مختار العبيدي يكتب.. كيف نروض أسود الأطلس؟
يبدو أن كرة القدم تريد بقوة اختبار القدرات التدريبية للسيد كارلوس كيروش الذي ينكر أحد مسيرته التدريبية الكبيرة التي عمل خلالها مدربا للعديد من الأندية والمنتخبات العريقة كريال مدريد ومانشستر يونايتد ومنتخبات إيران والبرتغال وجنوب إفريقيا وحقق معهم نتائج لا بأس بها لكنه حتي الآن لم يقدم الأداء المقنع مع المنتخب المصري سوي في المباراة السابقة أمام كوت ديفوار، حيث قدم كيروش أداءا تكتيكيا مميزا للفريق المنافس وتمكن من إغلاق مكامن الخطورة لديهم من خلال إقحام حمدي فتحي في وسط الملعب امام قلبي الدفاع حيث ساهم في عزل نصف ملعب الفيله عن الخط الهجومي لديهم، إضافة للمهام الدفاعية لمصطفي محمد ومرموش التي صعبت من بناء الهجمات الايفواريه ما سهل بشكل كبير عدم استقبال مصر للأهداف خلال المباراة التي تألق فيها الشناوي ورفاقه وحافظوا علي اتزانهم طوال اللقاء.
لكن لنكون أكثر صراحة مع أنفسنا فنحن رغم الأداء الكبير للفريق المصري إلا أن الايفواريين رغم خطورتهم الكبيرة لم يكونوا في يومهم حيث دخل الفريق المباراة متخوفين، علاوة علي إصابة فرانك كيسي التي ترتب عليها تغييرات مهام لاعبي وسط الملعب مما أخل بتوازنهم بشكل كبير.
وبعد هذا الإختبار المُعقد الذي مر منه كارلوس كيروش رفقه الكتيبة المصرية وصعدوا لدور الثمانية ها هو إختبار آخر أكثر صعوبه حيث تلاقي مصر المنتخب المغربي الشقيق في مباراة لن تكون سهلة ابدا علي رجال كيروش، نوعية لاعبين من طراز فريد يتحصل عليهم المنتخب المغربي بداية من حارس المرمى بونو والظهير الأيمن العالمي والافضل في العالم بمركزه أشرف حكيمي الذي يصنع الفارق أمام اقوي المنافسين ويعد أحد أهم اللاعبين بالبطولة وتمكن من تسجيل هدفين رائعين في شباك مالاوي والجابون، إضافة لوجود سفيان أمرابط ونور الدين أمرابط وسفيان بوفال أخطر اللاعبين وأكثرهم قدرة علي المراوغة حيث نال جائزة اللاعب الأفضل مراوغة في الدوريات الخمس الكبري العام الماضي ما يعكس الخطورة الكبيرة لبوفال إلي جانب هداف إشبيلية الإسباني يوسف النصيري أحد هدافي الدوري الإسباني إلي جانب كريم بنزيما وفينيسوس جونيور.
المنتخب المغربي في هذه البطولة يبدو مخيفا بالفعل يقدم نسخة يمكن وصفها بالنسخة الأفضل والأقوي للمغاربة عبر تاريخهم الكروي، فهم فريق متكامل يقدم نسق جماعي سريع ويمارسون ضغط عالي ومن مناطق متقدمه علي المنافسين ولا يسمحون للخصم بالاستحواذ كثيرا علي الكرة ما يساعدهم في خلق فرص عديدة للتسجيل من خلال إرسال كرات عرضية متقنة للنصيري والكعبي واستغلال مهارات بوفال وتسديدات حكيمي واختراقاته وقوة أمرابط في وسط الملعب..لكن هل يمكننا ترويض هذا الكم من اللاعبين المميزين ؟ حقيقة الأمر لا يبدو سهلا خاصة بعد إصابة الحارس العملاق محمد الشناوي الحارس الأمين بالفريق المصري والذي تأكد علي الأغلب عدم لحاقه بالمباراة وكذلك احتمالية غياب حمدي فتحي لشعوره باجهاد في العضله الضامة والذي يعد أحد أهم لاعبي المنتخب في وسط الملعب الدفاعي وصاحب الدور الأبرز في الفوز والأداء الجيد أمام كوت ديفوار والذي أتمني أن يلحق بالمباراة بشرط أن يكون سليما مائة بالمائة وإلا يتم حقنه للعب حتي لا تتفاقم إصابته، خاصة أن المنتخب المصري لديه العديد من الحلول التي يمكن استخدامها خلال اللقاء فأبو جبل يمكنه أن يعوض إلي حد كبير غياب الشناوي وزيزو يمكنه أن يصنع الفارق في وسط الملعب.
من وجهة نظري يجب أن يحافظ كيروش علي نفس طريقة اللعب التي خاض بها مباراة كوت ديفوار في الشق الدفاعي تحديدا علي أن أن يتواجد السولية كوسط ملعب مدافع أمام قلبي الدفاع حجازي وعبد المنعم مع وجود النني وزيزو إلي جواره، فالسولية يمكنه تقديم مهام دفاعية مميزة خلف الظهيرين أبو الفتوح وعمر كمال وأمام قلبي الدفاع علاوه علي تميزه في الخروج بالكرة والاستلام والتسليم بشكل صحيح ورؤيته الجيدة للملعب والكرات الطولية التي يمررها بشكل جيدا جدا خلف المهاجمين وهذا ما نحتاجه بقوة في المباراة لاستغلال سرعات صلاح ومرموش في المساحات التي يتركها لاعبي الوسط المغربي خلفهم.
وفي الجانب الهجومي يجب أن يحرر كيروش مصطفى محمد بعض الشئ من المهام الدفاعية وعدم التراجع للخلف كثيرا لإجبار المدافعين المغاربه علي الوقوف في مناطقهم وعدم التقدم كثيرا خصوصا في الكرات العرضية، ويجب أن يركز كيروش علي استغلال المساحة الواسعة التي يتركها أمرابط خلف وسط الملعب عندما يتقدم كثيرا وهنا يأتي دور أحمد زيزو الذي يمتلك سرعات كبيرة وقوة في التسديد والاختراق، كما يجب أن يظهر صلاح بشخصية القائد والاعب الأفضل في العالم وعلي مرموش أن يكون أكثر ايجابيه وتركيز أمام المرمي،فإذا تمكن الفريق المصري من الوقوف جيدا في الدفاع وعدم ارتكاب أخطاء مؤثرة واستغلال المساحات التي يتركها المغاربة يمكننا خطف بطاقة التأهل لنصف النهائي وحينها تكون البطولة اقتربت أكثر نحو دولاب الفراعنة فمن يتخطي المغرب وكوت ديفوار لا يوقفه فريق آخر.