رامى رشدي يكتب: الأسئلة الصعبة لمغامرة المنتخب الوطنى فى أدغال إفريقيا
لاشك أن ما قدمه المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الإفريقية حتى الآن، لم يلق قبول الجماهير أو النقاد الرياضيين، فمنتخب مصر بلا أنياب حقيقية ولم يقدم أوراق اعتماده، كمرشح للذهاب بعيدا فى تلك البطولة المفضلة للمصريين، بشهادة الأرقام القياسية التى تتصدرها مصر بعدد مرات الفوز بها والتى وصلت لـ٧ بطولات قارية.
وبات شعار «التامنة عايزنها» هو حال جماهير الكرة المصرية، خاصة أن المعطيات الحالية تقول: بأننا نمتلك منتخب فيه نجمًا عالميًا مثل محمد صلاح، ونجومًا تتألق فى الدوريات الأوروبية أمثال «عمرو مرموش، ومصطفى محمد، ومحمد الننى، ومحمود تريزيجيه»، بالإضافة لنجوم الصف الأول فى الأندية المصرية المسيطرة على عرش الكرة الإفريقية فى السنوات الأخيرة، ومدير فنى يتمتع بـ(cv) قوى وهو البرتغالى كيروش الذى بات لغزًا محيرًا، فقد بريقه سريعا مع بدايات التحضير للبطولة، انطلاق من تصريحاته بأنه لن ينافس على البطولة، ولوح بعقده، وأنه حزم حقائبه صوب مصر، من أجل التأهل لمنافسات كأس العالم ٢٠٢٢، الأمر الذى لم يلق قبولا فى الشارع المصرى، مما دفعه للعدول عنها بعد ذلك.
خاصة بعد تغريدة قائد منتخب مصر ونجمها العالمى محمد صلاح ونشر عبر حسابه بموقع «تويتر» قال: «الطريق مش سهل بس إحنا هنحارب علشان نرجع بالكاس، خليكوا فى ظهرنا».
تلك التغريدة التى هدأت من حالة الغليان على كيروش، والتى لم تستمر طويلا، خاصة عقب الخسارة فى المباراة الأولى من منتخب نيجيريا، بعد أداء كارثى وتشكيل متوقع، لكن مع تغيير فى مراكز اللاعبين، ساهم فى الشكل والصورة الباهتة التى كان عليها منتخب مصر.
وكعادة المصريين فى إرثهم الثقافى وموروثهم الشعبى فى التهكم على حالهم حيال المواقف الصعبة، فنال كيروش نصيبه من السخرية من فكره وتشكيله بتعليقات من بينها «الحمد لله إن محمد الشناوى حارس المرمى لعب فى مركزه منزلوش لعب فى نص الملعب»، ووصفوه «بالمؤلف».
حاول كيروش فى المباراة الثانية أمام منتخب غينيا بيساو، تعديل الأمور فى التشكيل ومراكز اللاعبين، لكن طريقة لعبه ظلت كما هى ٤/ ٣ / ٣ بوجود لاعب وسط مدافع رقم «٦» بمهام دافعية، ولاعبين رقم «٨» بمهام هجومية يمين ويسار الملعب، وتحرير الظهريين هجوميا، وهى «نسخة» من طريقة لعب يورجن كلوب المدير الفنى لنادى ليفربول الإنجليزى.
وتجاهل تماما الطريقة الكلاسيكة للاعب المصرى ٤/٢/٣/١ بوجود لاعبين رقم «٦» فى وسط الملعب ووجود لاعب صانع ألعاب رقم «١٠»، ومهام هجومية للجناحين.
وتلك الطريقة والخطة التى يتقنها لاعبو الجيل الحالى للمنتخب الوطنى جيدا منذ سنوات.
لكن مع كيروش الذى يمتلك خطة يعتمدها العالم حاليا، ويريد تطبيقها على أرض الملعب ولكن هناك شيئًا ما يحول دون ذلك، كذلك حال اللاعبين المصريين الذى يريدون أن يقوموا بتنفيذ فكر وخطة المدرب، لكن هناك فجوة ما، وما يحدث على أرضية الملعب ما هى إلا اجتهادات اللاعبين، الأمر الذى ظهر عليه المنتخب بتلك الصورة النجاتيف.
وبقى لنا مجموعة من الأسئلة الصعبة التى نحتاج للإجابة عليه: هل اتحاد الكرة الحالى أو السابق أو اللجان السابقة، كان لديها خطة واضحة وطموحة لمستقبل الكرة المصرية؟ هل يعرفون تاريخ هذا الرجل وطريقته التى لا يغيرها مهما حل، أو أرتحل؟ هل كانوا لا يعرفون الفكر الدفاعى لهيكتور كوبر المدير الفنى الأسبق؟ لماذا تم الإصرار على حسام البدرى والدفع به رغم افتقاره للشعبية؟ هل بقى جيل حسن شحاتة وتاريخه لعنة تطارد الجيل الحالى والأجيال القادمة؟ هل محمد صلاح ليفربول ليس محمد صلاح منتخب مصر؟ هل محمد صلاح لا يصلح أن يكون كابتن منتخب مصر؟.
نتمنى أن تكون الإجابة عن كل هذا هى «التامنة عايزنها».