123.9 مليار دولار إيرادات “أبل” خلال الربع الأخير من 2021
أعلنت شركة أبل الأمريكية مبيعات قياسية خلال الربع الأخير من 2021، الذي يتخلله موسم العطلات، محققة أرباحا فاقت التوقعات، بينما تتغلب على النقص العالمي المكلف في رقائق الكمبيوتر.
وبلغ إجمالي إيرادات "أبل" في الربع الأول من سنتها المالية التي انطلقت في تشرين الأول (أكتوبر) 123.9 مليار دولار وهي الأعلى في تاريخ الشركة، بزيادة 11 في المائة عن العام الماضي وأعلى من متوسط تقديرات المحللين البالغ 118.7 مليار دولار. وبلغت الأرباح 34.6 مليار دولار، أو 2.10 دولار للسهم، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 31 مليارا و1.89 دولار للسهم.
وقاد هاتف آيفون 13، الذي بدأ طرحه قبل أيام من بداية الربع الرابع من 2021، مبيعات هواتف أبل عالميا بإيرادات 71.6 مليار دولار، بزيادة 9 في المائة عن موسم عطلات 2020، وهو ما تجاوز بسهولة توقعات "وول ستريت"، وفقا لبيانات رفينيتيف.
ويرجع ارتفاع المبيعات إلى عدد قياسي من التحديثات في أجهزة "آيفون" الجديدة وزيادة في خانة العشرات لعدد الأشخاص الذين يتحولون إلى اقتناء منتجات "أبل" بعد أن كانوا يستخدمون أجهزة شركات منافسة.
وبحسب "رويترز"، قال محللون إن الشركة المصنعة لهواتف آيفون، وهي أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، تعاملت مع تحديات سلاسل التوريد مثل إغلاق المصانع وتأخير الشحن الناجم عن جائحة فيروس كورونا على نحو أفضل من نظيراتها.
ارتفعت أسهم "أبل" بنحو 5 في المائة في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الأول، ما يعوض نصف خسائرها على مدار العام. وجاءت المكاسب بعد أن أعلنت الشركة طموحاتها في مجال الواقع المعزز.
وزاد الطلب على منتجات الشركة من هواتف آيفون وأجهزة آيباد وغيرها خلال الربع الرابع عما عرضته، ما كلفها مبيعات تجاوزت ستة مليارات دولار، أو بما يتماشى مع ما كانت تخشاه.
ومع ذلك، استخدمت "أبل"، أكبر عملاء عديد من مورديها لقطع الغيار والمكونات، قوتها الشرائية للضغط على هؤلاء الموردين لشحن ما يكفي من الأدوات لزيادة المبيعات القياسية لمنتجات "آيفون" و"ماك" والأجهزة التي يمكن وضعها على الجسم، مثل الساعات الذكية، والملحقات.
وأفاد مسؤولو الشركة التنفيذيون بأن نقص الرقائق يؤثر في الأغلب على النماذج القديمة من منتجاتها ويؤدي بشكل خاص إلى تباطؤ مبيعات الكمبيوتر اللوحي "آيباد".
قال رايان ريث، الذي يدرس سوق الهواتف الذكية، "لقد اجتازت مشكلات سلاسل التوريد بشكل أفضل من الجميع، وهذا يظهر في النتائج".
وذكرت "أبل" أن أكثر أربعة هواتف مبيعا في المناطق الحضرية في الصين كانت جميعها من طرازات "آيفون"، في ظل ما وجده المنافسون من صعوبة في طرح منتجات منافسة. وذكرت شركة كاونتربوينت ريسيرش للأبحاث الأربعاء، أن "أبل" كانت أكثر الشركات من حيث المبيعات في الصين لأول مرة منذ ستة أعوام.
وتساعد مبيعات "أبل" المتزايدة لخدمات مثل الموسيقى والتلفزيون واشتراكات اللياقة البدنية أيضا في تخفيف وطأة انخفاض المعروض من الأجهزة.
قالت الشركة إن لديها حاليا 785 مليون مشترك عبر ما لا يقل عن سبع خدمات وتطبيقات باشتراكات، بزيادة 40 مليونا عن الربع السابق في وقت يشهد فيه منافسون، مثل "نتفليكس"، تباطؤا في النمو.
وقال لوكا مايستري مدير "أبل" المالي إن تراجع النقص في الرقائق يعني خسارة أقل من ستة مليارات دولار في الإيرادات في الربع الحالي. لكنه رفض تقديم مزيد من التقديرات المستقبلية.
