاريخية سجلت تراث عالمى استثنائى باليونسكو عام 1979 وتشمل مناطاق: منطقة القلعة وابن طولون ومنطقة الجمالية والمنطقة منباب الفتوح إلى جامع الحسين ومنطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى وتم وضع حدود لها واشتراطات معتمدة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنميةالعمرانية طبقًا للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011
وأوضح ريحان أن منطقة شارع المعز لدين الله الفاطمي ومنطقة الأزهر والحسين لها أهمية تاريخية وسياحية كبرى فهي من أكثر مواقع الآثار الإسلامية جذبًا للسياحة المحلية والعالمية، ويبدأ شارع المعز من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200متر، وهو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذى قامت وزارة السياحة والآثار بتطوير الجزء الشمالى منه والذي يبدأ ببوابة الفتوح ليكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية، ويتبقى تطوير الجزء الجنوبى منه والذى يضم شارع الخيامية والمغربلين وباب النصر، كما يمتد شارع المعز لدين الله إلى شارع الجمالية من ناحية الشرق ويتقاطع عرضيًا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.
وأضاف أن الشارع يضم عدة آثار تبدأ من الشمال بباب الفتوح، جامع الحاكم بأمر الله، مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار، الجامع الأقمر، حمام السلطان إينال، المدرسة الكاملية، سبيل محمد على بالنحاسين، مسجد ومدرسة الظاهر برقوق، مجموعة السلطان قلاوون، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، سبيل وكتاب خسرو باشا، مسجد ومدرسة الأشرف برسباى، مجموعة السلطان الغورى، سبيل محمد على بالعقادين، جامع المؤيد شيخ، وكالة نفيسة البيضاء، سبيل نفيسة البيضاء، باب زويلة، هذا علاوة على معالم الشارع مع الشوارع المتقاطعة ومن أمثلتها تقاطعه مع الجمالية حيث بيت السحيمى ووكالة بازرعة.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن هذا الشارع ومنطقة الأزهر والحسين والقاهرة التاريخية عمومًا تواجه عدة تحديات، فهو الشارع الأثرى الوحيد فى العالم الذى يضم هذا التنوع الفريد من الآثار الإسلامية لعصور مختلفة فى مكان واحد ومازالت مشكلة التداخل بين الآثار وورش الحرف التراثية وبازارات بيع العاديات والمساكن والمطاعم والإشغالات المختلفة تهدد آثار هذا الشارع من وجود أنابيب بوتجاز بالمطاعم ومخازن للبضائع وأسقف خشبية عليها مواد مخزّنة لبعض المحلات علاوة على المنازل السكنية بالشارع وكل هذا يهدد بحدوث حرائق تهدد آثار الشارع بأكمله والإشغالات المختلفة تشوه الشكل الجمالى وتقضى على جماليات الرؤية البصرية السياحية للشارع رغم كل ما حدث به من تطوير.
ولفت الدكتور ريحان بأن الحلول تكمن فى تفريغ الشارع بالكامل من كل الإشغالات بالتعاون بين الجهات المعنية وإنشاء مدينة حرفية للورش قريبة من الموقع ويقترح منطقة الدراسة مع إخلاء المساكن الموجودة بالشارع وتعويض سكانها بمساكن أخرى وهدم هذه المنازل تمامًا وتحويلها إلى مناطق خدمات للمواقع الأثرية تشمل استراحات ومراكز معلومات بشكل جمالى يتوافق مع طبيعة الشارع وإنشاء بوابة أمن مزودة بالأجهزة الحديثة للتفتيش على الشارع عند باب الفتوح وعند مدخل الجزء الذى تم تطويره المواجه لمدرسة السلطان الغورى ومنع دخول أى نوع من السيارات نهائيًا ويتم توفير عددًا من السيارات السياحية (طفطف) لعمل جولة سياحية للتعرف على معالم الشارع الأثرية وعمل خطة لتطوير الجزء الجنوبى للشارع وتطبيق ما يتم بالجزء الشمالى عليه قبل التطوير ليكون الشارع خالى تمامًا من أية إشغالات على أن تضم ورشة الحرفيين كل الحرف التراثية بالشارع من نحاسين وخيامية ومغربلين وصنّاع العاديات والمنتجات التراثية المختلفة أى الفصل التام بين الآثار وتصنيع الحرف الأثرية ويكتفى ببازارات عرض المنتجات التراثية أمّا كافة الخدمات من مطاعم وكافتيريات وخدمات تكون خارج نطاق المنطقة
وطالب الدكتور ريحان بأن تقوم الكليات العملية والفنية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ككليات الهندسة والآثار والفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بعمل مراسم دائمة فى المنطقة لعمل لوحات ومنحوتات أمام السائح تضفى جمالًا ورونقًا على الشارع وتحقق مزيد من فرص العمل للطلبة والخريجين كما سيساهم فى الترويج السياحى للمنطقة وهذا مطبق فى المواقع الأثرية والسياحية بمدينة برشلونة بأسبانيا، وكذلك الترويج لمنتجات مصنع المستنسخات الأثرية الخاص بوزارة السياحة والآثار لتكون كل معروضات خان الخليلى منه للقضاء على المنتجات الصينية التى تشوه معالم الحضارة المصرية وتسيء إلى سمعة الشارع العالمية.
وأكد الدكتور ريحان أن القاهرة التاريخية سجلت قيمة عالمية استثنائية بناءً على عدة معايير يجب الحفاظ عليها وتعزيز قيمتها فالقاهرة التاريخية تعبر بتكوينها وأسوارها عنروائع العمارة الإسلامية حيث تتكامل فيها وظائف متعددةبتفرد شديد كما تعتبر القاهرة نموذجًا لمدينة سكنية متكاملةبكافة وظائفها مثلت تفاعل المسلم مع بيئته فأنتجت تراثا متميزا يعبر عن طبقات زمنية متلاحقة فى تناغم شديد كما اقترنت القاهرة بأحداث عدة وفترات حكم مختلفة كونت تراثها المعمارى وما زالت حتى الآن، حيث إنها من أقدم مدن التراث الحى المستعمل نسبيًا حتى الآن وكذلك اقترنت بالعديد من المصنفات الأدبية التى سجلت مع ملف الترشيح كما فى ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية.