الأنبا بولا: غرامة ٢٠٠٠ جنيه على مرتديات الملابس الخادشة فى إيبارشية طنطا
تشهد الكنيسة الأرثوذكسية حالة من الجدل عقب صدور قرارات تستهدف فرض «الحشمة» عى طقوس الزواج أو ما يسمى الإكليل، وتجاوزته بعض الإيبارشيات بقرارات تخص منع الشباب من دخول الكنيسة بـ «الشورت» أو ببنطلون جينز ممزق يكشف بعض أجزاء من الجسد، ولضمان الالتزام قررت إيبارشية طنطا على سبيل المثال تطبيق غرامات على مخالفى قراراتها بهذا الشأن.
البعض فسر الأمر بأن ذلك يأتى التزامًا بوصايا الكتاب المقدس، وهو مبرر خرج من الجانب الرسمى «الكنيسة»، فى حين يرى آخرون من الجانب الشعبى أن «الاحتشام» فى حد ذاته لفظ فضفاض، يراه الناس، كل حسب وجهة نظرة.
بداية مسيرة الحفاظ على الحشمة التى أطلقها الراحل الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى، الذى كان قد أصدر أكثر من قرار وتصريح يطالب القبطيات بالاحتشام داخل الكنيسة، منها قراره بالتنبيه على الفتيات اللاتى تزيد أعمارهن على ١١ عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار، مع عدم وضع ماكياج أثناء التناول.
إيبارشية طنطا برئاسة المطران الأنبا بولا، قررت من جانبها عبر بيان أصدرته إلزام جميع الكنائس التابعة بتقديم ما أسمته جرعات تعليمية مكثفة عن «الاحتشام»، من خلال العظات التى تتم فى اجتماعات الشباب والخريجين والخدام، وكما قال البيان فى جميع مراحل التربية الكنسية، وأيضا عظات القداسات الإلهية، مع عمل «نبذات» مطبوعة بصفة دورية، مدعمة بآيات الكتاب وأقوال الآباء.
وينص البيان على إنه من منطلق القدوة والنموذج، لا يسمح لأى خادمة بحضور القداس دون لبس الإيشارب (غطاء الرأس)، ونشر هذا الوعى فى جميع مراحل الخدمة، مع عدم السماح للشباب بالدخول من بوابة الكنيسة بـ «الشورت» أو بـ «بنطلون ممزق» يكشف أجزاء من الساق، وهو ما ينطبق على الشابات أيضًا.
وعند حجز الإكليل وفى الخطوبات يتم توقيع تعهد من العروسين وأولياء أمورهما بالالتزام بملابس الاحتشام، هما وأقاربهما، وأن يدون على كارت الدعوة سواء المطبوع أو المرسل عبر وسائل التواصل الاجتماعى عبارة: «غير مسموح بحضور الإكليل أو الخطوبة بملابس غير محتشمة».
وأوضح البيان أنه لن يتم تأكيد الحجز إلا بعد التأكد من صياغة الدعوة بهذا الشكل مع الجهة المختصة بالحجز، كما يلتزم العروسان أو أسرتيهما بالتوقيع على كارت إرشادى يبين حدود الملابس غير المسموح بدخول مرتاديها الكنيسة، مع فرض مبلغ تأمين قدره ٢٠٠٠ جنيه، لا يرد حال عدم الالتزام أو التجاوز فى البنود السابقة.
فى البيان أيضًا إشارة إلى أن على كل كنيسة تعيين أمن نسائى بزى موحد، وتحقيق شخصية، مهمته مراقبة تنفيذ التعليمات على بوابات الكنيسة، ولأفراد الأمن النسائى سلطة منع المخالفين من الدخول، كما يفوض الآباء الكهنة بإيقاف الصلوات وإخراج المخالفين من الكنيسة لضمان استمرار الصلوات.
واختتم البيان بالإشارة إلى أن الخادمات المخالفات يتم إيقافهن ويحالن لآباء الاعتراف لإرشادهن وإقرارهن بالتوبة والعودة للالتزام، على ألا يتم عودتهن للخدمة إلا بعد العرض على لجنة مختصة.
وفى وقت سابق وزعت كنائس إيبراشية السويس، برئاسة الأنبا بموا، منشورًا نص على إلغاء زينة الكنائس فى الأفراح (الأكليل)»، حال التأخر عن الموعد المحدد، ويلزم كل حاجز بسداد غرامة تأخير ضمن رسوم الإكليل، يستردها عند الالتزام بالموعد المحدد، مع التأكيد على ضرورة الاحتشام فى الملبس خلال حضور المناسبات المختلفة، خاصة فى الأفراح، وهذا يسرى على «العروس والمدعوات».
وقال أسقف السويس إنه فى حال حضور سيدة بملابس «غير محتشمة» فعليها ارتداء «برنص طويل» من باب الكنيسة الخارجى وحتى نهاية صلوات السر المقدس.
وساهمت إيبارشية المنوفية بمنع الأنبا بنيامين إقامة الأفراح خارج الكنيسة، والاكتفاء بالحضور إلى القاعة الملحقة بالكنيسة بشكل هادئ، دون رقص أو أغان، على أن يسدد العريس مبلغ تأمين لا يسترده إلا بعد التأكد من عدم إقامته فرح، وفى حالة إصرار العروسين على إقامة فرح خارج قاعة الكنيسة يمتنع الكهنة عن إقامة صلاة الأكليل.
وتحت عنوان «مفهوم الفرح»، كان قد صدر بيان للأنبا بنيامين، قال فيه: «توجد فرص كثيرة نفرح بها مثل الأعياد، وكذلك الترقى فى المناصب، والنجاح لمن فى مراحل الدراسة، وكذلك الأفراح فى سر الزيجة المقدس، وهذه قضية لا أعتقد أن أحدًا لا يعرف ما يحدث فيها من تجاوزات كثيرة، كالأفراح العالمية من رقص وخلاعة وعرى وخمر وعناء».
وأضاف: قوانين الكنيسة توجب على المسيحيين ألا تتحول أيام العرس إلى أيام خجل ولعنة، بما اعتاد بعضهم أن يقوموا به من خلاعة غير لائقة، وعليهم ألا يشتركوا فى الرقص والخلاعة، بل يتجنبوا هذا التهريج لأنه لا يليق بسلوك المسيحيين، ولا يجوز للإكليروس أن يقيموا حفلات طرب ورقص وخلاعة.
وذكر أن «المجمع المسكونى منع تمامًا حفلات الرقص والأغانى، وكل من لا ينفذ هذا القانون إن كان شماسًا أو كاهنًا، فإنه يُشلح من كهنوته، وإن كان علمانيًا يقطع من الكنيسة.. يجب على رجال الكهنوت أن يمنعوا كل ما هو غير لائق فى أى عرس وزواج».