وأضاف "مستوى النقص سيعتمد كثيرا على الشركات الأخرى، وعلى حجم الطلب على الرقائق من الشركات والصناعات الأخرى".
وحذر مايستري من أن نمو الإيرادات سيتباطأ في الربع الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي بسبب أسعار صرف العملات الأجنبية الأقل ملاءمة وتواريخ إطلاق المنتجات المختلفة.
وكانت أجهزة آيباد هي الوحيدة من إنتاج الشركة التي كانت دون التوقعات. فقد انخفضت مبيعاتها 14 في المائة إلى 7.25 مليار دولار مقارنة بتقديرات المحللين 8.2 مليار، في تأكيد على ما يبدو لتوقعات الصناعة بأن الأجهزة اللوحية ستكون ذات أولوية منخفضة بالنسبة لأي مكونات شحيحة المعروض.
وتجاوزت القطاعات الرئيسة الأخرى في "أبل" تقديرات "وول ستريت". فقد ارتفعت إيرادات الخدمات والتطبيقات، ثاني أكبر قطاع في "أبل" بعد "آيفون"، 24 في المائة إلى 19.5 مليار دولار.
وزادت كذلك إيرادات أجهزة كمبيوتر ماك 25 في المائة إلى 10.9 مليار دولار، وقالت "أبل" إن الأرباع الستة الماضية كانت الأفضل بالنسبة لمبيعات "ماك".
وزادت مبيعات الأجهزة القابلة للوضع على الجسم والملحقات، ومنها جهاز التتبع "إير تاج" الجديد، 13 في المائة إلى 14.7 مليار دولار.
وسرعت جائحة كورونا من وتيرة الاعتماد على الأدوات الرقمية في الاتصال والتعلم والترفيه، ما دفع "أبل" إلى زيادة المبيعات على مدار العامين الماضيين.
لكن المستثمرين هذا العام يعمدون إلى تحويل الأموال نحو أصول أكثر أمانا والابتعاد عن أسهم التكنولوجيا مثل "أبل" التي ارتفعت خلال الجائحة مع قضاء الناس وقتا أطول على الإنترنت.
وثمة تساؤلات في "وول ستريت" عن المدة التي ستستغرقها "أبل" لتقديم منتجها الكبير التالي، مثل سماعة الواقع المعزز من أجل خوض غمار عالم ميتافيرس.
قال تيم كوك الرئيس التنفيذي للمستثمرين الخميس "نرى كثيرا من الإمكانات في هذا المجال ونستثمر وفقا لذلك".
وتسبب النقص العالمي في المكونات الإلكترونية في شل صناعات كثيرة، من الإلكترونيات إلى السيارات، لكن ذلك لا يسري على شركة أبل التي حققت مبيعات قياسية جديدة خلال موسم العطلات.
وقال كوك "على الرغم من الجائحة، حققنا أعلى إيرادات في تاريخ شركة أبل".
وأضاف "سجلنا أرقاما قياسية في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة وشهدنا نموا في الإيرادات في كل فئاتنا باستثناء "آيباد" التي تعثرت بسبب تحديات سلسلة التوريد".
وبات لدى "أبل" 1.8 مليار جهاز قيد الاستخدام في كل أنحاء العالم.
كانت نتائج الشركة المصنعة لهواتف آيفون متوقعة، في ظل النقص العالمي في أشباه الموصلات الناتج عن ارتفاع الطلب على الأجهزة والخدمات المتصلة بالإنترنت وحالات تأخير الإنتاج في المصانع بسبب الجائحة.
وقال دان إيفز المحلل في شركة ويدبوش "نعتقد أن شركة أبل باعت أكثر من 40 مليون جهاز آيفون في موسم العطلات، وهو رقم قياسي" للمجموعة على الرغم من "حالات النقص".
وعد أن "قضية الشرائح الإلكترونية مؤقتة في رأينا".
اضطرت "أبل"، على غرار سائر الشركات، إلى خفض أهدافها الإنتاجية حتى نهاية 2021، ولا سيما بالنسبة إلى هواتف iPhone 13 التي طرحتها الشركة في الخريف.
لكن يبدو أن الأسوأ قد انتهى بالنسبة للمجموعة الأمريكية العملاقة التي تتوقع صعوبات أقل خلال الربع الحالي مقارنة بالربع السابق.